الشيخ الفاضل / أبو غسان
محمد بن ناجي عطية
للاستفدة منها .. وإهداءها لكل عريس وعروس
[وصيتي لولدي في ليلة زفافه ]
الحمد لله رب العالمين وبه نستعين على أمور الدنيا والدين
وصلى الله وسلم على نبينا محمد سيد الأولين والآخرين
وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد :
{ بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما في خير }
يا بني :
لقد خلق الله لك لتعيش معها حياة طبيعية سعيدة وبدونها لا تكون الحياة طبيعية ولا يكون لها طعم ولا لذة.
أنها الحياة، أنها السعادة أنها السكن، أنها الراحة والطمأنينة ولأكن متى ما كانت صالحة؛ حسب ما وصاك بذلك نبيك عليه الصلاة والسلام بقوله تنكح لأربع لمالها وجمالها وحسبها ودينها فاظفر بذات الدين تربت يداك) رواه مسلم
إنها دعوة لك بالخير والبركة والتوفيق والسعادة من النبي(صلى الله عليه وسلم) على أن تظفر بذات الدين .
ولفظة الظفر توحي بالفوز بعد العناء والتعب والمنافسة بعد طول عناء وبحث وتفتيش، فإذا ما بدت لك فاظفر بها، وإياك أن تتركها ليظفر بها غيرك، وإياك أن تقدِم شيء من الثلاثة المذكورة في الحديث على الدين إلا ما كان مكملاً له، لا سابقا عليه.
يا بني :
إن مخلوق رقيق يغره الثناء وتغيره القسوة وتفسده العشرة السيئة.
أن لها مفاتيح عليك باستخدامها لفتح قلبها الطاهر الجميل، منها: المودة والرحمة، وذلك بالعطف والشفقة عليها والين معها، حتى تحس بأنك كبير وعظيم، وحتى لا تشعر أنك صغير تأخذ بالذنوب الصغيرة ولا تحلم على زلاتها وهي بين يديك كالطفل الوديع .
أنها تخطئ وتكرر الخطأ فعليك بأخلاق الكبار، عليك بالحلم والأناة، لا بأس أن تبتسم وأن توجه نصيحة دافئة من قلب مملوء بالحب ويدفعه الحرص على التعليم والتوجيه. فإذا بالكلمات الحنونة تؤثر في ذلك القلب البريء,وإذا بالخلق الحميد يأسر المشاعر ويقيد العواطف .
احذر يا بني أن تفوت الموقف الخاطئ من غير تعليق منك، ولو بنظرة حانية تنبه على الخطأ أو بكلمة رقيقة ممزوجة بالمشاعر الدافئة توصل معها رسالة مفادها : أن هذا سلوك لا تحبه .
وأحذر يا بني أن يستدرجك الشيطان إلى مستنقع البحث عن السفا سف وصغائر الأمور لتغرق فيها وقتك وعمرك ورجولتك.
ثم احذر يا بني من السكوت عن الأخطاء فإنها تتراكم حتى تصبح مثل الداء العضال الذي يقاوم كل الأدوية .
يا بني :
إن هذا المخلوق الوديع قد ينقلب أحياناً إلى مخلوق شرس الطباع كثير الغيرة والحسد سيئ الظن والقصد, عظيم الكيد والمكر والوقيعة بينك وبين الآخرين. ربما بحجة شدة المحبة لك والغيرة عليك ، وقد يكون الآخرون ربما من أعز الناس إليك وأقرب الناس مودة لك .
هل تدري يا بني متى يستأسد الحمل الوديع ، وكيف يتعلم الزئير من لم يخلق له ، إن هذا قد يكون بسبب منك، بسكوتك عن أخطائها وصبرك عن حركاتها الطفولية غير المسئولة، التي ورائها ما ورائها ، وتركها من غير تقويم ولا تعديل .
دعني أحكي لك حكاية ما يجري بينكما منذ ليلة الزفاف الأولى، لقد جمع الله بينكما على خير، القلوب مملوءة بالمشاعر الفياضة بالمحبة والمودة، وكل واحد منكما حريص على أن يرضي الآخر وأن لا يرد له طلبا، ولا يجرح له خاطرا، وأن لا يعكر له مزاجا .
وفي هذا الخضم وفي غفلة منك، تبدأ باختبار قوة تحملك، في أشياء، وصبرك عن أشياء ما الذي يغضبك، وما الذي يرضيك، وما هي الخطوط الحمراء التي تثيرك، وما هي الحدود المسموح بها لديك .
