تخطى إلى المحتوى

أمراض القلب واختلافاتها بين الرجال والنساء 2024.

لقد تراكم الكثير من الدلائل التي تشير إلى أهمية وضع منطلقات محددة لفهم أمراض القلب بشكل مختلف بين جنس وآخر، أي بين الرجال والنساء.

غالبا ما يقال إن هموم القلب تؤثر بشكل مختلف على الرجال وعلى النساء.

إلا أن الأبحاث الطبية لا تركز الاهتمامات على قلب «الفارس» أو قلب «الحبيبة»، بقدر تركيزها على التمايز بين الجنسين في صفاتهما التشريحية والفسلجية، وتأثيرات هذه الصفات على أمراض القلب.

وهذا تغير ملموس عن عقود السنين الأولى التي أُجريت فيها الأبحاث على أمراض القلب، التي تمت غالبيتها باستبعاد النساء كلية، رغم أنها توصلت إلى نتائج مفيدة لكلا الجنسين.

ومن الصعب تماما إلقاء اللوم على الباحثين الطبيين لإهمالهم النساء، فقد كان الذكور يحتلون دوما رأس قائمة الأشخاص الذين تتوفر لديهم عوامل الخطر.

أما الآن فإن عدد الوفيات من أمراض القلب والأوعية الدموية (أي أمراض القلب والسكتة الدماغية) سنويا في الولايات المتحدة، يزيد لدى النساء مقارنة بالرجال.

وهكذا، وبعد أعوام من الأبحاث المستندة إلى جنس واحد، فقد أصبح واضحا بشكل جلي أن الاختلافات بين الجنسين هي التي يجب أن توجهنا لفهم الجوانب الكثيرة في عمليات درء أمراض القلب، وتشخيصها، وعلاجها.

اختلافات الأخطار
الرجال والنساء يتشاركون في الكثير من عوامل الخطر ذاتها، إلا أن بين الجنسين فروقا أخرى.

ـ التدخين: تقع هذه العادة في رأس قائمة عوامل الخطر المرتبطة بنمط الحياة للرجال والنساء على حد سواء. إلا أن التدخين يزيد من خطر النوبة القلبية والسكتة الدماغية وغيرهما، لدى النساء اللاتي يواظبن على تناول حبوب منع الحمل.

ـ الكولسترول: مستوى الكولسترول الخفيف LDL (الضار) فوق 130 مليجراما/ ديسيلتر، يُعتبر مؤشرا لخطر كبير لدى الرجال، بينما يعتبر معدل الكولسترول الثقيل HDL (الحميد) أقل من 50 ملغم/ ديسيلتر مؤشر إنذار للنساء. ومستوى الشحوم الثلاثية (أعلى من 150 ملغم/ ديسيلتر) هو عامل خطر مهم أيضا للنساء.

ـ ارتفاع ضغط الدم: حتى عمر 45 سنة، يزيد عدد الرجال الذين يعانون منه مقارنة بالنساء. إلا أن عدد النساء اللاتي يعانين منه يزداد منذ وصولهن إلى أواسط عمرهن، وبوصولهن إلى عمر 70 سنة، في المتوسط، فإن مستوى ارتفاع ضغط الدم لديهن يكون أعلى مما لدى الرجال.

ـ الخمول: لم يصرح سوى 30 في المائة من الأميركيين أنهم يمارسون الرياضة بانتظام، إلا أن الرجال يكونون عادة أكثر نشاطا بدنيا من النساء، وخصوصا في أعمار الشباب (18 إلى 30 سنة) والأعمار المتقدمة (65 سنة فما أكثر).

ـ الوزن الزائد: البدانة تقود إلى أمراض القلب، إلا أن أماكن تراكم الزيادة في الوزن مهمة أكثر من مقدارها.

