لابد للعبد من النية فالنية والعمل بهما تمام العبادة فالنية أحد جزئي العبادة لكنها خير الجزئين لأن الأعمال بالجوارح ليست مراده إن لم تؤثر في القلب ليميل إلى الخير ويبتعد عن الشر فليس المقصود من وضع الجبهة على الأرض وضع الجبهة على الأرض بل خضوع القلب فالقلب يتأثر بأعمال الجوارح وليس المقصود من الزكاة إزالة الملك بل إزالة رذيلة البخل وهو قطع علاقة القلب بالمال وليس المقصود من الضحية لحومها ولا دماءها ولكن استشعار القلب للتقوى بتعظيم شعائر الله"الغزالي-رحمه الله-"" الموفَّق يكثر من تعدُّد النيات في العمل الواحد؛ فإن أراد الوضوء فله نية طاعة أمر الله- عز وجل-: { إذا قُمتُمْ إلى الصَّلاةِ فاغْسِلوا وُجُوهَكُمْ وأيْدِيكُمْ إلى المَرافِقِ } وله نية في متابعة أمر الرسول- صلى الله عليه وسلم-: «صلوا كما رأيتموني أصلي»، وله نية أن تتساقط ذنوبه مع آخر قطرة من الماء كما ذكر ذلك النبي- صلى الله عليه وسلم- وله نية رفع الحدث حتى تصح صلاتك، وهكذا في جميع الأعمال.
جزاك الله الجنان