تخطى إلى المحتوى

الفتاة المسلمة والبحث عن السعادة 2024.

فتيات تبحثن عن السعادة.. سعادة متوفرة في صندوق واحد ووحيد لا يحتاج لا موضة ولا تجديد، إنه فرقان التوحيد، وهو كنز الإسلام فيه ما فيه من خير الدنيا والآخرة، لكنهن أغفلنه وهجرنه بعدما عرفنه وأيقنه، وذهبن إلى سراب مبهر من بعيد لكن بعد تمحيص وتجريب، سرعان ما يختفي الجميل ويبقى الرهيب.
فانخدعت أخواتي بشعارات براقة جذابة تنفث عليهن السموم الغربية التي تغشي أبصارهن التي في قلوبهن، وهن هن..
هن من؟
هن النقيات الطاهرات بتوحيدهن، هن الدرر المكنونات المصونات لو جعلن الإسلام قائدهن، لكن الهوى جرهن والتيارات الفاسدة جذبتهن وغرتهن، فنسين أصلهن وعاقبتهن في دار الخلود، وصار الانقياد للعدو من الإنس والجن الذي زين في أعينهن الحياة وحلاها لهن بما فيها من متاع ومال، فأصبح همّهن جمالهن الذي صار يقاس بمعيار لا أصل له، مقياس الطامعين الذين لا يبالون إلا بما يشبع رغباتهم وشهواتهم، فصرن يبدين زينهن لكل من هب ودب، وقد قال تعالى خالقهن: "وليضربن بخمرهن على جيوبهن ولا يبدين زينهن إلا لبعولتهن أو آبائهن.." الآية.
وتركن حياءهن، آه على الحياء..، والله قد اشتقنا إليه في الشوارع والطرقات، صدق الذي لا ينطق عن الهوى إذ قال: "أول ما يرفع من هذه الأمة الحياء والأمانة فسلوهما الله عز وجل"، فقد خلع غطاء وبرقع الحياء بكلام ملبّس، وصارت الفتاة تواعد هذا وتتصل بذاك، عري وتفسخ..

نست أختي أمر دينها وعبادة ربّها الذي خلقها من أجله فقد قال تعالى:"وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون"، وراحت تسعى من أجل كسب المال لاقتناء كل جديد في ما يتعلق بزينتها دون أن تبالي إن كان فيه تشبه بكافرات أو تشبه بالرجال..
تتنزه وتخرج مع صويحباتها بغير قيد شرعي، تبحث عن حب حرام لأنها فقدت حبا صادقا مع زوج صالح، ولو أحبت الله وأخلصت له العبادة لغمرتها مشاعر السعادة، ولامتلكت حجابا يقيها خداع الأفاكين، الذين يلهثون وراء المتعة وهتك الأعراض.
أختي هذا الذي يوهمك بحبك وصدقته وتبعته ماذا لو لم يجمعكما القفص الذهبي ولم تكوني حلاله؟!! كيف تعتقدين أنه ينظر إليك؟!! كيف سترين نفسك؟؟ كيف ستكونين خالصة لزوجك؟؟ والله ليس هناك أجمل من العفاف، ولو تملكت العفة ستكونين أغلى فتاة وستشعرين بقيمتك ومكانتك، ولن يحصل عليك إلا الذي يستحقك ويعرف قدرك فيجعلك سكنا وأنسا له على سنة الله ورسوله عليه وعلى آله الصلاة والسلام، وإليك مثل ذلك أخيتي: لو كنت تملكين شيئا جديدا خاصا بك طبعا سيكون غير المستعمل أو الذي يشاركك فيه أحد… فكوني نقية صافية لشريك حياتك، ستقولين ليس موجودا بعد؟
أقول لك: إن أردت إهداء حبيب هدية هل من الممكن استعمالها وإن لم يحن موعد تسليمها بعد؟؟ طبعا سيكون الجواب: لا، فكوني كذلك أخيتي..

أخيتي.. كوني عزيزة كريمة، فالأحجار الكريمة ليس سهل على الجميع اقتناؤها، وتذكري دوما أن من يرزقك السعادة هو الله وحده لا شريك له بيده الأمر كله وهو على كل شيء قدير.

