تخطى إلى المحتوى

أين السعادة ؟ 2024.

  • بواسطة
أين السعادة ؟

خلق الله الأرض ليعمرها بالمخلوقات المتنوعة … ومنها الإنسان
ولما أذل إبليس اللعين آدم عليه السلام كتب الله على ابن آدم والشياطين المعاش فى الأرض للإبتلاء والإختبار فى الحياة الدنيا إلى وقت معلوم .
فاصبحت الحياة الدنيا مملوءة بالشدائد والمحن والأحزان ، ولابد من متابعة السير ولا مفر من المساوئ والإبتلاءات
ومعها يكون الأمل ضرورى ليسير الركب وتستمر الحياة .
وللإنسان البحث عن هذا الأمل لينقب عن باب السعادة والبقاء وسط أهوال وصراعات تجذبه من هنا وهناك .
وهنا نبحث معا عن طريق السعادة وننقب عن بصيص النور لنسلك معه الطريق .

نبدأ بحديث النفس للنفس
لا تنسى أن الله ورسوله صلى الله عليه وسلم وعد بالأجر حتى ولو شاكة تشوك الإنسان
لاتنسى أن مع العسر يسرا كما وعد الله
لا تنسى أن لا أمر يدوم وكثير من الأحزان انتهى وكثير من الأحداث مرت وكل يوم بجديد
لا تنسى أن الله راعيك ويحفظك
لاتنسى أن الله يترك الظالم حتى إذا أخذه لم يفلته
وتذكر أن الله أرحم بعبده من أمه
والله لا يريد لعبده إلا خيرا
ولا تعجل فإن العجلة من الشيطان
ومهما طالت الدنيا فهى قصيرة إلى زوال
والنعمة والنقمة لا تدوم
لا مرض يبقى ولا صحة تدوم فسلم الأمر كله لله
اطمئن لله فهو يحفظ من توكل عليه وترك أمره إليه فهو به وكيل .

ويأت دور العمل :
خلق الله الإنسان وقدر له رزقه وكتب عليه أن يحصل عليه بالعمل
و لنحصل على السعادة يجب من العمل ، فهى شئ مكتسب ولابد له من عمل
فيجب علينا استخلاص أسباب السعادة من الظروف المحيطة بنا ، فيجب تجديد النفس باستمرار لتكون الأسباب
ولتجديد النفس يجب التنوع فى أسباب السعادة
ـ تنويع الصلاة .. ألا تهدأ نفسك بالسكينة فى جنب الله الذى بيده أمرك ، تطلب منه الخير وتشكو له المنع والظلم وما ترفض نفسك
ـ تنويع الصدقات فتصفو النفس بالإقتراب من الله بتفريج كربه أخ مسلم أو أخ مسلم
ـ صيام يوم وتشعر فيه الهروب من النار سبعين خريفا
ـ عمل صالح تبقى آثاره بعد الممات سارية وثوابه جارى بعد أن يتوقف العمل
ـ إسعاد قلب بإطعام أسرتك ، أو مسكين ، أو صديقة ، أو فم يسعده ما عملت يداك
ـ كلمات رقيقة قد تسعد قلوب وتهدى نفوس ضالة الطريق
ـ أدخلى بستان الإيمان تجدى فواكه تختلف ثمارها واقطفى منها ما يسعد قلبك وقلوب الآخرين ويتقدم بك إلى سعادة قلبك فى الدنيا وسعادة نفسك وجسدك فى الآخرة تنعمى بسعادة الدنيا وجنة الآخرة وتتقى بوجهك النار

ـ استشعرى السعادة بفرحتك بما تفعليه من أعمال تقربا لله ، استشعرى تقدمك لله فى كل عمل بلإخلاص لله فتشعرى بمعنى ونتيجة ما فعلت ، وأن عملك ما ضاع هباء وإنما بقى ولو كانت لقمة خبز تضعيها فى فمك أو فى فم زوجك أو إبنك أو فقير ، فكلها لله
ـ ولا تنسى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " لإن الله لا يقبل من الأعمال إلا ما خلص منها لله " .
وقال الله تعالى : ( من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون ) .

وقال الله تعالى : ( من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون ) .
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " عجبا لأمر المؤمن ، إن أمره كله له خير ، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن ، إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له ، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له ."

