د . أسامة سعد الدين
العناية بالأذن والسمع تبدأ منذ الطفولة والمرأة الحامل عليها العناية بالجنين بعدم تناول الأدوية الضارة بالسمع في فترة الحمل والتي قد يترتب عليها حدوث أضرار جسيمة بالمولود والاهتمام أثناء الولادة نفسها بالمولود وعدم تعرضه لأي صدمة بالرأس أثناء أو بعد الولادة .
وعندما تبدأ الأم رضاعة الطفل يجب عليها أن ترفع رأس الطفل قليلاً عن مستوى الجسم، وذلك حتى نحمي الأذن من احتمالية حدوث ارتجاع للبن داخل قناة استاكيوس بالأذن الوسطى مما قد يؤدي لحدوث التهابات وصديد الأذن، وعلى الأم ملاحظة التنفس من الأنف أثناء الرضاعة وذلك لأنه عند وجود لحمية خلف الأنف، مثلاً قد يسبب ذلك عدم قدرة الطفل على الرضاعة لفترة متصلة، وذلك لعدم قدرته على التنفس من الأنف واختناقه أثناء الرضاعة ووجود اللحمية كذلك قد يؤدي إلى حدوث ارتشاح خلف طبلة الأذن مما قد يؤدي إلى ضعف شديد أو فقدان للسمع في أذن الطفل مما يؤدي إلى تأخر في النطق .
ويجب على الأم أيضاً ملاحظة وجود أية إفرازات سواء شمعية أو قشر بالأذن أو صديد وعرض الطفل فوراً على الطبيب المختص . ويعتبر وجود صديد بالأذن من الحالات المهمة جداً وذلك لأنه قد يكون مصاحباً لثقب في طبلة الأذن، وعلى الطبيب العلاج السريع والحاسم لهذا الصديد مع ملاحظة وعلاج اللوزتين أيضاً واستئصالها في حالة تكرار الإصابة لمرات عديدة واحتمالية حدوث مضاعفات ناتجة عن الالتهاب المزمن باللوزتين حتى لا يكون بؤرة صديد تؤثر في الأذن أيضاً، مع العلم أن الالتهابات المزمنة للوزتين قد تؤدي إلى التهابات بالمفاصل أو القلب أو الكلى أيضاً في حالات أخرى، ويجب المتابعة السريعة لعلاج صديد الأذن في الأطفال الآن العلاج السريع قد يؤدي إلى سرعة التحام ثقب طبلة الأذن وتحسن في السمع أيضاً وتحسن الحالة الصحية العامة للطفل بعد زوال الأعراض المصاحبة للصديد مثل ارتفاع درجة الحرارة وألم الأذن، ويجب علاج الارتشاح خلف طبلة الأذن وذلك من خلال استئصال اللحمية السبب الرئيس في حالات الارتشاح خلف طبلة الأذن وإعطاء العلاج المناسب لفترة مناسبة مع المتابعة بقياس ضغط الأذن وفي الحالات التي لا تستجيب للعلاج من الممكن إجراء عملية تركيب أنابيب تهوية بطبلة الأذن .
إن الاهتمام بالأذن للبالغين سواء أكانوا رجالاً أو إناث يكون باتباع النصائح التالية :
* عدم الاحتكاك في الأذن سواء بالأظافر أو أي أجسام صلبة أخرى لأن ذلك قد يؤدي إلى حدوث التهابات بالأذن الخارجية أو جرح بالأذن أو ثقب في طبلة الأذن في الحالات الشديدة .
* عدم الضرب على الأذن لأن هذا قد يؤدي إلى حدوث جرح بالأذن أو حدوث ثقب في طبلة الأذن في الحالات الشديدة .
* عدم التعرض لأصوات عالية جداً لفترات طويلة لأن هذا قد يؤثر في السمع ومن الممكن أيضاً أن يؤدي إلى حدوث طنين بالأذن لفترات طويلة .
* استعمال الهاتف، سواء الأرضي أو المحمول، لفترات طويلة متصلة قد يؤثر في الأذن ويسبب ألماً أو طنيناً بها .
* عند النزول إلى حمام السباحة أو البحر يجب ارتداء سدادة الأذن حتى يتم عمل حماية للأذن من الداخل .
* عند خروج إفرازات من الأذن سواء بوجود شمع أو قشر أو فطر، وهو ما يسبب عدم السمع أو يسبب ألماً، يجب عمل تنظيف سريع للأذن وذلك عند الطبيب المختص الذي يختار الطريقة الملائمة لتنظيف الأذن .
* الاهتمام بمتابعة الأنف وعلاج التهابات الجيوب الأنفية وحساسية الأنف أولاً بأول حتى لا تؤثر في الأذن وتسبب التهابات بها .
* عند وجود ثقب مزمن في طبلة الأذن يجب الحفاظ على الأذن من كل الأسباب التي تؤدي إلى حدوث صديد، سواء من دخول مياه للأذن أو وجود رشح والتهابات بالأذن أو الأنف مثلاً .
* عند وجود الصديد يجب علاجه فوراً عند الطبيب المختص وإجراء عملية ترقيع بطبلة الأذن عند الضرورة، والحفاظ على الأذن من تيارات الهواء البارد، لأن ذلك قد يؤدي إلى إصابة العصب السابع بالوجه وما يصاحبه من مضاعفات .
وفي النهاية نقول إن المحافظة على سلامة الأذن يبدأ من الأم سواء في فترة الحمل أو الرضاعة أو الطفولة، وعلى البالغين متابعة حدوث أي تغير في السمع أو خروج إفرازات من الأذن وعلاجها فوراً تجنباً لحدوث مضاعفات شديدة .
موضوع اكثر من رائع
بانتظار جديدك