فجأة لمح عصفوراً دوريا مشغولا بالتقاط الحب عن الأرض، فانقض عليه سريعا وأمسك به بيده فرحا بصيده هذا.
قال الدوري الصغير للثعلب: ماذا تراك فاعل بي؟ أنا صغير الحجم قليل اللحم لا أغني من جوع ولا أكفي وجبة صغيرة!
نظر الثعلب إلى الدوري النحيف وعرف أن كلامه صحيح…
ثم أضاف الدوري قائلا:
– أطلق سراحي بالله عليك.. وسأسدي إليك نصائح ثلاثا تكون نافعة لك في حياتك..
أسديك النصيحة الأولى وأنا في قبضة يدك..
وأسديك الثانية وأنا فوق غصن الشجرة هناك، أما الثالثة فأسديكها وأنا طائر في الجو..
فكر الثعلب بكلام العصفور، وكان يدرك عدم كفايته لسد جوعه، وقال له:
– حسن، هات النصيحة الأولى.
قال الدوري: لا تندم على ما فوتَّ من أمرك.
ثم طار وحط على الغصن -وقد شعر بأنه حر- فقال الثعلب:
– والنصيحة الثانية ما هي؟
قال: لا تصدق كل ما تسمع ويقال لك، ثم طار محلقا، ولما صار في الهواء قال للثعلب:
– لو أنك التهمتني لأشبعك لحمي ورواك دمي أيها الأحمق.
ندم الثعلب على فوات الفرصة وحزن حزنا شديدا، ثم نظر إلى العصفور وقال فجأة:
– ولكن أين النصيحة الثالثة التي وعدتني بها؟
قال العصفور:
– تعلم أن تنتفع من نصائحي. ثم غاب عن نظر الثعلب.
انطلق الثعلب المخدوع يبحث عن طعام من جديد، فمر في طريقه بلوحة كتب عليها: احذر الوقوع في البئر! فابتسم وقال: لا.. لن أصدق كل ما أسمع ويقال!! ثم عبر وسقط في البئر فقضى جوعا وندما!
الله يعطيك العافية ياعسل