———————————
———————————
———————————
أبحرت من ميناء غزة اليوم الخميس 28/08/2017السفينتان اللتان تحملان نشطاء سياسيين قاموا
بكسر الحصار على غزة بتنظيم حركة "غزة الحرة".
فمنذ ساعات الصباح الأولى، كان شاطئ بحر غزة على موعد مع تكرار للصورة التي امتزجت بها مشاعر الحب
والتعاطف الدافئة بين أهل غزة ومتضامنى سفينتي كسر الحصار، لتدمع العيون.. لكن هذه المرة للفراق وليس اللقاء..
تعانقت الأيادي وتبادلت القلوب تعلقا أمام القوارب التى أقلت المتضامنين متجهين نحو اختراق بحري أخر
في جدار الحصار الإسرائيلي لغزة، وبصحبتهم عددا من العالقين والمرضى الذين سيخوضون رحلة كسر الحصار معهم.
واصطف المئات من المواطنين أمام ميناء غزة في تفاعل جماهيري حاشد لمراسم مغادرة (35) من نشطاء سفينتي
"الحرية لغزة، وغزة الحرة" لقطاع غزة بعد خمسة أيام قضوها في غزة تفقدوا خلاله أغلب المناطق المدمرة التى طالها الحصار،.
وسمح لسبعة فلسطينين فقط بالصعود إلى سفينتي كسر الحصار قبل توجههما إلى
قبرص. هؤلاء السبعة هم فتى مريض يبلغ من العمر ستة عشر عاما و برفقته
والدته وخمسة من أفراد عائلته يحملون جوازات سفر قبرصية ….
وهي أول محاولة من قبل نشطاء وحقوقيين ينتمون لسبع عشرة جنسية لكسر الحصار المفروض
على القطاع منذ أكثر من عام.وكانت السلطات الاسرائيلية قد سمحت للسفينيتن بدخول المياه الإقليمية
لقطاع غزة في الثالث والعشرين من الشهر الحالي، لكنها لم توضح ما إذا كانت ستعترض طريقهما في رحلة العودة.
وقال منظمو الرحلة إنهم لا يتوقعون اعتراض قطع بحرية اسرائيلية لسفينتيهم خاصة انهم لن يدخلوا مياها إقليمية إسرائيلية،
ولكن تسود التوقعات بأن قطعا بحرية اسرائيلية قد تفتش السفينتين للتدقيق في هويات المواطنين الفلسطينيين..
وقال أحد المنظمين، فاجيلياس بيسياس :"لا نقبل بأن توقف اسرائيل السفينتين، فللفلسطينيين حقوق كبقية البشر.
لماذا يحرم الفلسطينيون، دون بقية شعوب المتوسط، من حق استخدام مياههم الإقليمية ؟"
وقد غادر المواطن الاسرائيلي الوحيد بين المشاركين في الرحلة وعددهم 44 شخصا، وهو جيف هالبر،
غادر الى إسرائيل حيث أوقفته السلطات الإسرائيلية لمدة 24 ساعة بتهمة مخالفة قانون عسكري اسرائيلي يحظر على
المواطنين الإسرائيليين دخول قطاع غزة.
وقال هالبر ان السلطات الاسرائيلية اتهمته أيضا "بتسبيب الازعاج لها" قائلة انه كان يترتب على جنود اسرائيليين
دخول قطاع غزة لانقاذه في حال تعرض لعملية اختطاقف.
وقال المنظمون ان حوالي عشرة من رفاقهم سيبقون في قطاع غزة لمراقبة أوضاع حقوق الإنسان هناك.
يذكر أن اسرائيل تضرب حصارا حول قطاع غزة منذ سيطرة حركة حماس عليه ولا تسمح الا بدخول مساعدات انسانية محدودة اليه.
وهذه بعض آراء الناشطين الكاسرين للحصار………..
"قلوبــــــــــــــــنا بغزة.. وسنـــــــــــــــــــعود"
"تركنا قلوبنا في غزة..وسنعود إليها" كانت تلك الكلمات التى رددها كافة المتضامنون وهم يشدون أحزمتهم لمغادرة غزة.
