فأن الضحك يساعد على نشاط الكبد وافراز المواد المفيدة ويذكر التاريخ أن بعض الناس شفوا من علل مزمنة اعجزت الأطباء بواسطة الضحك، منها أن أحد القواد في أيام هنريكوس الرابع أصيب بحمى خبيثة القته طريح الفراش ولم تنجح فيها حيل الأطباء، إلى أن اهتدى أحدهم إلى حيلة غريبة الشكل، إذ اوعز إلى بعض الضباط أن يتزيوا بازياء هزلية وأن يأتوا بحركات مضحكة أمام المريض وهكذا كان. وما أن رأى القائد ضباطه يأتون تلك الحركات بزيهم غير العهود حتى أغرب في الضحك مما أدى إلى نزيف دموي في أنفه كانت نتيجته أن الحمى فارقته بعد أن أقعدته عدة أسابيع متوالية. ويحكى عن أحد الكرادلة أنه إبتلى بدملة في حلقه أنذرت بموته خنقاً، وظن خدام الكردينال أنه ميت لا محالة، فأخذوا يقتسمون ما عنده من الامتعة والأشياء الثمينة، وكان هناك قرد صغير فأخذ يقلد الخدم ويقفز يميناً وشمالاً ومن جملة ما قام به أنه أخذ قبعة الكردينال ووضعها على رأسه. ولما رأى المحتضر منظر القرد على هذه الحال، استغرق في الضحك وأخذ يهتز بكليته. فما كان من الدملة إلا أنها انفقأت من تأثير اهتزاز جسمه وعوفي تماماً. ويشهد الأطباء أن العسكريون أن الجنود الميالين إلى الضحك والفرح، يتماثلون إلى الصحة بأسرع من الجنود المعبسين، القانطين، المستسلمين إلى الحزن والكدر. ولهذا السبب يعوز الأطباء أن تكون غرف المرضى مزينة بالزهور، نظيفة، يستطيع المريض أن ينظر منها إلى مناظر مبهجة وأن يكون الممرضون والممريضات باسمي الثغر باشين مع من يعالجونهم. وقد إحترف بعض الامركان أن يضحكوا من يقصدونهم لهذه الغاية مقابل بعض النقود. ويعلق معلمو الاشياء الروحية أهمية كبرى على روح الفرح والإستبشار. وكان القديس فرنسيس الأسيزي إذا رأى أحد رهبانه مقطباً جاماً يوبخه ويدعوه إلى البشاشة والابتسام. ولكن يجهل أكثر الناس أن الضحك مضر في بعض الأحيان. وقد جمع أحد الأطباء عدة حوادث تاريخية أكيدة. فمنذ بضعة سنوات ذهب رجل من القاهرة مع عائلته إلى السينما لمشاهدة أحد أفلام لوريل وهاردي الهزلية وفي أثناء عرض الشريط، إنتابته نوبة شديدة من الضحك لم يعد بوسعه أن يملك نفسه منها، حتى إضطرا ذووه إلى نقله إلى البيت واستدعاء الطبيب والرجل مسترسل في الضحك لا يلوي على شيء. وانقلبت الحادثة إلى فاجعة إذ توفي الرجل أمام الطبيب بعد أن عجز عن إيجاد دواء له. وعليه لا تكون العبارة الدارجة " شيء يموت من الضحك" عبارة للمبالغة فقط ولكن قد تكون في بعض الأحيان حقيقة راهنة مؤلمة. وروت احدى الصحف الامريكية يوماً " أن أطباء أحد المستشفيات في شيكاغو يعالجون رجلاً مصاباً بنوبة شديدة من الضحك حتى أنه اغمى عليه ولم يزل يضحك وهو في حالة الغيبوبة ويخشى الاطباء أن يقضى الرجل نحبه من تأثيرات الضحك دون أن يتوصلوا إلى معرفة اأسباب هذا الضحك العجيب." وهذه النويات من الضحك من نوع النوبات العصبية، تشبه بنتائجها نوبات البكاء التي تصيب بعض الناس أحياناً دون أن يتمكنوا من حولهم من إيقافهم. ومهما يكن من الأمر، فأن مضار الضحك قليلة بالنسبة إلى فوائده، والعالم في أيامنا أكثر حاجة إلى الضحك منه إلى البكاء، على وجه العموم.
يعطيك الف عافيه ,, لاعدمنا جديدكـ,,~
متميزة غاليتي
}….