قال بعض العارفين بالله : ( لو علم الملوك وأبناء الملوك ما نحن فيه لجالدونا عليه بالسيوف )

وقال آخر : ( مساكين أهل الدنيا خرجوا منها وما ذاقوا أطيب ما فيها ـ قيل : وما أطيب ما فيها ؟ ـ قال : محبة الله تعالى ومعرفته وذكره والأنس به سبحانه وتعالى ) .

وقال آخر : ( إنه لتمر بالقلب أوقات يرقص فيها طربا حتى أقول إن كان أهل الجنة فى مثل هذا إنهم لفى عيش طيب ) .

فأن تحب الله وتذكره وتطمئن إليه وتأنس به ويسكن روعك عند مناجاته وتقر عينك فى مدافعة الشر عنك واستجابته لدعائك ، وتبادل مناجاتك لله ورده عليك ، وطاعتك لله الذى تحب وأن تزهد فى الدنيا لهو حق رغد العيش فى الدنيا والسعادة فى الدنيا والآخرة .

ابحث عن السعادة

ابحث عن السعادة فى الرضا
فمن رضى ملك كل شئ
ــ إذا نظرت لصاحب مال .. فانظر لما جلبه له من شقاء .. فهو ابتلاء
هل أتى به من حلال ؟
هل أنفقه فى حلال ، أم حرام ؟
هل أدى زكاته ؟
هل جلب له فى نفسه وجسده وبيته وأهله المشاكل ؟
هل أنساه ربه وآخرته؟

ــ إذا نظرت لصاحب طعام .. فانظر لمن حرمه الفقر أو المرض من استطعام طعامك .
ــ إذا نظرت لصاحب سيارة .. فانظر لمن حرم القدمين ليتنقل مثلك ويقضى حوائجه .
ــ إذا نظرت لصاحب قصر .. فانظر لمن يعيش فى مسكن تأنف نفسك مجرد النظر إليه عن بعد أو حتى من لا يجد راحته فى مسكن مستقل به مثلك فيعانى الخلافات أو الأذى مع من يعيش معهم .
ــ إذا نظرت لخلافات مع من حولك فأسرع إلى تسويتها وإنهائها وانظر لمن حرمته مشاكله النوم .
ــ إذا رضيت نفسك بما أعطاك الله ، فمن أين يأتيك قهر الإحتياج ؟

أليست تلك هى السعادة ؟
بالسكينة والرضا والطمأنينة وهدوء البال تكون السعادة .

علامات السعادة :
لو تخلصت من القلق … فكل شئ قدره الله ولا تغيير له إلا بالدعاء ـــــــــــــــــ أليس ذلك من السعادة ؟

لو صدقت بقول الله عز وجل بأن ( من يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب ) فارتاحت نفسك وكان الله هو من يحمل همك ـــــــــــــــــ أليس ذلك من السعادة ؟

لو زهدت فيما فى يد الناس وقنعت بما أعطاك الله ، فطابت نفسك ــــــــــــــــ أليس ذلك من السعادة ؟

ألم تأت صديقتك يوما تبكى ، فهدأت من روعها ثم سألتها عن سبب عنائها فشكت شكواها ونصحت لها ، فهدأت وذهب روعها … أليست هذه سعادة ؟

ألم تقتسمى لقمتك يوما مع فقير أو صديق أو ابنك أو جائع أسير عمله فشعرت بالسعادة ؟

ألم تسقط دمعة أو دمعتان خشية من الله ، فيقنط أن لن تمسهما النار … فاطمأنت نفسك وسكنت لله … ألا هناك أعظم من ذلك سعادة ؟
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــ
جلست أحكو لأبنتى عن يوم الفصل
سألتنى … ما معنى الفصل ؟
قلت : يوم القيامة يوم يحكم الله فيفصل بين العباد فهو القاضى العادل .
قالت : وما يحدث فى هذا اليوم ؟
قلت لها : يجمع الله العباد من الإنس والجن بعد أن ينتظروا نزوله عن عرشه الكريم فيأت ليحكم بين العباد بعد أن يكونوا تعذبوا من الإنتظار والخوف والقلق والتعب عراة ترهقهم ذنوبهم من الذل ، ويغرق كل فى عرقه وفقا لما اكتسب من ذنوب ، منهم من لا يمسه عرق ومنهم من يمس قدميه ومنهم من يملأ نصف قدميه ومنهم من يغرق فى عرقه لوسط جسده ، ومنهم من يسبح فيه إلى ذقنه … كلٌ وفق عمله من خير وشر ، فالشمس أصبحت على بعد ميل واحد من أرض المحشر حيث تبدل الأرض غير الأرض والسموات مطويات بيمينه عز وجل .
قالت ابنتى : وهل يستطيعون الإنتظار على هذا الحال يوما كاملا ؟
قلت : إنه يوما من أيام الله وليس من أيام الحياة الدنيا ، فيوم الله كألف سنة مما تعدون ، فيشعر الناس من شدة عذاب الإنتظار لو أنهم ألقوا فى النار بغير حساب لكان خيرا لهم مما هم عليه .

