تخطى إلى المحتوى

الزمن المنسي 2024.

  • بواسطة
باهرب في الزمن المنسي
باهرب وف صدري رصاصه
واهرب من ليلة عُرسي
واعدم أفراحي الكدّابه ..
في ليالي الأنسِ
باهرب .. في الزمن المنسي
باهرب وأشوف:
وشوش .. تقابل وشوش
بيحكُوا ويّا بعض
وأي ابتسامه .. فوق حنك مغشوش
مش ممكن تعيش.
وأحيانًا نشوف
وشّ راجل بشوش
بيضحك
لوشّ بنت بشوش
ناس بيحبوا بعض وحبهم مكشوف
لكن بيجمعهم في النهايه .. حب بعض
حب التراب والأرض.
قدام عيونّا بتفضلي يا حبيبتي
طارحه الحنان والأمان
أم في ليالي الشقا .. والتعب
دايمًا بتهجر الأحزان
وتهجر الأجران
وتخرج م الغيطان
متسلحه بالصبر والسنابل
بتحطّم بضحكتها الصَبُوره أنياب السلاسل
وحاولوا ألف مره من زمان
في الضمير
في ضحكة الفرحان
حاولوا يسرقوا ابتسامتك وابتسامة ولادك
يسرقوها من المدارس
والشوارع .. والغيطان
حرقوا الكراريس والابتسامات
حرقوا اللي راح من ذكريات
لكن ما راحش الأمل أبدًا
وكان الأمل دايمًا مكحّل عيونها
عروسه طالعه من الآهات
خارجه .. فوق حصان لهب
طارحه الغضب
طالعه بتقاتل وفي دراعها صهيل السلاسل
وبتنفض الحكايات
وبتقاتل وفي دراعها السنابل
والحلم بالجايّات
.. وتاخدني في أحضانك
آخدك وأصلي صلاة الغفران
وأصلي صلاة الحب
وأصلي صلاة الأحزان
وأصلي صلاة الفرح
بترفضيني للأبد
وأشوفك في ابتسامة البنت
وابتسامة الولد
وللأبد ..
حُبّك مركبي وبارحل في العيون
وافتح كراساتي وارسمك
شجرة زتون
وارسمك ليله، صبرها بيهون
وارسمك ضلّه، واستخبّى تحتيها
وارسمك بندقيه وآخدك في أحضاني
بافتح كراساتي
الكراسات بيضا
والقلوب صافيه .. وبيضا
والولاد ..
قاعدين يحلموا ببكره وبشمسه السعيده
قاعدين الولاد فوق التخت يتعلموا التاريخ
وبيكتبوا تواريخ كفاح الجد والأهل والأصحاب
هنا حبّوا البشر بعضيهم
هنا خطاويهم
كانت رنه للفجر
كانت شراع للأمل دايمًا خطاويهم
قاعدين الولاد فوق التخت في إيديهم الألوان
بيلوّنوا الأحزان
في طائر الفرحه الحبيس، في أنفاس الحنان
قاعدين الولاد فوق التخت، ألوان
وبيحلموا ف يوم .. يصعدوا القمر
ويلوّنوا الحكايات .. بخُضر الأمنيات
وبيسرحوا
وبيسألوا سؤال بريء: إمتى يفرحوا
يا هلترا لما يكبروا
راح يقدروا يساعدوا أبّهاتهم في المحن
التلامذه ع التخت في "مدرسة بحر البقر"
المدرّس بيشرح والكلام شقيان بيجرح
لاكنُّه في ودان الولاد الصغيرين ..
كلام بيفرح
بكره يا ولاد أكيد ح يتلاقى .. مع الفرحه
وبكره يا ولاد
ح يطلع لُه ريشَه من جناح الحلم
ح نسمع لُه ضحكه .. في ليالي السلم
وبكره يا ولاد
جايلنا من غير حروب .. ضد الشعوب
إنما ..
إلنهارده ..
لازم تفتحوا عيونكو البريئه وتعرفوا مين العدو
خمسه ف خمسه
سته في سته
أربعه .. واربعه
تمانيه وتمانيه
من غير ما اعرفه
من غير ما يعرفني
سدّد إلى سدري رصاصه
ونا دي الوقت باموت ..
باموت .. باموت
والشمس ..
حوالين المدرسه فارده دراعاتها ع الغيطان والبيوت الصغيّره