فالوزن المتراكم في منطقة البطن، يفرز مواد تتداخل مع نشاط الأنسولين، ويشجع على إنتاج الكولسترول الضار، وهو أكثر ضررا وسموما من الوزن المتراكم في منطقة الحوض.

وتعتبر الكثير من السلطات الصحية قياس 35 بوصة (87.5 سم تقريبا) فأكثر لخصر النساء و40 بوصة (100 سم تقريبا) فأكثر لخصر الرجال، مؤشرا على أمراض القلب، أفضل بالمقارنة من مؤشر كتلة الجسم BMI.

ـ مرض السكري: إصابة الرجال والنساء به على حد سواء، تقود إلى مضاعفة خطر ظهور أمراض القلب. إلا أن السكري يؤدي إلى مضاعفة خطر توقف القلب الفجائي لدى النساء مقارنة بنسبة 60 في المائة لدى الرجال.

ـ متلازمة التمثيل الغذائي (الأيض): إن وجود ثلاثة من الأعراض الخمسة لهذه المتلازمة (البدانة في منطقة البطن، وارتفاع ضغط الدم، وارتفاع مستوى الشحوم الثلاثية، وقلة مستوى الكولسترول الحميد HDL، وارتفاع مستوى السكر في الدم أو وجود مقاومة للأنسولين) خطير على النساء أكثر من الرجال، ويؤدي إلى زيادة خطر النوبة القلبية القاتلة ثلاث مرات لديهن، كما يزيد 10 مرات من احتمال ظهور السكري.

ووجود بدانة في منطقة الخصر مع ارتفاع مستوى الشحوم الثلاثية، خطير بشكل خاص للنساء.

ـ عوامل الخطر النفسية: إن عمق الصلة بين القلب والعقل لا تزال تدرس بعمق. إلا أن هناك ما يكفي من الدلائل التي تشمل بعض العوامل المسهمة في حدوث أمراض القلب، مثل التوتر المزمن، الكآبة، وانعدام الدعم الاجتماعي.

ولا يكون أي من الجنسين أفضل من الآخر، إلا أن الأبحاث تشير إلى أن بعض العوامل تكون طاغية التأثير لدى الرجال، وبعضها الآخر لدى النساء.

والتوتر هو حِمل متساوٍ في تأثيره على الجنسين، إلا أن النساء يتعرضن للكآبة أكثر مرتين من الرجال ويعانين الإحباطات العاطفية.

وفي الواقع فإن الحالات التي أعلن عنها حول «متلازمة القلب المنكسر» (فقدان القلب لوظيفته فجأة بسبب المرور بتجربة عاطفية شديدة، ثم عودة القلب إلى سابق عهده) تكون منحصرة في النساء الأكبر سنا.

وظل الغضب والعداء يُعتبران منذ زمن طويل عوامل خطر لدى الرجال، وذلك لأن أكثر الدراسات على أمراض القلب استبعدت النساء منها.

وقد وثقت الدراسات حقيقة أن الرجال ينعدم لديهم على الأغلب الدعم الاجتماعي ـ خصوصا بعد التقاعد ـ مقارنة بالنساء.

ـ الالتهابات: الالتهابات المزمنة تُعتبر الآن هي التي تهيئ لظهور الترسبات المرتبطة بتصلب الشرايين.

وتوجد لدى النساء معدلات أعلى بكثير من الحالات المرضية التي تقود إلى ظهور التهابات ضئيلة لكن متواصلة.

وعلى سبيل المقال فإن مرض الذئبة lupus يزيد بأكثر من الضعف من خطر النوبة القلبية والسكتة الدماغية لدى النساء.

اختلافات خفض الأخطار
الرجال والنساء الذين يرغبون في حياة صحية للقلب يمكنهم وضع برامج مناسبة لنظامهم الغذائي وتمارينهم الرياضية. إلا أن توجهاتهم تكون مختلفة في ما يخص حبوب الأسبرين.