وتتوالى التراجى للأنبياء بالتشفع عند الله ليأت ليحكم بينهم فالله غضبان من أعمال العباد ، ويخشى كل نبى ورسول فيدفعوا الشفاعة إلى الرسول محمد صلى الله عليه وسلم ، وتتطاير الصحف ليستلمها الناس بأعمالهم كبيرة وصغيرة محصاة عليهم كحجة عليهم بما عملوا ، ثم يشفع رسول الله صلى الله عليه وسلم فيبشره الله بأن يأت والملائكة .

قالت : وماذا يحدث بعد أن يأتى الله والملائكة ؟
قلت : يؤمر فيسير كل قوم خلف إلههم الذى يخيل لهم ويمثل لهم فيلقى فى النار ويلقون خلفه فى نار جهنم
ثم يكشف عن ساق لله تعالى فيخر الباقون المؤمنون سجدا لأنهم يشعرون أن هذا هو الخلاق العظيم الذى آمنوا به فى الدنيا ، إلا المساكين الذين لم يصلوا فى الدنيا ولم يسجدوا لله العلى القدير ، فإن الخشوع يرهقهم ذلة ويودون السجود فلا يستطيعون لأن ظهورهم تصبح كظهور البقر لا تنحنى إذ يرفض الله منهم سجودهم فيعذبهم ذلك .
ثم يؤمر فيسير بعض المؤمنون إلى الجنة طائرين إلى الجنات العلا بغير حساب كلمح البصر أو أسرع ، إنهم أناس لا يتطيرون ولا يرقون ولا يسترقون وعلى ربهم يتوكلون ، ليس بينهم وبين العباد مظالم ومنهم من أعتق الله فى رمضان .

ثم يأت دور الحساب ، يقف كل عبد بين يدى الله ليحاسبه بأفعاله وتملى عليه أعماله حتى يظن أنه هالك ، منهم من يقال له اذهب فأنت آمن ، ومنهم من يقف على القنطرة إن كان له مظالم فيقف من ظلموه ويقف حتى يؤخذ له من حسناتهم حتى تنتهى يلقى عليهم من سيئاته ، … وهكذا حتى لا يبق لأحد مظلمة عند آخر .
ثم يأت الميزان ويوزن أعمال العباد فمن ثقلت موازين الخير سيق إلى الجنة ومن خفت موازين الخير له يلقى فى النار ليحاسب على قدر سيئاته ، والجميع ينتظر حتى يأخذ حقه أو يدفع ما عليه من حقوق .

قالت لى ابنتى : أيؤذوننا فى الدنيا ويعطلوننا عن الجنة فى الآخرة .. ما الحل ؟

قلت لها : الحل مربح ..
قالت : وما هو ؟
قلت : نغفر ونسامح فى حقوقنا ولا نتظلم ، فيأت لنا الله بحقنا فى الدنيا وينصرنا فى الدنيا ويغفر لنا فى الآخرة فلا تكن لنا مظالم فيزداد رصيدنا من الحسنات أو تكفر عنا سيئات بقدر ما ظلمنا الظالمون فيغفر لنا حتى نلقى الله برحمته وكرمه فيغفر ويقال لنا هيا إلى الجنة بغير حساب ولا انتظار ولا ظلم ولا مظالم ، فأنتم التلقاء .

سعدت ابنتى وشهدت أنها تغفر لكل من وقع عليها منه ظلما وتحتسب الأمر كله لله الغفور الرحيم لتدخل الجنة بغير حساب ولا تتعطل عن دخول الجنة ولاتعانى مرارة الإنتظار .

أليست تلك هى السعادة …؟
………………………… ………………………… …………………
عندما تذكرى الله أنت وصديقاتك فى المنزل أو العمل أو على المنتدى … ألا تشعرى بالسعادة ؟

لقد فرح الله بك وباهى بك الملائكة

و لقد سعدت بك الملائكة
………………………… ………………………… …………………..