وقد تحاول أن تتصنع بعض المواقف لترى ردة فعلك، وقد تعمل ذلك براءة، لكن أثر ذلك عليك في غاية الأهمية عندها، أنها تدرسك في الأيام الأولى من الحياة وتنظر أي الرجال أنت،هل تستجيب لكل طلباتها دون تميز ؟ هل هناك أفضل منها عندك ؟ حتى أمك وأبيك، لا مانع لديها أن تختبر هذا فيك لتنظر أي ترتيب تقع فيه عندك، حتى أقاربك أرحامك، حتى أولادك ( إن كان لك أولاد من غيرها )، إنه امتحان صعب يجرى عليك وأنت غارق في لحظات المشاعر الدافئة والساعات الجميلة .
إنك تظن أن الوقت لم يحن بعد لأن تبين لها ما الذي يرضيك وما الذي يغضبك، أنك تظن أنه بعد ما يسمى ( بشهر العسل ) وانقضاء الحظات السعيدة ، تظن أنك ستعلمها كلمات تحط فيها النقاط على الحروف وتبين لها الحقوق والواجبات .
إنك لا تشعر أنها قد رسمت صورة نهائية عنك في أيام معدودات، إن كلماتك لن يكون لها أثر كبيرا أمام المواقف العملية التي جربتها، وصلت إلى نتائج عملية قد لا تستطيع كلماتك التعبير عنها .
وبعد كل هذا ، تبدأ بتجريب النتائج التي توصلت إليها، فإذا أفقت من غفلتك وكنت فاهم لحقوقك عليها واجباتك نحوها ، حينها ترد على كل موقف تجريبي منها بالموقف الصحيح الذي ينبغي أن تكون عليه وتلمح أو تصرح لها بكل صراحة وضوح، مع المودة ، بالذي ينبغي أن يكون ، فإذا بها تكتشف أنها كانت خاطئة فتعود إلى تصحيح النظرة ، وربما قد تحاول ثانية ، فإذا وجدت منك نفس الموقف ، انطبع ذلك في قلبها ولم يفارقها مدى الحياة، فإذا اكتشفت انك لم تعلق على الخطأ الواضح، ربما كررت التجربة لتأكد من حقيقة موقفك ، فإذا عكفت على عدم انتباهك عن الخطأ، أنطبع في ذهنها أن هذا أمر يسير عندك، سهل عليك، ولا مانع لديك من استمرارها عليه .
فإذا حاولت الإنكار عليها بعد ذلك، قد يصعب عليك تغيير قناعتها تلك إلا بصعوبة شديدة تضطر معها استخدام بعض الأساليب التربوية والتي قد ربما تكون شاقة، لإعادتها إلى جادة الطريق .
إن المشكلة تكمن في انك لا تشعر إنها تختبرك في هذه المرحلة كلها، وانك ربما تجاملها حتى لا تجرح مشاعرها.وهنا تعلم أنك محتاج إلى أن تكون أكثر حذراً ويقظة خاصة في المواقف الأولى في حياتكما، وعند الأخطاء الأولى .
وقد تحتاج ذلك أيضا في الأعمال الحميدة الأولى التي تمارسها، فعليك أن توصل لها رسائل جميلة تشعرها بحسن ما صنعت حتى تتطبع على ذلك العمل،وتعلم أن هذا شيء يسرك ويرضيك .
وحتى لا نظلم الصالحات منهن؛ فإنه يوجد نوع من النساء بعيدات عن كل هذا غافلات عما تكيد له النساء ، أنهن من ملأ الله قلوبهن بالتقوى والخوف من الله ، لكن يا ولدي إنهن قلائل قلة الدر في أعماق البحار والمحيطات . ومع ذلك لابد لك أن تمر بالتجربة من كلا الصنفين وقد يصل الجميع إلى نفس النتائج معك ، لكنهما قد يختلفان في الاستفادة من النتائج في مدى تطويعك لأهوائهن ورغباتهن .
واليك بعض النصائح والتنبيهات التي تفيدك في مسيرتك عشرتك الطويلة، والتي تكون بمثابة المعالم التي ترشدك إلى الاتجاه السليم في الحياة :
1-الخطوط الحمراء :
عليك أن تبين لها الخطوط الحمراء في حياتك، والمقصود بالخطوط الحمراء ، أقوال وأفعال ومواقف لايجوز بحال من الأحوال أن تعملها أو تتعداه ، لأن عواقب ارتكابها وخيمة وخطيرة على استمرار الحياة الزوجية، تحت أي مسمى وتحت أي ظرف كانت ، وإنها غير قابلة للتجربة والخطأ، ومن تلك الخطوط الحمراء .
– التساهل بأمور الدين .