وبعيون مدمعة، وضع الناشط الايرلندى "درك راهم" يديه على وجهه باكيا على مغادرة غزة، قائلا
"لا.. لا أريد أن أتحدث عن تلك اللحظة، لقد تركنا قلوبنا هنا في غزة، وسأتحمل هذه اللحظة لأني سأكون سعيدا
باصطحاب المرضى والعالقين في السفينة لنخرجهم من هذا السجن الظالم".
وقال راهم في حديث للشبكة الإعلامية الفلسطينية "لن نترك أهل غزة وحدهم فأصدقائي سيعيشون هنا بينهم وأنا سأذهب مع
مجموعة أخرى لنحشد المزيد من التضامن والدعم لهم، ونعود بالسفينتين إليها".
بينما اعتبرت الناشطة اليهودية "ايديث لوتس" المقيمة في ألمانيا أن مغادرة غزة هو استكمال للقرار الذي
اتخذه أصحاب السفينتين في أن تكون الشعوب صاحبة القرار في كسر الحصار عن غزة.
وأضافت بقوة "جئنا إلى غزة لنخرج المساجين هنا، ولن نسمح للساسة في العالم بأن يتحكموا بمصير الشعوب،
إننا نخرج من غزة ونحمل معنا أفلاما وصور وثائقية من صور الحصار والمعاناة في غزة وسننشرها في كافة أرجاء العالم
لأن الكثيرمن الشعوب لم ترى هذه الصور بعد".
وبوصف غزة… رددت الناشطة الألمانية "كاثلين اوكونور" أن وجودها في غزة منحها ثقة
وفخرا لأهلها في الخارج، قائلة "الجميع أوصوني بأن أحمل هم أهل غزة، إني حزينة بمغادرتي لغزة،
لكنى سأكون فخورة بأهل غزة فهم عائلتي الجميلة أمما العالم".
وتابعت …"سأنقل شجاعة وقدرة أهل غزة على العطاء رغم أنهم محرومون من كل شيء لشعبى وأهلي،
وسننشر صور الحصار على جدران بلادنا ونعود بآلاف الأصوات المتضامنة مع غزة لنكسر الحصار عنها ولن نسمح بعودة هذا الحصار".
وتابعت بابتسامة ممزوجة بالدموع "لن أنسى تواضع وطيبة أهل غزة هنا، وستكون ذكرىعظيمة لي طوال حياتي،
لأني رأيت إنسانا هنا حتى رئيس الوزراء يشارك شعبه في المعاناة ويعيش بينهم وهذا ليس موجودا في بلادنا".
وأعلاالمتضامنون أصواتهم أمام شواطئ غزة مرددين بكلمات الحب والامتنان لأهل
غزة، مؤكدين على حمل معاناتهم إلى كل الشعوب والعودة بالمزيد من المفاجآت لكسر الحصار عن غزة.
اللهم فك الحصار عن اخواننا المؤمنين المرابطين في ارض أنبيائك
واهد حكامنا وأولياء أمورنا لما فيه خير البلاد والعباد ووحد صف اخوانا الفلسطينيين واجمع كلمتهم ولم شملهم
اللهم آمين يارب العالمين
و هذه مكالمة مع الصحفي ::
في هذا الحوار الذي أجريناه عبر الهاتف مع
الصحفي الجزائري والوحيد الذي رافق إحدى السفينتين اللتين تحدتا إسرائيل
والعالم وكسرتا الحصار عن قطاع غزة، يصف لنا عياش دراجي، مراسل قناة
الجزيرة القطرية الأجواء في قطاع غزة بعد وصول السفينتين، وكيف كان شعوره
كصحفي وهو يخوض هذه المغامرة الإعلامية والإنسانية لفك الحصار عن سكان
القطاع المحاصرين.
ـ كيف تصف أجواء استقبال السفينتين في قطاع غزة؟
شهدت
غزة بعد وصول السفينتين انتفاضة استقبال، حيث أحاط سكان القطاع بالسفينتين
في مشهد مثير جدا. وقد جاءت في هذه الخطوة كبارقة أمل لسكان غزة المحاصرين
منذ شهور وأعوام. وقد أخبرني عديد من الأشخاص الذين التقيت بهم عن رغبتهم
في أن تأتي سفن أخرى، وتكون هناك مبادرات عربية لكسر الحصار عن قطاع غزة، فلا يعقل أن تكون هناك مبادرات غربية ويغيب العرب.