هذا في المقتضى الدنيوي فما بالك بمقياس الآخرة!!
هل الملك جل وعلا راض عنك؟؟
كيف سيكون حالك يوم الوقوف بين يديه سبحانه!! أي عذر ستقدمين؟؟
بالله عليك كوني صريحة..، ماذا ستقولين في يوم لا ريب فيه؟؟
أخيتي تخيلي لو أن المصطفى عليه الصلاة والسلام أمامك يراقبك، كيف ستكون أعمالك وتصرفاتك وأقوالك؟؟
هل هي نفسها أم ستتغير؟؟
لا تجيبي لكن كوني صادقة وأجيبي نفسك..، أنخذله بعدما عرفنا سيرته عليه الصلاة والسلام؟؟ بعدما سمعنا وصاياه، وعلمنا حرصه علينا وخوفه أن نكون من أصحاب النار.
إنه لكل منا رقيب عتيد يأخذ أخبارنا لخالقك ورازقك ومحاسبك يوم الميعاد.
أخيتي إن الله يراقبنا، فهل نحن نعظم أمر الله؟

تذكري أن هذه الدنيا لعب ولهو ودار فناء أما خلودنا ففي دار البقاء، أم أين الذين سبقونا؟؟ ماذا أخذوا معهم؟؟ هل ما أخذوه سينفعهم أم سيكون كإعطاء رغيف خبز لمن يموت عطشا؟؟ أذكري أحدا من الأهل أو الأصحاب غادر ولم يعد، يا ترى كيف حاله؟؟ حين نصير إلى ما صار إليه كيف ستكون حالنا؟؟ سنجد يا إما جنة يا إما جحيما، أي طريق علينا سلوكه للوصول للأحسن؟؟ هل ذاك الذي تسيرين فيه هو الصحيح؟!!….
اعتبري أختاه فإن الله رزقنا عقلا وبين لنا واقع الدنيا، أجل إنها الدُنيا، إسم على مسمى ليس هناك أدنى منها، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لو كانت الدنيا تساوي عند الله جناح بعوضة ما سقى الكافر منها شربة ماء " وتأملي عزيزتي هذا الحديث دون أن أعلق عليه قال صلى الله عليه وعلى آله وسلم: " لأن أقول: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر أحبُّ إلي مما طلعت عليه الشمس" فمهما عشتي وتمتعتي فستتركينه وتذهبين، فإن كان في الحرام فسيكون نقمة عليك، وإن كان في الحلال فيلزم معه العمل الصالح وطاعة الله حتى نجتاز الإمتحان الصعب الذي سيقرر مصيرنا" لا موت بعده"، أم أن طاعة ربك الذي رباك بنعمه تتعبك؟؟ هو الذي خلقنا ورزقنا ومهما أذنبنا واستغفرنا غفر لنا وإذا دعوناه أستجاب، وإذا أسلمنا له أنعم علينا بالنعيم الأبدي وأعد لنا ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر وهو أرحم الراحمين الودود الغفور الرزاق الكريم، فكيف تطاوعنا أنفسنا على معصيته مع كل هذا؟؟ وأيضا كيف لنا أن نعصيه وهو القدوس وهو الجبار المنتقم، أن نأمن مكر الله وقد قال تعالى: "أفأمنوا مكر الله فلا يأمن مكر الله إلا القوم الخاسرون"

والله إن سعادة الدنيا ونعيم الأخرى في طاعة الله ورسوله، فمن يملك أمرك غير الله خالقك ؟؟ من سيرزقك السعادة إن أمسكها عنك سبحانه، من سيعطيكها إن منعك ذو الجلال والإكرام؟؟

إذن أختي هناك سبيلين ومنهجين لا ثالث لهما اختاري واحدهما، ولو فكرت قبل الانتقاء ستوفقين بإذن الله في ذلك ففكري وكوني واقعية، قوية الشخصية لا يهزها ولا يزعزعها لا زيف ولا ترف، لا تكوني كحبة رمل يأخذها ويردها المد والجزر، لا ترضي بالحياة الهيفاء ولا تكوني بلهاء ولا تقنعي إلا بجنة عرضها السموات والأرض فأنت صاحبة ذوق رفيع فهل تفضلين الرديء على البديع؟؟ أكيد لا، إذن اعزمي وعلّي همتك وتوكلي على الله، كوني كنخلة شامخة راسخة عسى الله يجمعنا بالمصطفى وأحباب الله في الفردوس الأعلى وأن لا يحرمنا من رؤية وجهه الكريم.

"ألا إن سلعة الله غالية..ألا إن سلعة الله الجنة"

جزاك الله خير

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.