– التهاون بالصلاة
– التهاون بالحجاب .
– الكلام السيئ على والديك أو أحد من أقاربك .
– ضعف الأمانة ، وقلة الصدق .
– التساهل في مخاطبة الرجال الأجانب .
– رفع الصوت عليك، أهانتك التقصير في طلباتك .
– ضيوفك وزوارك والواجب عليك وعليها تجاههم في أي ظرف نزلوا وفي أي ساعة حلوا .
وقد يكون هناك الكثير من هذ ه الخطوط الحمراء ، غير ما ذكر،عليك باستحضارها، وتعويدها عليها خلال مراحل الحياة، وسنوات العمر، والقاعدة في ذلك؛ أن تكون تلك الخطوط واضحة لديك ، بل شديدة الوضوح ،لدرجة التشبع بها كقيم أساسية لا تستقيم الحياة بدونها، فإذا تم ذلك تمكنت حينئذ من توصيلها إليها وتعليمها إياها ، وإلا فإن فاقد الشيء لا يعطيه .
2- رسالة الأسرة :
إن الله تعالى أذن لهذه البيوت أن تؤسس على تقوى منه ورضوان، وأمرنا أن نعمرها بذكره وشكره وحسن عبادته ، وجعل لها رسالة؛ هي إقامة الدين وتربية الأهل والأبناء عليه ، ولم تكن سائر الأعمال التي تقوم بها الأسرة إلا مكملة ومساعدة على تحقيق هذه الرسالة، مثل الكسب الحلال والتداوي والترفيه، وغير ذلك، كل ذلك يكون نابعا من صلب الرسالة، لا مقدما عليها في أي حال من الأحوال. فإذا فقد جوهر الرسالة وجهل مضمونها تحولت البيوت إلى متاحف لعرض المنتجات، ومطاعم لصناعة أشهى المأكولات والمشروبات، ومنتديات لعرض الأغاني والمسلسلات والتمثيليات ، ولم يعد الاهتمام بمضمون الرسالة هو المظهر الأول السائد في البيوت، وهكذا تنقضي الأعمار ويصعد إلى الساحة جيل غريب عن دينه وأمته ، جيل لا هم له إلا الأكل والشرب والترفيه، وتغيب حينئذ مظاهر الغيرة والرجولة وتستبدل بها معاني الانفتاح والميوعة وربما الجهل البسيط والمركب ، وقل غير ذلك .
وبناء على ذلك توجه موارد المنزل إلى أشياء فرعية وثانوية كثيرة جدا، وربما يستدان من أجلها المال، وتدخل الأسرة من أجلها في إشكالات مع الآخرين، بينما الرسالة الأساسية للأسرة لا يعار لها أدنى اهتمام ، وتصبح مثل اليتيم على مائدة الئام .
3- القوامة :
وهي المقصودة بقوله تعالى: ( الرجال قوامون على النساء بما فضل الله به بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم )النساء (34)، فالوضع الطبيعي أن يكون الرجل بمقتضى هذا الأمر الرباني هو القائد الأعلى لكافة شئون المنزل، وهو الذي يتخذ القرارات المصيرية دون سواه، لأنه هو المسئول الأول أمام الله تعالى ، حتى وإن شاركه سواه في هذه القرارات فلا يخلو أبدا من المسئولية، فهو المحاسب أمام الله تعالى ، ولا تبرأ ذمته بذلك .
ولما خلق الله الرجال أكثر حكمة وعقلاً وحصافة رأي من النساء، أسند إليه هذه المهمة الخطيرة في شأن الأسرة، فإذا أنعكس الأمر وتسلطت النساء على قيادة البيوت، أسند الأمر حينئذ إلى من لم يخلق ليمارس فنون قيادة البيوت بحكمة وعقل وحصافة رأي ، وسادت العواطف والأهواء، وسائر الأخلاق التي تبرز حينما يتعلم الحمل الوديع زئير الأسود، فتفتح أبواب من الشر المستطير، وينشأ الأولاد مستضعفون والنساء مسترجلات، حينما تخلى القائد الأعلى عن مقر القيادة، وتولى قيادة السفينة من لا يجيدها، ولا قبل له بفنونها ، فلا يعلم إلا الله في أي اتجاه تبحر وعلى أي أرض تستقر ، وعلى أي مسافة من الحق تقف .