البيوت اللي أصحابها فقرا بيحلموا ..
بولادهم يكبروا
يدخلوا الجامعه ويكبروا
يطلع محامي منّهم. حامي الغلابه منّهم
واللي يطلع مهندس يهندس
واللي ضابط يحرس أرضهم
والشمس
فجأه الشمس
غرّق وشّها رماد البارود
الطيارات بتضرب
والتلامذه .. الورود
كل تلميذ بجناحاته
بيرفرف وترقص الفرحه ف حلم نِفسُه يكون حياته
يتبعتر الحلم
فوق كراساته
كل تلميذ بيرسم بدمه الأغنيات:
– "أنا صغيّر أكون شهيد"
واتهدمت حيطان المدرسه .. واتمددت
جِتَتْ التلامذه ف كراساتهم ع التخت
الحلم الصغير مات
لا كبر ولا فرح ولا اتسلى
مات بلا صلوات بتتصلى
بلا أمهات في آخر نظره تتملَّى وتملِّي عيونها بضناها
بلا أمهات
الكراسات
ماتت على إيديهم وبات السؤال حيران:
– مُتّ يا ابني قبل ما تعولني
مُتّ يا ابني قبل ما أعجزّ وتحلم إنت تسندني
هِدِّي زواقك وزينتك يا حبيبتي
حِلِّي شعورك والضفاير
وادبحي حيرتك.
يعدوا فوق ضحكة وليدي
بإيدي أدفع العدوان
ولا أنام على جنبي بأمان
ولا أحس بأن دمي المصري في وريدي
إلا ونا في إيدي السلاح.
يعدوا فوق ضحكتي
ويعفّروا جبهتي
ويمروا فوق جتّتي
لاكن وأبدًا لا ..
ما يعدوا فوق كلمتي
ماتوا التلامذه بصحيح
لكنهم ..
لسه جناحاتهم منديّه بحلم أخضر التفاريح
واقفين هناك
زي الشجر في الريح
زي المزامير في شفايف ضحكتها حرير
ماتوا التلامذه الصغيرين .. الصغننين
أشرف .. مات
حسنين .. مات
ومحمد حمدي وزغلول
الكل انقتلوا من غير صلوات
وافتح كراساتي وارسمك
شجرة ألم
وارسمك دمعي اللي اتحرق
وارسمك ليله صبرها عمري اللي ضايع في كل حاره وكل شارع
وارسمك خندق
وارسمك بندقيه وآخدك في أحضاني
"من غير ما يعرفني
من غير ما يسمعني
من غير ما أعرفه
من غير ما يعرفني
ومن غير ما يفهمني
سدد إلى صدري رصاصه
ونا دي الوقت بموت .. بموت"
وباغني لمصر وبانزف .. من كل جراحي:
"عبد الحكم الجرّاحي"
طالب مصري
قتلوه الإنجليز
فوق كوبري الجيزه
كان طالب
زي أي طالب علم
بيحب يدفن دماغه
بين كتب العلم
بيحب السلام والخضره .. ويحب نظرة حبيبته
وكان بيكره يشوف الدم مرسوم على الأسفلت
أو بين الحيطان الأربعه
وكان بيحلم ببكره
ياخدُه ف مركبُه الخضرا ويلفّ البلاد كلها:
ح يتجوّز حبيبته ف يوم من الأيام
يخلفوا ولاد صغيرين .. يكبروا ويّا أغصان السلام
ولما يفتّحوا عيونهم يلاقوا الأمل أحضان
يلاقوا الحياه بتضمهم بكلام بيعرفهم
يحميهم ما يرفضهم
كلام ما يسرقهم
وزي أي يوم في تاريخنا الطويل
التقى نفسه بجسمه الرقيق النحيل
وسط مظاهره بتهتف
ضد الإنجليز والملك والقصر:
"تحيا مصر .. تحيا مصر"
الدم نازف من وريده
ما وقعش العلم من إيده
ما وقعشي الحلم من إيده وبيكتب
وحياتك يا حبيبتي
وحياتك يا ابني ياللي حلمت تكون لي ف يوم
وحياتك يا أبويا .. يا أمي يا أصحابي، الرايه أهيّ
الرايه حاضنها بإيدي
باكتب للعالم آخر سطر
أنا كنت باحب الناس

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.