
خطوات حائرة ..
لا عجب منك ذلك التيه
وتلك الزفرات وهذا التخبط،
فكيف ستعرفين الطريق وأنت لا تحملين سراجاً ينير دربك ويرشدك؟
نعم..أنتِ بحاجة إلى سراج يضيء لك الطريق
بل تحتاجين الى مجموعة من الأسرجة
حتى تصلي الى هدفك الاسمى
الا وهو
رضا الله
عز وجل
وكأني بك الان تسالين
ترى ماهذه الاسرجة ..؟
اليك غاليتي اياها…
السراج الأول
والذي سيجعلك تسيرين على هدى
وبخطوات ثابتة بإذن الله تعالى هو..
تعاهد القلب.
إننا حينما نرتاد أماكن الخير هذه مع كثرة المغريات والملهيات من كل شكل ولون وفي كل مكان،
حينما نترك كل ذلك ونأتي إلى هنا،
حتما ستكون نياتنا حسنة ،
إذ أتينا لطلب الآخرة وتركنا الدنيا وراءنا..
لكن هذا القلب يحتاج للتعاهد والرعاية حتى لا يدب فيه داء الرياء الذي كان من أخوف
ما يخافه علينا رسولنا صلى الله عليه وسلم
وهو الشرك الأصغر كما تعلمين.
فحذار من أن تحسني التلاوة طلباً لثناء فلانة،
أو تشتركي في نشاطٍ لتنالي مديح فلانة،
أو تُظْهِري التأثر بالآيات او المواعظ لكي تكبري في عين فلانة ،
فإنَّ مِنْ أولِ الثلاثة الذين تسعر بهم النار يوم القيامة:
الذي يقرأ القرآن ليقال إن فلاناً قارئ كما ورد في الحديث عند الترمذي
نعوذ بالله تعالى من ذلك
حين تتعاهدي قلبك وتحرصي على الاخلاص في عملك
سيضئ لك الطريق
وسيتلاشى شيئا من ذلك الظلام
وسيعينك على سلوك الطريق بإذن الله
الى مرضاة الله
السراج الثاني
تحديد الهدف
إننا نعاني من التخبط في كثير من أمور حياتنا
لأننا لا نحددأهدافنا بوضوح ،
وإن حددناها فلا نُوَثِّقُهَا بكتابتها وكتابة خطوات العمل بها
. أخيتي :
أنا وأنت وكل مسلمة على وجه الأرض
ما هو هدفنا الأسمى وغايتنا الكبرى في هذه الحياة؟
بالتاكيد
هدفنا تحقيق رضا الله عز وجل
يقول الله تعالى
(وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون )
وبالتالي فإن كل عمل تقوم به المسلمة في هذه الحياة
لابد أن تربطه بهذا الهدف وهذه الغاية.
جربي هذه الطريقة وسترين الفرق بإذن الله تعالى
خذي ورقة وقلماً واسألي نفسك
في اي مكان كنتي
1- لماذا أنا هنا؟
2- وما الذي أود تحقيقه في هذا المكان؟
3- وهل انا اسير في الطريق الذي يوصلني لمرضاة الله بتواجدي هنا
ثم حددي ذلك على شكل نقاط .
· .. دوني هذه النقاط وغيرها مما تريدين تحقيقه
، وتحت كل نقطة
اكتبي خطوات تحقيقها بشكل واضح ودعيها أمام عينيك دائماً .
لكن انتبهي
أنت أدرى الناس بنفسك..
فضعي أهدافاً تناسب قدراتك ،
ولا تضعي أهدافاً مستحيلة فلا تستطيعين تحقيقها ويصيبك الإحباط ،
فمثلا
لا يُعقل أن تضعي من أهدافك حفظ القرآن كاملاً في وقت وجيز
وأنت تعرفين أنك لا تستطيعين ذلك ،
بل تدرجي شيئاً فشيئاً حتى تصلي في النهاية لمرادك ومقصودك
· هذا سراج مهم اخيه
ستحتاجينه ليتضح
لك الطريق اكثر
فلا تهمليه
انه سراج الصحبة .
وقد قيل: الجليس الصالح كالسراج اللائح ،
والجليس الطالح للمرء فاضح،
ومما ورد عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه انه قال:
ما أعطي عبدٌ بعد الإسلام خير من أخٍ صالح، فإذا رأى أحدكم وداً من أخيه فليتمسك به
لكن لابد أن تحرصي أن تكون صاحبتك الصالحة من سُكَّانِ القمم .