وسبب ذلك، انه ما أفلح قوم ولوا أمرهم امرأة، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم، وبمقتضى القوامة يكون دور ثانوي في البيت وليس أساسي، إن الذين يواجهون المجتمع ويتخاطبون مع العالم خارج الأسرة هم الرجال، فلا ينبغي ن أ أن يتخلوا عن موقفهم لتخلفهم النساء وإلا فسدت الأسرة وفسدت رسالتها، ولا خير في بيوت تسوسها النساء، وقد يوجد شواذ ونوادر، خاصة عندما يتخلى الرجل عن مسؤوليته وله امرأة صالحة، فإنها تحاول أن تسد ولو جزء يسير من الدور الذي يفترض أن يقوم به الرجل ولكن على ضعف واستحياء والله المستعان .
إن الله خلق الرجل قوام في البيت هو الذي ينشئ البيت وهو الذي يأتي ب ، وهو الذي يرعى البيت وينفق عليه، وهو الذي يحميه ويتعب من أجل إسعاده وتوفير سبل الراحة فيه ، وهو الذي يملك قرار استمرار الحياة الزوجية، أو إنهاء مدة صلاحيتها، ولم يعط هذا الحق للمرأة إلا على سبيل الخلع والتظلم من المعاملة الجائرة من الرجل، أو عدم كفاءته في قيادة الحياة.
إنه المسئول الأول عن تحقيق رسالة الأسرة، والتصحيح الدائم لمسارها، ومراقبة انحراف الأفراد عنها، وتوجيههم باستمرار نحو الهدف العام، والغاية العظمى من إنشاء هذا البيت .
و دور فلا يقل أهمية عن هذا الدور الكبير للرجل، لكنه يعمل في الخلف، فيهتم بتوفير كافة سبل الراحة لأفراد الأسرة، والعناية بالأولاد، وتربيتهم على رسالة المنزل ، والعمل باستمرار وبحرص على غرس وتأكيد التفاصيل الكثيرة لرسالة المنزل، من خلال تعويد الأطفال وتعليمهم هذه الجزئيات الكثيرة الصغيرة مثل؛ الصلاة والأذكار والتوحيد وغرس عقيدة الولاء والبراء وتزين الخير والحث عليه وتشويه الشر والتنفير عنه، حتى يتربى جيل يحمل رسالة بتفاصيلها وهو مستعد لنقلها إلى أسرة أخرى يكون هو الذي ينشئها .
يابني :
لهذا وجدت الأسرة وهكذا ينبغي أن تسير لاكما هو سائد ومعلوم ومعروف في كثير من أسر اليوم، حتى ظهر فينا من ينادي بتحرير من مهمتها هذه واستبدالها مهمه أخرى هي الكد والكدح مما لم تخلق له ، فان استجابت لهم ضاع العيال وضاع حق الزوج ، ولم يعد أثرها ودورها في غرس مفاهيم رسالة الأسرة واضحاً .انه الضياع الحقيقي للبيوت وتشريد الأولاد وانتهاك حق الزوج، وبالتالي فساد المجتمعات.
4- الحب جنة البيوت وسر سعادتها :
اجعل بيتك جنة وادخل السرور على الأهل والعيال، ولا تجعله جحيماً بكثرة الغضب ورفع الصوت بدون مبر، بحجة انك (راجل البيت)، إن الرجولة يا ولدي تعني ممارسة القوامة بالحكمة والين، مع الحزم في مواطن الخلل وعدم التهاون إذا انتهكت الحرمات والخطوط الحمراء .
ومن سنة النبي صلى الله عليه وسلم، ملاعبة الأهل والعيال وإكرامهم وتعليمهم بالحسنى وغرس مكارم الأخلاق والنهي عن سفاسفها .
إياك والتركيز على توافه الأمور وإشغال وقتك بها أو إعطائها اكبر من حجمها ، عليك أن تكون حليماً ، حكيماً في تقدير المواقف ، فما كان كبيراً فلا تتركه يمضي دون توقف منك، وما كان صغيراً فتعمد أن تتجاهل ، مع التنبيه بذكاء إلى تصحيح الأخطاء .
لابد أن تمارس الحب بمعناه الحقيقي، وليس الحب الأعمى، الذي يعميك عن حقائق الأمور. إن حب الأهل من الدين وهي سنة سيد المرسلين ، ولكن لايمنع من التربية والتوجيه ، والغضب بل والضرب – المنضبط والهادف وبحب ورحمة – أحياناً؛ إذا انتهكت الحقوق والحرمات وتبدلت رسالة البيت .
إن حب الأولاد أمر في غاية الأهمية، فإذا أحبتهم وبادلوك المحبة ، فإنهم حينئذ يسلمون أمورهم وقيادتهم إليك، فتصير بذلك الحبيب والصاحب والصديق ثم المستشار الناصح، فتجدهم لا يقطعون أمرا إلا باستشارتك الحنونة النابعة عن قلب المحب الصادق .
