هل يحل لغير مسلم أن يدخل المسجد الحرام في مكة المكرمة ؟ إذا لم يكن كذلك ، لماذا؟
الإجابة :
لا يحل لغير المسلم أن يدخل البيت الحرام كما لا يحل للمسلم غير المتطهر من الحدث الأكبر والمرأة التى عليها الدورة الشهرية أن يدخلوا البيت الحرام ، لأن شرط دخول البيت الحرام وأي مسجد في الأرض الإغتسال والتطهر من الحدث الأكبر وهو الجنابة
وهكذا نجد أن هذا الأمر ليس قيداً على غير المسلم فقط ولكنه قيدٌ على غير المسلم وأيضاً على المسلم الذي لم يتطهر من الحدث الأكبر (الجنابة) ، وذلك حفاظا على قدسية هذا المكان وكل أماكن العبادة لله عز وجل ، فمن يدخلها يدخلها ليعمرها بذكر الله والصلاة وتلاوة كتاب الله والطواف والسعى وهذه الأعمال كلها يشترط لأداءها الطهارة والوضوء قال تعالى: {إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللّهِ مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلاَةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلاَّ اللّهَ فَعَسَى أُوْلَـئِكَ أَن يَكُونُواْ مِنَ الْمُهْتَدِينَ} التوبة18
إذا كان التبغ لم يكن موجوداً فى عهد النبى فلماذا يحرمه علماء الإسلام الآن؟
الإجابة :
اختلف العلماء في تحريم التبغ فمنهم من حرمه بتاتاً ومنهم من كرهه ومنهم من أجرى عليه أحكام الإسلام الخمسة ، مرة مستحب ومرة مكروه ومرة مأمور به ومرة منهي عنه ومرة فاعله مخير فيه ، وذلك لأنه لم يرد نص صريح بخصوصه في القرآن أو السنة ، والأثر الذي استندوا عليه هو ما ورد عن السيدة أم سلمة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم : {نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ كُلِّ مُسْكِرٍ وَمُفَتِّرٍ}{1}
وجعلوا التبغ يدخل في التفتير ، والتفتير أي تخدير الأعضاء أو كسلها أو وهنها وضعفها حيث لا تستطيع القيام بأعبائها وأعمالها المكلفة بها ، وقد رجع الفقهاء في ذلك إلى أهل الخبرة في هذا الشأن وهم الأطباء عملا بقوله تعالى: {فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ} النحل43
ولذا إختلفت أحكامهم بحسب إختلاف أقوال الأطباء في هذا الباب ، فمن الأطباء من يحرم التبغ على المصابين بأمراض بعينها ، وهؤلاء يحرم عليهم شرب الدخان ، ومنهم من يطالبونه بأن يتناول قليلا من التبغ حتى تقل شهيته إلى الطعام ، كذوي السمنة وهؤلاء يباح لهم شرب الدخان ، ولا ننسى الجوانب الإجتماعية فلها أيضا أثر كبير في ذلك وإذا كان الرجل فقيراً ولا يجد ضرورياته هو وأسرته إلا بمشقة بالغة ودخله لا يكاد يكفيه يحرم عليه أن يشرب التبغ ويحرم أهله وذويه من مطلب ضروري لا غنى لهم عنه
وهكذا نجد أن أحكام التبغ تدور وفق حالة الإنسان الصحية والاجتماعية والذي يقرر ذلك هم علماء الشريعة الفقهاء بعد الرجوع إلى أهل الخبرة من علماء الإجتماع والأطباء وغيرهم
ما الغرض من تحريم الربا؟
الإجابة :
الغرض من تحريم الربا أمور كثيرة وضحتها الشريعة المطهرة وعلوم الاقتصاد المعاصرة منها :
1. الربا يمنح صاحب المال الحصول على المكاسب الباهظة بغير تعب ولا عمل ولا عناء والإسلام يحرص على توظيف الأموال في الأعمال لإتاحة الفرصة للفقراء وتوفير فرص العمل المناسبة لهم ، لكن الربا يقلل فرص الحصول على العمل في المجتمع
2. أقرت المجتمعات الأوربية الحديثة أن سبب التضخم الذي تعاني منه كثير من الدول هو الربا حيث أن ميزانية هذه الدول تبتلعها الفوائد الربوية الباهظة المحددة على القروض التى إقترضتها هذه الدول مما يؤثر سلبا على خدمات هذه الدول نحو أبناءها سواء خدمات تعليمية أو صحية أو في مجال النقل والمواصلات أو الكهرباء أو تعبيد الطرق وغيرها من الخدمات التى يحتاج إليها المواطنون جميعا أغنياء وفقراء
3. أن الربا يستغل حاجة الفقير ويؤثر عليه تأثيراً بالغاً قد يجعله لا يخرج من هذه الضائقة الإقتصادية أبداً والإسلام يجعل له بديل إقتصادي عظيم هو القرض الحسن الذي يحبب في فعله الأغنياء ويدعوهم إليه ربهم في محبة الناس وطلبا لمرضاة الله عز وجل
{1} رواه أبو داود والإمام أحمد والبيهقي عن أم سلمة
http://www.fawzyabuzeid.com/table_bo…1&id=559&cat=2
منقول من كتاب {حوارات الإنسان المعاصر}
اضغط هنا لتحميل الكتاب مجاناً
[/frame]
يسلموووو