وسكان القمم يا أخيه أناس مثلنا،
قريبون منا، يعيشون على هذه الأرض بأجسامهم،
لكن هممهم وعزائمهم تُحَلِّقُ في السماء،
وتسكن في القمم،
فإذا أردتِ البحث عن صحبة تعينك في هذا الطريق فابحثي بين سكان هذه القمم،
سكان القمم
أصحابُ جِدٍ في السلوك، ونشاطٍ في العمل.
سكان القمم
يتعبون لبلوغ المعالي
لكنه تعب يعقُبُه فرح ونعيم لا شقاء بعده بإذن الله تعالى
لا يقنعون بالمستوى الذي هم فيه،
لأن الإنسان إذا ما اقتنع بذلك فهذه أولى خطوات الانحدار،
بل كلما وصل إلى غاية تمنى غاية أكبر منها ..
كل ذلك في أمور الآخرة طبعاً ..
سكان القمم
يجاهدون أنفسهم للوصول إلى ما يظن الناس أن الوصول إليه صعب أو مستحيل..
سكان القمم
يسعون إلى تطوير أنفسهم دائماً..
سكان القمم
يراعون الأولويات فيبدؤن بالأهم فالمهم..
سكان القمم
يبتعدون عن كل ما من شأنه الهبوط بهممهم
فانظري يا أخيه إلى صحبتك
أهُمْ مِنَ الذين قال الله فيهم:
( وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر)
فأعانوك على الطاعة والاستقامة،
أم هم غير ذلك؟
؟؟؟؟؟؟؟؟؟
·يا رب نسألك
أن تَمُنَّ علينا بصحبة تسكن تلك القمم وتعيننا على سلوك الطريق الى مرضاتك
وجناتك جنات النعيم
سراجٌ يُضيء الطريق،
ويريح القلب،
فيتسامى عن دنياه ويحلق في آفاق الآيات ..
·
·إنه تدبر القرآن الكريم .
· تأملي أخيه
في واقعنا مع القرآن:
·
· ولا عجب أخيتي
أو النظر في معنى
وبالتالي لا نطبقها واقعاً عملياً في حياتنا.
يقول ابن عمررضي الله عنه
فقال:
وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانا وعلى ربهم يتوكلون*)
اي
لانهم فقهوا مايتلون
وبالمقابل فقد ذم من ترك تدبر القرآن ولم يتأثر به
كأن في أذنيه وقراً فبشره بعذاب أليم )
اي
كأنه لم يسمعها; لأنه يتأذى بسماعها ، إذ لا انتفاع له بها
( أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها )
اي
هي مطبقة لا يخلص إليها شيء من معانيه
والذي به تتحرك هذه القلوب وتلين لذكر الله
فلابد من خطوات نسير عليها
لماذا؟
ليدبروا آياته وليتذكر أولوا الألباب

هذه بعض من الخطوات المعينة على التدبر
احرصي عليها اخية



الا وهو الدعاء
واثنى الله تعالى على أنبيائه
فقال تعالى:
{إِنَّهُمْ كَانُواْ يُسَارِعُونَ فِى ٱلْخَيْرٰتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَباً وَرَهَباً وَكَانُواْ لَنَا خـٰشِعِينَ}
[الأنبياء:90]،
فأثنى سبحانه عليهم بهذه الأوصاف الثلاثة:
1-المسارعة في الخيرات،
2- ودعاؤه رغبة ورهبة،
3-والخشوع له،
وبيَّن أنها هي السبب في تمكينهم ونصرتهم
تاملي اخية في الايات
لقد كانوا يسارعون في الخيرات ومع ذلك لم يتركوا الدعاء
فحري بنا ان نسلك طريقهم ونسير على نهجهم
ان اردنا الفوز والفلاح
علينا ان نداوم على الدعاء في كل وقت وحين
في السراء والضراء
في الرخاء والشدة
وألا نستعجل الإجابة،
فرسولنا عليه افضل الصلاة واتم السلام يقول:
( يُستجاب لأحدكم ما لم يعجل يقول: دعوت فلم يستجب لي )
**
اللهم انر بصيرتي
واجعل اللهم الحق في عيني اوضح مايكون
اللهم أشعل مصابيح قلبي لطاعتك
اللهم أنر قناديل روحي لتخافك
وارزقنا اللهم العمل بما فيه
ابحثي عن اهل العزائم والهمم العالية لتحظي معهم بسكنى القمم
ولا تنسي ان تحملي سلاحك في كل وقت في السراء والضراء
تسلحي بالدعاء واكثري منه
فان الله قريب يجيب دعوة الداعي اذا دعاه