فإذا لم تمارس هذا الحب وهذه الصداقة معهم، وحلت الفضاضة والخشونة وسوء المعاملة بحجة الرجولة والقوامة، حينها ونتيجة لفضاضتك وخشونتك، وسوء معاملتك، يتركونك ويملوا عشرتك وصحبتك معهم، ويبحثون عن أصدقاء ومستشارين يوجهونهم ويدلونهم ربما إلى الطريق الذي قد لا يرضيك، ويبعدهم عن رسالة الأسرة ، وربما دلوهم على الضياع ومواطن الهلاك .
وهذا وضع طبيعي يحدث عندما يتخلى الأسد عن عرينه، حينها ،تسلط عليه الذئاب والكلاب والثعالب، ليسدوا هذه الثغرة الخطيرة، ثم لا تسل بعدها عن حال فريسة الذئاب وسؤر الثعالب والكلاب .
يا بني :
هذه بعض همهمات من عارف بشؤون النساء وأحوال البيوت، أحسب أنها ستنفعك إذا أخذت بها وتفهمت مسؤوليتك، واستطعت أن تجيب عن السؤال الكبير،
لماذا تأسس هذا البيت ؟
ودمت محروسا بعناية الله وتوفيقه،،،،
والدك المحب
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
وعلى آله وصحبه ومن والاه
وبعد :
[ بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما في خير ]
بنتي الغالية :
بمناسبة قدومك على أجمل لحظات الحياة وهي لحظات زفافك الميمون والقاء بفارس الأحلام أحبت أن أهمس في أذنيك همسة الوالد المحب الناصح ، كلمات قد تدفعك في مسيرة الحياة .
لقد جربنا الحياة فوجدنا أجمل ما فيها الزوجة الصالحة، أنها أغلى كنز في هذا الوجود ولا يعاد لها شيء من متاع الدنيا وبذلك أوصى النبي صلى الله عليه، وسلم .
ولكن من هي الزوجة الصالحة : هي التي إذا نظر إليها زوجها سرته وإذا أمرها أطاعته وإذا غاب عنها حفظته في نفسها وماله وهذه الوصية تشتمل على در من الوصايا الغالية منها :
الأولى :
أن تملأ عينه دائماً بتمام الزينة والتطيب حتى لا يراها على هيئة رثة وذلك من اجل أن لا يفكر مطلقاً أن ينظر إلى غيرها فكل ما يريد من النساء موجود في زوجته وإذا قصرت فلا تلومه ولكن تلوم نفسها خاصة ونحن في عصر الفتن والشهوات .
الثانية :
أنها الطاعة ( العمياء) في المعروف أي في غير معصية فأنها تطيعه وتنفذ كلامه مهما كان تافهاً أو حقيرا من وجهة نظرها لكنها بهذا العمل سوف تحقق نتيجة في غاية الأهمية إنها محبة الزوج الدائمة لأنه قد يختبرها بطلب أمور تافهة وربما أمور قد لا تتحق فينظر استعدادها لتنفيذ الأوامر من باب الاختبار فإذا نجحت أطمأن قلبه إن هذه الزوجة لا بدليل لها وإن فشلت فسيبدأ بالتفكير في البديل أو التخلص منها .
ويدخل في الطاعة احترامه وإجلاله وإن كان المرح والضحك الأصل في الحياة الزوجية ولكن تجل زوجها وتوقره وتعظمه ولا تقطع بأمر دون رضاه وإذا غضب عليها راضته حتى يرضى عنها فيرضى الله عنها .
الثالثة :
وهي حفظ عرضه في حضوره وغيابه فلا تبرج ولا سفور ولا ظهور على الرجال ولا خروج إلا بأذنه، وأن تحفظ ماله وعياله أمانة عندها وهي مسئولة عنهم .
وأضيف بعض الوصايا من القرآن الكريم ومنها :
القوامة :
فالقوامة حق الرجل على ومعناها أنه هو قائد البيت وربان السفينة فتعرف له هذا الحق وأن لا تنازعه فيها لحظة من العمر . حتى وإن كان الخطأ عنده فتستطيع تصليح الخطأ بكل أدب واحترام .
وإن منازعة زوجها في القوامة هي مثل طلب قيادة السفينة من قبل العمال بدلاً عن الربان وهم لا يملكون الخبرة وإن تخيلوا ذلك فربما اصطدمت في الصخور في أعماق البحر وربما ضاعت في المحيطات الواسعة ف الصالحة تحرص أن تجعل زوجها( رجلاً) وهي( أنثى) بأن ترفع قدره ولا تتطاول عليه لسانها أو أفعالها .