ولا سعادة أكبر من أن تشاركى الحجاج هذه الأيام بالصيام وخاصة يوم عرفة حيث يغفر لك الله ذنوب سنتين سنة من قبله وسنة من بعده

وأن تقولى ( اللهم احتسبنى من حجاج بيتك الحرام هذا العام ) ـ ثم لا تفسقى ولا تجادلى ولا تتلفظى إلا بما يرضاه الله منك وتصلى وتصومى وتسبحى وتلبى وتحمدى الله من آن لآخر وتتخيلى أنك فى المسجد الحرام بين يدى الله ، فأكيد سيقبلك الله ويغفر لك إن شاء
ثم أسعدى ، فإذا لم تتمكنى من الذهاب للحج فقد غفر الله لك .
………………………… ………………………… …………………..
إذا ضاع منك شئ تحبينه فصبرت واحتسبتيه عند الله وقلت انتهى رزقى فيه ورضيت ربى فأبدلك خيرا منه … أليست هذه سعادة ؟

إذا أوذيت بغير ذنب اقترفتيه وكظمت غيظك وقلت لك الأمر فيمن أذانى ورضيت بما تقضى ولم تتعجلى فى طلب القصاص لنفسك بنفسك فوجدت الله يقتص لك أو يعوضك خيرا ويواسيك ويبرد قلبك ويشعرك بمؤانسته لك … أليست تلك قمة السعادة ؟
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــ
أليس من السعادة أن تطمئنى نفسك مخافة الموت بعملك الصالح وتقربك إلى الله ؟
………………………… ………………………… ………………………… ..
هل جربت أن تشعرى بسعادة عندما يسيطر عليك آلام مبرحة ولا سبيل لإيقافها فتحتسبيها عند الله وتقولى
اللهم اأجرنى بما أشعر الجنة وانعم علىّ برضاك

لو قلتيها بإخلاص لله سينهى آلامك إن شاء ، أو أن تقل حدتها وتستطيعى تحملها وتشعرى بالله فى نفسك ومن حولك

ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــ
وهل السعادة ترغبينها لك وحدك ؟ ………………….. للحماة
ما أسعدك بإبن أو إبنة سعيدة
حديثى هذه المرة لكل من لها أبناء
تكونى سعيدة عندما ترزقى ببنت جميلة وتكبر بين يديك وتعلمينها وتزوجينها وتسعد بزوج صالح يقدم لها ألوان النعيم والسعادة والحب والمودة … هذه سعادة لك من خلال سعادتها .

ولو كان المولود ذكرا فرحت بالأكثر وكبر بين يديك وتعلم وكان له منصبا مرموقا فى المجتمع … هذه أيضا سعادة لك .
و هذا ما يصير إليه حالك … تقولين ( نفسى أزوجه وأرى له أولاد قبل وفاتى ) … أليس ذلك هو قولك وتلك هى أمنيتك ؟
تقبل الله دعاءك ورزقه العروسة الجميلة والزوجة الصالحة وكنت ترقصين على الملأ ولا تشعرين بمن حولك يراك من شدة وغمرة السعادة والفرح به … أليست هذه سعادة
فما بالك الآن أيتها الحماة أم الزوج يتغير حالك وتبدلى سعادتك هما وغما يلحق بك وبإبنك وزوجته ؟
أهى الغيرة أن تمتلك ابنك غيرك ؟
إبنك سيدتى ليس امتلاكا ولكنه نعمة من الله
سعادته فى بيته وهدوء نفسه واستقراره فى بيته هو سعادتك
كيف يهنأ بالك وتسعد نفسك وأنت ترين الهموم تقفز لتستقر على كتفيه بسببك ؟
كيف تحطمى نفسه وكبرياءه وتشعلى غضب أهل بيته عليه ؟
كيف تتحملى أن يظلم بسببك زوجة وأولادا فتدعو عليه المظلومة فيدمره الله ؟
كيف تغتصبى سعادة من كان قد
أقر الله عينك بمنحك إياه ؟
كيف تستقر نفسك وابنك غير مستقرة نفسه ؟
كيف تنشرح عيناك وعينا ابنك تدمع ؟
لماذا لم ترضين بالسعادة لغيرك كما أسعدك الله ؟
والله هذا فعل الشيطان الذى يجمع أعوانه بكيرة كل يوم ليوزع العمل على أعوانه ليشعلوا الفتن بين بنى الإنسان ثم يجمعهم فى آخر النهار ليقدم كلا منهم تقريرا عما فعل … فلا تهنأ نفسه إلا لمن قال فرقت بين فلان وزوجه … عجبا لقلب أم انتزعت منه الأمومة التى هى فطرة وغريزة غرسها الله فى نفس الأم ؟!!!

