الطفرة الكبرى التي تم عرض أبحاثها في المؤتمر السنوي الثالث والستون للجمعية الأمريكية للكبد الذي أنعقد في بوسطن من 12-15 نوفمبر الحالي , والذي شارك فيه الدكتور هشام الخياط أستاذ أمراض الكبد والجهاز الهضمي بمعهد تيودور بلهارس … هي الخاصة بالأبحاث الجينية المسئولة عن أمراض الكبد المكتسبة وتطورها . فقد أظهرت الأبحاث الجديدة التي عرضت في المؤتمر أن هناك 7 جينات بشرية تم تحديدها هي المسئولة عن تطور المرض في مرضى الكبد الفيروسي س من التهابات مزمنة إلى تليف وأورام .. وهذه الجينات الوراثية إذا تم تحديدها من البداية يمكن السيطرة على المرض في مهده ومنع تطوره في هؤلاء المرضى .. كذلك تم الكشف في هذا المؤتمر عن أكثر من ثلاث جينات بشرية تحدد تطور مرضى الدهون الكبدية إلى دهون ملتهبة وتليف ويمكن أيضا عند تحديد هذه الجينات الوراثية تغير نمط تطور هذا المرض ومنع حدوث الالتهابات المتدهنة والتليف ويمكن أيضا علاج هؤلاء المرضى بطريقة فعالة وحاسمة لمنع تطور المرض .
وأظهرت أيضا الأبحاث الجديدة أن هناك جينات بشرية مسئولة عن تطور مرضى الكبد الكحولي إلى تليف واستسقاء ودوالي المرئ عن غيرهم من مرضى الكبد الكحولي .
وهذا السبق العلمي الهام يتيح للطبيب من البداية بعد إجراء البصمة الجينية للشخص أو المرضى تحديد طالع المرضى ومرضهم من البداية واكتشاف الأشخاص الذين لديهم الجينات الوراثية المسئولة عن المرض وتطوره وتتيح للطبيب عمل الإجراءات الأستباقية اللازمة للحد من ظهور ومنع تطور المرض لدى هؤلاء الأشخاص والمرضى.
ويتفق أغلب العلماء الآن إن تحديد البصمة الجينية منذ الولادة يتيح التعرف على مستقبل صحة الأشخاص ويساعد الطبيب من البداية على تحديد خطط استباقية للحد من ظهور وتطور المرض عند وجود جينات وراثية تظهر مرض ما عند بعض الناس . وهذا يعد طفرة جديدة تدخل بالطب إلى مرحلة جديدة لشخصنه الطب أو الطب التفصيل لكل مريض ولكل شخص على حدي وأصبح تحديد البصمة الجينية للفرد غير مكلف ويصل إلى أقل من 1000 دولار في 2024 مقارنة بملايين الدولارات في سنة 2024 عند الكشف عن الجينوم البشرى في ذلك الوقت .
كذلك تتيح البصمة الجينية الكشف أيضا عن الأدوية التي تسبب حساسية للأشخاص وبذلك يمكن تجنبها من البداية واستبدالها بأدوية أكثر أمنا . أيضا تتيح البصمة الجينية وضع خطة علاج مؤثرة ومثمرة من البداية ليس فقط للأمراض الوراثية بل أيضا للأمراض المكتسبة . ليس هذا فقط بل تتيح البصمة الجينية للسيدات معرفة الأمراض الخاصة بالحمل قبل حدوث الحمل ومنها مرض الصفراء الكبدية أثناء الحمل وتحديد مثل هذه الأمراض يجعل الطبيب قادرا على التنبؤ بالمرض وقادرا على التشخيص المبكر وإعطاء العلاج الأمثل منذ البداية.
وتحديد البصمة الجينية من البداية يتيح للطبيب ليس فقط الحد من ظهور المرض ومنع المضاعفات وتطور المرض بل أيضا يساعد في تحديد خطط العلاج الفعالة للسيطرة على الأمراض الوراثية والمكتسبة والتنبؤ بنسب الشفاء من البداية ويتيح أيضا معرفة مدى الإصابة من عدمه للأورام ومسح المرضى وعمل الفحوصات الدورية للمرضى المعرضين للكشف المبكر عن الأورام مما يتيح فرص شفاء عالية .
سلمت اناملك