العبادة :
إذا نوت عبادة الله من خلال طاعة زوجها والصبر عليه وعلى أهله وأولاده يسر الله أمرها وتقبل طاعتها ورفع منزلتها أو خف عليها مصاعب ومشاق البيوت وإذا نسيت هذه الحقيقة تعبت وتخلى عنها توفيق الله ونازعتها نفسها والشيطان وصديقات السوء فخربوا بيتها وأفسدوها على زوجها .
الوالدين :
أنها سر وجوده ولولاهم ما كانت نائمة في أحضانه آمنة من الخوف ومن الجوع وطاعتهم وخدمتهم والتذل لهم هي مساعدة على برهم حينها تدخل البركة فيرضى الوالدان ويرضى الزوج ويرضى الرب تعالى فيبارك في البيت وأهله والذرية والعكس صحيح لذلك طالما هم عائشين لابد من الإصرار على المواصلة في برهما حتى يعلم أنكِ تحبيه وتحبي والديه، فيرفعك فوق رأسه ويجعلك داخل عينيه، حتى لو أخطأت فأنه يغفر لكي ويسامحك ويحترمك ويحترم أهلك .
الخدمة :
خدمة الزوج فرض عين على ، وأفضل وأجمل أصناف الخدمة هي أن تلبي رغباته التي يرغب هو وأن كانت تخالف ما تريدين وأفضل من ذلك أن تلبي رغبته قبل أن يطلب فأن هذا يرفعك في نظره ونظر أهله .
درجات :
وأفضل الجميع أن تنسجم طبائعك مع طبائعه وعاداتك مع عاداته فكل ما يطلب هو نفس ما ترغبين وكل ما يأمر هو نفس ما تريدين، وطبعاً أنت كامرأة تقدرين وهو كرجل لا يستطيع على تبديل طبيعته مع طبيعتك، وإذا حاول تغييره أفسدتيه وقد يحتقرك عندما يكتشف محاولاتك على ذلك .
العفاف والحجاب :
بالرغم من أن هذا أمر الله، إلا أن النفوس المؤمنة تحب العفيفة المحتشمة المتحجبة، والنفوس المؤمنة تبغض المترجلة الجريئة ( في الباطن) التي لا تحتشم من الرجال، ولا من النساء أيضاً .
الصلاة والعبادة :
إن النفوس المؤمنة تحب العابدة المحافظة على الصلوات والأذكار والصيام، وتبغض التي تزهد في صلاتها وعبادتها وصدقتها وسائر عبادتها .
ابنتي الغالية :
إن هذا الرجل قدرك في الحياة، فاحرصي أن يكون عندك أغلى من متاع الدنيا، وإن تكون طاعته دين يقربك الله به إلى الجنة .
لا بد من معاملته بكل أدب واحترام- مهما بلغ بينكم التعامل بدون حواجز- لكن لا بد من عمل خطوط حمراء ترجع الأمور إلى الاحترام والتعامل الرسمي، واحذري من مداخل الشيطان الذي يزين لكي معصيت الزوج بحجة أن الأمور عادية وفيها أريحية في التعامل، لا بد أن تعلمي أنك أنتي وعليك واجباتك وهو زوج جعله الله قواماً عليك .
ابنتي الغالية :
الدنيا فانية وأعمالنا قليلة، فليكن بيتك محراباً لكسب الحسنات ومغفرة السيئات من خلال طاعة زوجك واحترامه وتقديره وخدمته وخدمته، وخدمته، وخدمة أهله واحترامهم فيا الله كم في هذا من أعمال صالحة وكفارات عظيمة للسيئات
الله الله في زوجك فإنه ، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم جنتك ونارك
والدك /المحب
===========================
[ وصيتي إلى زوج ابنتي ليلة زفافهما ]
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده
وبعد :
ولدي الغالي / ( ولدي الثاني ) :
في بداية مشوار حياتكما الزوجية أحبت أن اهمس في إذنك بعض النصائح التي أحب إن ألقيها عليك لعل الله أن ينفعك بها .
انك ستستقبل امرأة غريبة عنك، إنها ضيفة كريمة قدمت عليك،وحلت في عمق دارك، ومن كرم الرجال وشهامة الإبطال وسن الأنبياء والمرسلين إكرام ضيوفهم، إن إكرام ضيفتك الصغيرة إكرام لأهلها وإكرام لكافة محبيها .
ومن إكرامها، حسن استقبالها، وحسن تعليمها ،والصبر عليها حتى تتطبع على عاداتكم وتقاليدكم الغريبة عليها .
