السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الزهد
روي عنالامام احمد رحمه الله ان الزهد ثلاثة وجوه:
الأول: ترك الحرام وهو زهدالعوام.
الثاني: ترك الفضول من الحلال وهو زهد الخواص.
الثالث: ترك ما يشغلعن الله وهو زهد العارفين.
ولقد كان النبي صلى الله عليه وسلم المثل الأعلى فيالزهد، لأنه كان زهد المختار القادر، المؤمن بأن الاستمتاع المباح حلال، المؤثر علىنفسه فقراء الأمة ومصالح الاسلام. وهو عليه السلام بزهده ربى كثيرا من الرجال،فتخلقوا بمثل خلقه فانصرفوا عن الخضوع للذات ومآرب النفوس، وآثروا غيرهم علىانفسهم، كأبي بكر وعمر وعثمان وعلي، وغيرهم من كبار الصحابة وولاة الاقاليم، فصارزهدهم تربية وتنمية، أما التربية فللنفوس وأما التنمية فلاسعاد الناس ولتقويةالأمة.
ولزهد النبي في المال شواهد كثيرة، فلم يستأثر عليه السلام بشيء من المالالكثير الذي تدفق من الغنائم والفيء والجزية والصدقات والهدايا بل اقتصر على الخمس، ثم لم يمسك درهما من هذا الخمس، بل انفقه في وجوهه، وقوى به المسلمين، واسعد بهغيره ، وقال عليه السلام “ما يسرني ان لي أحدا ذهبا، يبيت عندي منه دينار إلا دينارارصده لديني”.
ولم يجتمع في بطن النبي صلى الله عليه وسلم طعامان، فإن أكل لحمالم يزد عليه، وان اكل تمرا لم يزد عليه، وان اكل خبزا كفاه، وان وجد لبنا دون خبزاغناه”.
قالت السيدة عائشة رضي الله عنها: “ان رسول الله صلى عليه وسلم لم يمتلئقط شبعا ، وربما بكيت رحمة مما أرى به من الجوع ، وامسح بطنه بيدي، واقول:
نفسيلك الفداء، لو تبلغت من الدنيا بقدر ما يقويك ويمنعك من الجوع، فيقول: “يا عائشة،اخواني من أولي العزم من الرسل قد صبروا على ما هو اشد من هذا ، فمضوا على حالهم،فقدموا على ربهم فأكرم مآبهم، واجزل ثوابهم، فأجدني استحي ان ترفهت في معيشتي ان
يقصر بي غدا دونهم، فالصبر اياما يسيرة احب اليّ من ان ينقص حظي غدا في الآخرة،وما من شيء احب اليّ من اللحوق بأصحابي واخواني”.
منقول من باقة دعاة الحرمين