ـ هل هناك عرب ضمن النشطاء الـ44 الذين دخلوا المياه الإقليمية لغزة؟ وما هو برنامج النشطاء خلال تواجدهم في غزة؟
حسب
علمي الرحلة ستدوم ثلاثة أيام قابلة للتمديد، وسيقوم النشطاء الدوليون
بلقاء الفعاليات السياسية الرسمية وغير الرسمية في قطاع غزة. وقد
التقوا الأحد برئيس حكومة حماس إسماعيل هنية، كما شرعوا في زيارة أحياء
ومناطق ومخيمات ومناطق منكوبة في القطاع.
نعم هناك فلسطينيون وعرب، ولكن معظم النشطاء هم من جنسيات غربية.
ـ في رأيك، هل سيكون لهذه الخطوة تأثير على صعيد فك الحصار عن غزة؟
بالطبع
يمكن أن ينجح هؤلاء الأشخاص في كسر الحصار ودعم سكان غزة ولو كان دعما
معنويا، ويكفي أن هؤلاء الذين يحملون جنسيات مختلفة عبروا مباشرة إلى غزة
رغم التهديدات الإسرائيلية، مع العلم أن إسرائيل تراجعت عن تهديداتها خوفا
من استغلال المسألة إعلاميا على نحو يضر إسرائيل لا سيما أن السفينتين تقلان أربعين ناشط سلام دوليين من أوروبا وأمريكا وإسرائيل.
ـ هل كنت الصحفي الوحيد ضمن الطاقم؟
نعم
كنت الصحفي الوحيد وأنا ذهبت إلى غزة كشاهد على الحدث وليس مكسرا للحصار.
ولكنني اعتز بهذه المغامرة وبكوني تتبعت الحدث وعايشته بكل تفاصيله. وقناة
الجزيرة القطرية هي الوحيدة التي واكبت الحدث منذ ولادته في قبرص إلى غاية
وصوله إلى قطاع غزة. ولم يكن هناك اهتمام إعلامي بهذا الحدث إلا بعدما تناولته الجزيرة بالتفصيل عبر مراسلها.
ـ كيف تصف لنا شعورك كصحفي جزائري وأنت تخوض هذه التجربة الإعلامية؟
هو
شعور جميل جدا، لأنني شعرت بالتميز وأنا أشارك في صناعة حدث تاريخي في
غياب الآخرين، حدث كسر الحصار عن غزة التي تتعرض لحصار دولي وإسرائيلي
جائر. كجزائري شعرت بحب كبير من سكان قطاع غزة، وقد انبهرت بمدى حب
الغزاويين للجزائر وللجزائريين، وربما هي روح المقاومة التي تجمعنا لأن
غزة تمثل وجه المقاومة ضد الاحتلال عن الفلسطينيين ..وباختصار كانت مغامرة
بمعنى الكلمة لأن الموت كان قريبا منا، حيث أن السفينتين هما عبارة عن
قاربي صيد كبيرين مصنوعين من الخشب، بالإضافة إلى ذلك فإنهما كانتا
تتمايلان في عرض البحر. ويضاف إلى كل هذه المخاطر أن الإسرائيليين هددوا
في البداية بمنعهما من الوصول إلى المياه الإقليمية لغزة ولكم أن تتصورا
ماذا يمكن أن تفعل إسرائيل .. ولكن هذه المغامرة الحقيقية سرعان ما انتهت
بنجاح بعد وصولنا إلى غزة ورؤيتنا الناس وهم يستقبلوننا بكل حفاوة وترحاب.
ـ من خلال وجودك في غزة، كيف ترسم لنا الصورة هناك، خاصة تداعيات الحصار؟
لأن
من رأى ليس كمن سمع، أقول لكم أن الوضع في القطاع بائس جدا، حيث غلاء
المعيشة والفقر. ومثال على ذلك أن النفط بلغ 15 دولارا للتر الواحد وغير
متوفر، وهناك ندرة في كل المواد الأساسية وتضييق على كل المعابر، بالإضافة
إلى أن غاز البوتان المستعمل للطبخ المنزلي نادر جدا بفعل الحصار الذي له مبررات سياسية كما تعلمون.
ـ بصراحة كيف شعرت وأن ترى الغرب يهب لنجدة غزة بينما العرب غائبون؟
غابت الحروف على لسان دراجي عياش وابتلع لسانه
منقول