إنها صياغة لعقلها من جديد والصياغة تريد مهارة من الصائغ ، وإلا تلفُت البضاعة إما بسبب الاستعجال أو بقلة الخبرة .
ولدي الحبيب :
إنها أمانة أضعها بين يديك لك حقوق عظيمة عليها، ولها بالمقابل حقوق كثيرة عليك ،ولابد من التوازن .
بعض الناس يفهمون إن عظم حق الزوج على يجيز لهم امتهانها وإذلالها، وهذا مخالف للمقاصد الشرعية .
فمن حقوقك عليها الطاعة بالمعروف، إلى درجة انه لو كان السجود لأحد في الدنيا مباحا، لكان السجود من لزوجها من باب أولى ، لكن الله حرم السجود إلا له سبحانه، ومع ذلك لك مادون السجود من المحبة والاحترام والطاعة .
ومن حقوقها عليك بالمقابل احترامها وصيانة عرضها وعدم إذلالها عملا بأمر الله تعالى :
( إمساك بمعروف أو تسريح بإحسان ) .
واليك بعض الأحاديث الصحيحة في هذا المعنى :
1- قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم : ( ألا واستوصوا بالنساء خيرا فإنما هن عوان ( أي أسيرات ) عندكم ليس تملكون منهن شيئا غير ذلك، إلا أن يأتين بفاحشة مبينة، فإن فعلن فاهجروهن في المضاجع و اضربوهن ضربا غير مبرح، فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلا ، ألا و إن لكم على نسائكم حقا و لنسائكم عليكم حقا، فأما حقكم على نسائكم فلا يوطئن فرشكم من تكرهون ولا يأذن في بيوتكم لمن تكرهون، ألا و إن حقهن عليكم أن تحسنوا إليهن في كسوتهن و طعامهن ) حسنه الألباني في صحيح الجامع
وأجاز الضرب في حالة الفاحشة أما دونها فلا يليق بمسلم الجوء إليه .
2- وقوله : (استوصوا بالنساء خيرا فإن خلقت من ضلع وإن أعوج شيء في الضلع أعلاه فإن ذهبت تقيمه كسرته وإن تركته لم يزل أعوج فاستوصوا بالنساء خيرا )صحه الألباني
3- وقوله : ( فاتقوا الله في النساء فإنكم أخذتموهن بأمانة الله و استحللتم فروجهن بكلمة الله و إن لكم عليهن أن لا يوطئن فرشكم أحدا تكرهونه، فإن فعلن ذلك فاضربوهن ضربا غير مبرح، و لهن عليكم رزقهن و كسوتهن بالمعروف )صحه الألباني
وغيرها من الأحاديث
وقبلها قال تعالى : (( فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا إِنَّ الَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا ))[النساء:34]
ولدي الحنون :
أنها أمانة :
إن البيوت أمانة في أعناقنا ولها رسالة قامت من اجلها، إن رسالتها إقامة حدود الله فيها وتربية الأبناء التربية التي ترضي الله تعالى، ولذلك فالمسئولية بينكما مشتركة في إقامة بيت على طاعة الله وإخراج جيل عابد لله، ولا تظن إنها مسئولية الزوجة وحدها،لكنها في الأساس مسئوليتك، وهي مساعدة لك، فكلكم راع و كلكم مسئول عن رعيته .
القوامة :
إن البيوت لا تصلح إلا بالقوامة للرجل والطاعة من ، وفي بعض البيوت تتسلط النساء على الرجال فينعكس الوضع وينتج عن ذلك شر مستطير .
ومن معاني القوامة أن يكون الرجل الآمر الناهي، و والأولاد السامعون المطيعون، شريطة أن يكون الرجل أهل لهذه المسئولية ، فإذا فقد الأهلية في قيادة البيت أدى ذلك إلى خراب البيوت .
الرحمة :
قال تعالى :(( وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ )) [ الروم:21 ]
* إنهن من أنفسنا دلالة على القرب الروحي والبدني
* إنهن سكن لنا فنحن نتعب في الأعمال ثم ناوي إليهن لنجد السكن بمعنى الستر والراحة والهدوء والطمأنينة، وكل المعاني التي يوفرها السكن .
* إنهن منبع المودة والرحمة، وضعفهن هو سر قوتهن ولو كانت النساء أمثال الرجال ما تربى الأبناء وما وجد الرجال من يتحمل عيوبهم وأخطاءهم .
