1- المدلول اللغوي للتمثل:
التمثل في اللغة هو التشبيه بصورة أو بكتابة أو بغيرهما. وفي مراجع أخرى نجد لمفهوم التمثل معان من قبيل:
· تعني التمثلات في الفلسفة إدراك المعاني المجردة
· تعني التمثلات في الطب ما له علاقة بالحمل – تكون كائن جديد في رحم الأم إثر عملية الإخصاب.
· التصورات lesconceptions : هي عملية عقلية يقوم بها الفهم لإدراك المعاني المجردة أو تكوينها.
· في الديداكتيك: تكون المفهوم أو فكرة عامة في ذهن الإنسان.
2 – المدلول الاصطلاحي:
اصطلاحا يشير مفهوم التمثل إلى العملية التي يستوعب فيها الذهن المعطيات الخارجية أي معطيات الواقع بعد أن يحتك بها الفرد ويضفي عليها مستويات شخصيته المختلفة. يؤدي ذلك إلى أن تتجمع لدى الفرد صور عن تلك المعطيات بشكل حصيلة هذا الاحتكاك، فتكون بالتالي تمثلا لها.
التمثلات تتميز بنوع من الثبات النسبي ولا تتغير إلا بتغيير عناصر الواقع. وتغير إدراك الفرد لهذه العناصر.
التمثلات بهذا تكون عبارة عن مواقف توجه السلوك وتحدد عددا من الاستجابات التي يتعين أن يصدرها الفرد كرد مباشر أو غير مباشر اتجاه مثير داخلي أو خارجي. إن هذا ما يعطيها طابع المعنى والدلالة.
3 – المدلول الاجتماعي:
يعتبر ديوركايم من الأوائل الذين استعملوا مفهوم التمثلات الاجتماعية حين تحدثه عن العصبية القبلية ورفضه لها. وظل ديوركايم " يعتبر الدين والمعتقدات واللغة والعلم والأسطورة تمثلات جمعية واجتماعية" مجلة علوم التربية – العدد 7 ص: 28 -29.
تشير دراسات متخصصة أن التمثلات منفصلة عن الحقائق العلمية، ولهذا نسمع مفهوم القطيعة الابستيمولوجية
4 – المدلول السيكولوجي:
يهتم علم النفس المعرفي بإشكالية مركزية تتلخص في الإجابة عن التساؤلات التالية: كيف نتعلم؟ وكيف نستنبط أفعال الأشياء؟ وبالتالي كيف تتولد المعرفة؟
تقسم لفظة Représentation إلى قسمين
التمثلات أو التصورات: les représentationsmentales
التمثيلات : les représentationsexternes
تتمفصل التمثلات إلى تمثلات ظرفية و أخرى مستديمة
ولتتحول التمثلات الظرفية إلى تمثلات مستديمة ينبغي لها أن من عناصر ثلاثة
· الشمولية
· التردد
· الحاجة إلى المعرفة
5 – المدلول الديداكتيكي:
التمثلات هي بنيات فكرية تحتية تفسر انطلاقا من تحليل المحتوى وهي أنظمة تفسيرية شخصية ونمط معرفي يختلف عن المفهوم العلمي.
وقتها وخاصياتها:
إنها سابقة للتمدرس، تتميز بكونها مستديمة، ومتعددة الأصول والمصادر ومرتبطة بسياق معلوم
عمليا:
إنها إجراء منهجي يمكن المدرس من الوقوف بشكل دقيق على المعطيات والتصورات التي يكونها المتعلم حول موضوعات العالم الخارجي وظواهره.
إنها تحدد المعرفة العلمية المناسبة والوسائل والتقنيات البيداغوجية اللازمة
إنها تساعد المدرس على تحفيز المتعلمين لموضوع الدرس وتدفعهم لحب الاستكشاف.
6 – التمثلات في الفصل الدراسي: لماذا؟
يتساءل كل أستاذ في فصله سؤالا يتقاسمه معه ضمنيا باقي الزملاء. وهذا التساؤل هو ما التعلمات الضرورية والأساسية بالنسبة للتلاميذ؟ وما هي التعلمات التكميلية أو الثانوية؟
تقوم المؤسسة التربوية إضافة لدورها الرئيسي بدورين آخرين: دور الأسرة ودور المجتمع. ولهذا أضحت مسؤوليتها معقدة في وقت تخلى فيه الطرفان الأخريان كليا أو جزئيا عن لعب أدوارهما. ينضاف لهذا العامل تسارع التحولات التربوية في المجال التربوي والتقني. وأمام هذه المعوقات تستسلم المؤسسة التربوية لإكراهات الواقع ( الاكتظاظ، الغلاف الزمني الأسبوعي، مستوى التلاميذ…) فتسقط العملية التربوية في فخ الروتين والآلية والبطء. وهو ما يجعل من الأقسام التعليمية تعاني في كثير من الأحيان من قلة الحيوية والنشاط. وقلة أنشطة الإنتاج والتفتح بالمعنى والغرض الذي جعلت لأجله.
تساعدنا التمثلات عمليا على:
· معرفة مستوى المتعلمين في الموضوع المقدم
· استغلالها لتنظيم أنشطة داخل القسم
· علاج مشاكل عملية وعلمية
· معرفة وحدات البرنامج فتنجلي مكامن الضعف والقوة وأوليات الدروس والمضامين والأنشطة.
7– طرق استخراج التمثلات
· تقنية الجملة : التعبير الشفوي أو الكتابي
· تقنية الأرقطيون Chardon حيث يكتب موضوع الدرس وسط السبورة ونستخرج تمثلات المتعلمين وتكتب في محيط الموضوع لتشكل دائرة حوله.
· تقنية الرسم…
8 – المفهوم العلمي
تعريف GastonBachelard "في نفس الفترة وبنفس الاسم هناك مفاهيم جد مختلفة والشيء الذي يخدعنا هو استعمال نفس الكلمة للشرح وللتسمسة. إن التسمية قارة، بينما الشرح مختلف… "
يمكن اعتبار المفهوم العلمي أنه فكرة عامة مجردة لتعريف مجموعة أشياء متطابقة أو مجموعة علاقات بين الأشياء.
لا يمكن تداول مفهوم ما بمعزل عن مفاهيم أخرى مرتبطة به وهذا ما يحيل على مفهوم الهالة المفهومية والشبكة المفهومية.
9– عوائق اكتساب المفاهيم العلمية:
يرى باشلار أن العائق هو (تفسير وتأويل مبسط للظواهر التي تفرض نفسها كحقيقة مطلقة تمنع طرح التساؤلات التي بدونها لن تتطور المعرفة… )