خلق الله الإنسان …. بدأ بخلق آدم عليه السلام
وذلك ليعمر الأرض … والقصة معروفة .
وليكثر نسله جعل التزاوج والتناسل من آباء إلى أبناء
ـــ لم يكن الأبناء ملكا للآباء يصنعون بهم ما يشاؤون ، ولكن الجميع مسؤل عن عمله ، ولا تزر وازرة وزر أخرى ، والمحاسبة للجميع سواء ، ونحن كآباء طلبت منا رعاية الأبناء فى الصغر ثم التخلى عن تلك المهمة بعد أن يكبروا ليشقوا حياتهم كبشر وليكونوا هم بالتالى آباء وتكثر البشرية ، وهذا يعنى أننا سببا للنماء وليس للإمتلاك .
ـــ جعل الله منا آمرون بالمعروف وناهون عن المنكر لإيضاح طريق الله من بعد الرسل ، ولكن لم يجعل منا ممتلكون لأقدار بعضنا البعض .
لم جعلت من نفسك أيتها الحبيبة مالكة لأقدار إبنك وزوجته وأولاده ؟!
ـــ طلب الله منك رعاية إبنك ووضعه على الطريق السليم ، وفى مقابل ذلك جعل لك حق الرعاية ، والطاعة والحب ، لماذا تحولى أنت الحب إلى كراهية ؟!
ـــ ألم تكونى يوما زوجة لإبن سهر على رعايتك وكفالتك وفزت بمحبته ، فلم أنت الآن تمنعى زوجة أخرى من محبة زوجها ؟!
ـــ ألم تكن لك إبنة تتمنين أن يسعدها زوجها ، وتخشين تدخل أمه فى حياتها ، فلم أنت لا تخشين أن ما تفعلينه مع بنات غيرك أن يحدث لإبنتك ؟!
ـــ أليست من الأنانية أن تحاولى الإستيلاء على سعادة غيرك بجانب سعادتك ؟!
ولن تتملكيها بهذه الطريقة وإنما ستخسرى محبة إبنك ومحبة زوجته التى كنت فى الإمكان أن تضميها إبنة وحبيبة إلى أبنائك .

………………………… ………………………… ………………..

أليس من السعادة أن تطمئنى نفسك مخافة الموت بعملك الصالح وتقربك إلى الله ؟

أليس من السعادة أن تكونى حسنة الخلق مع الناس فيسألون عنك إن غبت عنهم ؟

هل جربت السعادة عندما تكونى فى مجلس شيطان يمتلئ بالغيبة والنميمة وكان الناس أضعف مقاما عنك ، فاستخدمت اللين فى منعهم عن الإستطراد فى الحديث دون أن تغضبى أحد ؟
وهل جربتها إذا كانوا ندا لك فحولتى الحديث إلى طاعة الله ؟
وهل جربتها إذا كانوا أعلى منك مركزا فحولت الحديث إلى استفسارات دينية ودنيوية ؟
وانقلب المجلس من مجلسا للشيطان إلى مجلس علم ودين وحفتكم الملائكة ؟
يا لها من سعادة …

………………………… ………………………… ………………………… ..
ويالها من سعادة ، إذا لجأت إلى فراشك ليلا وأنت وحدك فى مسكنك ، وأنت ترددى " اللهم انعم علىّ بمودتك يا ودود واإنس وحدتى بودك فى الدنيا وتحت الأرض فى قبرى ويوم الجمع وفوق الصراط وفى جنتك يا حى ياقيوم "
وأخذت ترددى حتى أعلاتك السكينة واطمأن قلبك ، ثم تتوالى مناجاتك فتجدى البسمة تعلو شفتيك ولا تقدرى على ردها حتى تخلدى إلى النعاس … أليست تلك هى قمة السعادة ؟
………………………… ………………………… …………………..
هل جربت السعادة عندما تصبرى على أذى الغير أو تصبرى على الإبتلاءات فيجعل الله بعد العسر يسرا وتشكرى الله على أن مرت الأزمة بسلام ولم يقدر الشيطان على أن يستغل أزمتك ليخسرك ثواب الله ورضاه عنك ؟

بارك الله فيكى
لا اله الا الله ولا حول ولا قوة الا بالله
جزاك الله الخير

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.