المودة (حافظ على الرصيد ) :
* إن هذه المودة مثل الرصيد في البنك يرتفع بقدر ما تورد إليه، وينخفض بقدر ما تسحب منه
فإذا أردت قلبا عامرا بالمودة والعطف والحنان عليك أن تغطي الرصيد دائما ولا تسحب منه إلا وتغطيه باستمرار، وان تحذر من العجز في الرصيد، وهو ينتج عندما يسحب الإنسان من صاحبه أكثر مما يورد .
انه يغطى بالمحبة وبالمجاملة والمواساة وبالعطاء والكرم وعدم التجريح والتشهير ، وبالمشاعر الدافئة وبالحنان المتبادل ، وعدم الإهانة والإساءة، وعدم الجوء إلى القسوة والعنف إلا في أضيق، أضيق الحدود كما فصلناه سابقا، حتى إذا حصل الخطأ لابد أن يغطى الرصيد بالاعتذار والتلطف والعفو .
وكلما كانت المعاملة راقية كلما ارتفع الرصيد، فيكون السكن أهنأ وأفضل، وكلما كانت المعاملة قاسية وخشنة، (تصفر) الرصيد أو كاد أن ( يصفر )، أو يعجز، فمن أين ستأتي المودة والرحمة والرصيد صفرا أو عاجز .
ولدي الكريم :
لقد حمل الله النساء أمانة أكثر من الرجال في البيوت، لكن يبقى على الرجل حسن تربية على طاعة الله ثم على التعرف على طبائعه ومسئوليته أن يساعدها في ذلك .
إن ضعف سبب لرحمتها عند الأتقياء ، فهي كثيرة الأخطاء كثيرة النسيان في خلقها عوج، والرجل أكمل حالا منها، فإذا أردت أن تكون مثلك في الحزم والفهم والذكاء،إن هذه صفة الرجال ،وليس النساء، لكن جمالها في ضعفها وأنوثتها وحسن تبعلها والرجل يكمن رجولته في ترفعه عن سفاسف الأشياء وصغائر الأخطاء .
وصدقني لن تستطيع إن تؤدي دورها كما يجب، مالم تساعدها على ذلك وتوفر لها الجو المناسب لكي تسعدك وتهنيك وتربي أولادك .
ولدي الطيب :
أنت أذكى من أن تنصح ولكنها ذكرى والذكرى تنفع المؤمنين،حقق لي طلب واحد ورغبة واحدة :
أن لا تهان ابنتي يوما من الدهر في حياتي وبعد موتي وهي بعصمتك، فان أخطأت هي عليك، فانا بينكما الأب المحب الناصح، وبعد موتي معك من أهلها ، ومن يردعها ويعيدها إلى رشدها ، أريدك أن ترتفع إلى مستوى حسن ظني بك .
* علم زوجتك كما تريد، لكن إياك و الإهانة فإنها حرام عليك، فما زوجتك إياها لتهينها، بحجة التربية .
* افرض شخصيتك عليها كما تريد، ولكن لا تكن جبارا تأخذ ما تريد وأكثر ولا تعطي إلا القليل وربما لاشيء .
لا تسمح بالتدخل في حياتكما لأحد :
لا تسمح لأحد أن يتدخل في حياتكما مهما كان قريبا لك أو لها، هكذا علمها وعود نفسك وعودها، حتى لو كنت أنا أو كانت أمها، أو أبوك أو أمك ، وإلا ستفتح على نفسك باب واسع من التحرش والهموم التي أنت في غنى عنها، وتعود أن تحل المشاكل بينكما بالتفاهم، وتعود على دفع الضريبة لهذا التصرف وهو التنازل عن بعض الأشياء ولو كنت بها محقا، حتى يتم الوفاق وتصلح بيتك .
ولكن احذر واتق الله أن تظلمها أو تكبتها إلى داخلها، بحجة أن لا يتدخل احد في حياتكما
نصائح :
*عليك بالتوازن واعلم أن الضغط دائما يولد الانفجار .
*لا تنس إن العلم نور والجهل ظلام فعلم زوجتك تغنيك عن تعليم أولادك .
* لا تنس إن للغيرة حدود فإذا زادت عن حدها دخل الشيطان من أوسع الأبواب، ونزعت الثقة وإذا نزعت الثقة بين الزوجين، فتح عليهما باب عظيم من الشر، فالثقة مهمة جدا لأنها راحة وطمأنينة وسعادة .
* وأخيراً أنصح الجميع بالمحافظة على أسرار الزوجية وأسرار البيت و الأسرة وتحمل الأمانة .
أسأل الله العظيم أن يوفق بينكما ويؤلف بين قلبيكما وان يجعل حياتكما سعيدة ويرزقكما الذرية الصالحة
والدك ومحبك/