أفادت دراسة بريطانية بأن أصحاب البدانة -الذين لديهم مشاكل صحية أخرى مثل ارتفاع ضغط الدم وارتفاع مستوى الكوليسترول- يفقدون الذاكرة والمهارات الذهنية أسرع من غيرهم بنحو الربع.
وقد أجريت الدراسة على 6500 موظف في الحكومة البريطانية روقبت صحتهم بين سن الخمسين والستين، حيث تمت متابعة أوزانهم وقياساتهم ومستويات ضغط الدم والكوليسترول لديهم، كما سئلوا عن الأدوية التي كانوا يتعاطونها.
وبالإضافة إلى ذلك، طُلب من الموظفين القيام باختبارات ذهنية أثناء عشر سنوات استغرقتها الدراسة التي استخدمت لتقييم الذاكرة والمهارات الإدراكية الأخرى.
ومن بين الـ6401 موظف الذين استمروا في الدراسة كان 582 شخصا بدينا. ومن بين أولئك 350 صُنفوا أيضا بأنهم ‘غير أسوياء أيضيا’، بمعنى أنه كان لديهم عاملا خطر إضافيان، مثل ضغط الدم المرتفع وارتفاع مستوى الكوليسترول، وكانوا يتناولون أدوية لأي من الحالتين، أو كانوا مصابين بداء السكري.
ووجد الباحثون من كلية لندن الجامعية أن أصحاب البدانة كانوا يميلون لفقدان قدراتهم العقلية أسرع من زملائهم الأنحف منهم، بينما أولئك الذين كانت لديهم أيضا حالات إضافية فقدوا ذاكرتهم وقدراتهم التفكيرية أسرع من الجميع.
والمجموعة الثانية واجهت تدهورا نسبته 22.5% في نتائج الاختبارات الإدراكية على مدار العشر سنوات أسرع من أولئك الذين كانوا أصحاء.
وقالت أرشانا سينغ مانوكس -من معهد إنسيرم بباريس، وشاركت في الدراسة- إن النتائج أشارت إلى أن فكرة أن الناس يمكن أن يكونوا ذوي بدانة ومع ذلك أصحاء كانت معيبة.
وقالت رئيسة مركز أبحاث ألزهايمر البريطاني شيرلي كريمر ‘لا نعرف حتى الآن سبب ارتباط البدانة والاضطراب الأيضي بالأداء العقلي الأضعف، لكن مع ارتفاع مستويات البدانة سيكون من المهم التوغل أعمق في دراسة هذا الارتباط. وفي حين أن هذه الدراسة تركز على الانحدار الإدراكي، يشير بحث سابق إلى أن الوجبة الغذائية الصحية والتمرينات الرياضية المنتظمة والبعد عن التدخين ومراقبة ضغط الدم والكوليسترول في منتصف العمر، يمكن أن تساعد أيضا في درء الخرف’.
وأضافت كريمر أنه ‘مع ارتفاع معدلات الخرف إلى نحو مليون في بريطانيا، فإن النتائج تشير إلى أننا يجب أن نكون واعين لصحتنا العامة مدى الحياة’.