يؤكد العلماء على وجود علاقة بين تناول بعض الأطعمة وإمكانية أن تستمتع بأن تكون أكثر يقظة وهدوءاً وتفاؤلاً، وبخاصة عندما تكون السماء رمادية من فوقك شتاءً، أو في داخلك لسبب أو لآخر، ومن ثم تفقد إشراقك الطبيعي، وتتهاوى طاقتك، وتتقلص قدراتك.
تقول الباحثة الغذائية "جودي وراتمان": " لقد وجدنا أن بعض الأطعمة تؤثر إيجابياً على إفراز بعض الكيماويات بالمخ، والتي تؤثر بدورها مباشرة على تحديد حالتنا النفسية وطاقتنا الذهنية ومن ثم آدائنا وتصرفاتنا."
ويشير العلماء إلى أهمية أن يتم تناول الخبز قبل أي مواد غنية بالبروتين من اللحوم أو الجبن، مما يسمح للـ "تريبتوفان" أن يصل إلى المخ قبل أن تزاحمه الأحماض الأمينية الأخرى.
وتوضح الأبحاث العسكرية الأمريكية أن الـ "تريوسين: يرفع مستوى الطاقة ويساعد الجسم على التأقلم بشكل أفضل مع الضغوط.
كما يبين بحث آخر أن الأطعمة الغنية بالبروتينات، يمكنها أن تعوض عن الإحساس بالإجهاد الذي ينتج عن تناول وجبة كثيرة النشويات.
ويكفي أن تأكل قطعة صغيرة من لحم البقر كل يوم، حتى تحتفظ بحيويتك.
كما أن انعدام الأغذية التي تحتوي على فيتامين ج "c " تحط من قدرة جسمك على امتصاص الحديد الذي يحتاجه في محاربة الإرهاق.
كما أن تناول كمية أكبر من فيتامين ج "c " يمكن أن تجعلك أكثر ابتهاجاً وتفاؤلاً. لقد وجد الباحثون بجامعة ألباما أن هؤلاء الذين يتناولون أكثر من 400 مجم بشكل منتظم من فيتامين ج "c " (أي ما يوازي كوبين من العصير الطازج، أو ست برتقالات) لم يعانوا إلا من نصف الإرهاق الذي عانى منه من تناولوا أقل من 100 مجم يومياً.
إذا كنت تتعامل مع القلق كبرنامج يومي، فإن الأمر يكون أكثر سوءاً، حيث أن هرمونات الإجهاد التي تغمر الجسم في أوقات التوتر، تستنزف الماغنسيوم من الخلايا وتؤدي إلى انخفاض المقاومة لنزلات البرد والفيروسات والإحساس بالتعب. بينما وجد الباحثون أن الإكثار من تناول الماغنسيوم، يؤدي إلى نقص القلق وإلى نوم أفضل. أما إذا لم تكن تحب الموز فالمصادر الأخرى الغنية بالماغنسيوم هي النقل "المكسرات" والبقول والنباتات ذات الأوراق الخضراء وحبوب القمح.
ويعتقد بعض العلماء أن الكافيين يسبب ارتفاعاً طفيفاً ومؤقتاً في ضغط الدم، كما يحجب الرسائل الهرمونية التي تحثنا على النوم. ولكن العلماء يحذرونك في الوقت نفسه، فأكثر من فنجان من القهوة يومياً قد يجعلك متوتراً سريع الغضب وعصبي المزاج.
لا تنتظر أن تعطش حتى تشرب الماء. فالبالغ يحتاج إلى أن يتناول من 8 – 10 أكواب من الماء يومياً. ولا تعتبر المشروبات الغازية أو التي تحتوي على الكافيين كالقهوة بديلاً، لأنها قد تعمل كمدر للبول، وتزيد من الجفاف.
ويقول الدكتور فوزي الشوبكي أستاذ بالمركز القومي للبحوث : الحالة النفسية للشخص ترتبط بالجهاز العصبي، ولو حدث اضطراب في الجهاز العصبي يمكن أن يؤثر على حالته النفسية علاوة على حالته المؤثرات الخارجية(البيئية).
ويكمل الدكتور فوزي بقوله:هناك علاقة بين الحالة النفسية والجهاز العصبي وبقية أعضاء الجسم بشكل عام،فالجهاز العصبي مركزه المخ، وهناك عناصر غذائية ضرورية لسلامة التركيب الخلوي للمخ بكل أجزائه، وأيضاً لتمكينه من القيام بوظائفه العامة، ويمتد هذا إلى كل الجهاز العصبي، فمثلاً معروف أن خلايا المخ تتكون من عناصر غذائية محددة أهمها عنصر الفسفور والأحماض الدهنية من نوع الأوميجا، ويحتاج الجهاز العصبي بشكل عام إلى بعض العناصر ومن أهمها الكاليسوم لنقل الإشارات العصبية من المخ إلى الأعصاب المنتشرة في كل الأعضاء إضافة لذلك فإن المخ يحتاج إلى مولدات الطاقة وهي السكريات خاصة السكريات البسيطة.
كما أن المخ يحتاج إلى بعض المركبات التي تساعد على إفراز الهرمونات التي تنظم عمله مثل الميلاتونين والسيراتونين والدوبانين وإذا بحثنا عن هذه المغذيات نجد مثلاً الفسفور يوجد بكثرة في الأسماك والبيض واللبن، والأحماض الدهنية توجد في بعض الزيوت النباتية خاصة زيت بذر الكتان(الزيت الحار)، وزيت فول الصويا وزيت الجانولا، وأيضاً في مصادر حيوانية مثل زيوت الأسمال مثل أسماك التونة.أما الكاليسوم فيوجد في اللبن في شكل أساسي والبيض والخضراوات، وهناك بعض الأغذية التي تؤثر تأثيراً غير مباشر في الحالة العصبية بشكل عام: مثل بعض الحلوى أو بعض أنواع الكاكاو، والذي يصنع منها الشيكولاتة، وبعض المشروبات مثل الشاي والينسون، وبعض هذه المشروبات منبه للجهاز العصبي مثل الشاي والقهوة، وبعضها مهدئ للجهاز العصبي مثل الينسون، وبالتالي يمكن أن يحدث تأثير على الحالة العامة للجهاز العصبي بما يتناوله الإنسان من أطعمة، وبالتالي ينعكس هذا على حالته النفسية.ولكن بعض الأطعمة الحريفة قد تحدث بعض الإثارة للجهاز العصبي.
ويضيف الدكتور فوزي: كما أن الحفاظ على الحالة الصحية في وضع سليم يجعل الإنسان يستشعر الأمان والراحة، ومن الممكن أن تكون مصدراً للاستقرار النفسي، أما إذا حدث وأصيب الإنسان بأي من الأمراض سواء العضوية أو المنقولة مثل الأمراض المعدية مما لاشك فيه أن هذا يشعر الإنسان بحالة من التعب والاضطراب الذي قد ينعكس على حالته النفسية.