الأسبرين الصغير الجرعة يجب أن يتوفر على الأرفف لدى الرجال المعرضين للخطر قبل 10 سنوات من تناول النساء له. فالرجال المعرضون لخطر النوبة القلبية عليهم تناوله يوميا منذ عمر 45 سنة، إلا أن على النساء تناوله بعد عمر 55 سنة وذلك لدرء حدوث السكتة الدماغية. ولكلا الجنسين ينبغي الموازنة بين فائدة الأسبرين وأخطاره على الجهاز الهضمي.

اختلافات مجريات الأمراض
لقد أظهرت دراسات البيولوجيا الجزيئية، وكذلك عمليات التصوير العالية التقنية، وجود فروق بين عملية ظهور أمراض القلب لدى الرجال ولدى النساء.

ولدى كلا الجنسين، فإن الترسبات المرتبطة بتصلب الشرايين ـ وهي مجموعة تضم الكولسترول، خلايا الدم البيضاء، والأنسجة الضامة ـ تتراكم في مناطق جدران الشرايين التاجية التي تعرضت للأضرار بسبب الالتهابات.

ولدى الرجال فإن الترسبات تتجه للتراكم بشكل غير متجانس، الأمر الذي يؤدي إلى ظهور تجمعات، أو تكتلات، مختفية تنبثق من جدار الأوعية الدموية مؤدية إلى انسدادها. أما لدى النساء فإن الترسبات تتراكم بشكل أكثر تجانسا على جدران الوعاء الدموي.

وتحدث النوبات القلبية لدى الرجال على الأغلب نتيجة تهتك الترسبات، الأمر الذي يؤدي إلى خلق خثرة تؤدي إلى انسداد مجرى الدم في الشريان التاجي.

أما لدى النساء فإنها على الأغلب تنجم عن انجراف الترسبات على شكل قطع صغيرة منها، تقود إلى تكوين خثرات دموية صغيرة.

كما يحدث لدى النساء أكثر من الرجال في الغالب، مرض الأوعية الدموية الميكروية (الصغيرة جدا)، وهو تضيق أو تصلب تفرعات الشرايين التاجية التي تقوم بتغذية عضلة القلب.

وحتى عندما تكون الشرايين التاجية نفسها سليمة فإن مرض الأوعية الدموية الميكروية بمقدوره الحدّ من تجهيز القلب بالأوكسجين، الأمر الذي يؤدي إلى الذبحة الصدرية أو غيرها.

الاختلافات في الأعراض
عندما تعاني الشرايين التاجية الانسداد جزئيا أو كليا، ولا تتلقى عضلة القلب ما يكفي لعملها، من الأوكسجين، فإن الجسم يشعر بذلك. وقد يعاني الرجال والنساء في هذا الوضع من الذبحة الصدرية، وهي العلامة الكلاسيكية لمرض الشرايين التاجية التي تتسم بأعراض آلام في الصدر، والتعرق البارد، والدوران، وأعراض أخرى.

إلا أن النساء يعانين أكثر من الرجال في الأغلب أعراضا أقل شدة، مثل شعورهن بالإجهاد عموما وبأعراض شبيهة بالإنفلونزا. كما أن أحد أنواع الذبحة الصدرية الذي يظهر في أثناء النوم العميق أكثر شيوعا لدى النساء من الرجال.

الاختلافات في التشخيص
– عندما يصل مريض لديه أعراض لأمراض القلب إلى العيادة الطبية، يجب إجراء عدد من الاختبارات ابتداء بتخطيط القلب الكهربائي، ثم اختبار الإجهاد، حينما يمشي المريض على دواسة كهربائية في أثناء تخطيط قلبه.

– التخطيط الكهربائي للقلب لن يرصد على الأكثر أمراض القلب لدى النساء مثلما يرصدها لدى الرجال، إلا أن اختبار الإجهاد النووي في أثناء تصوير تدفق الدم إلى القلب قبل القيام بالتمرين الرياضي ثم بعده مباشرة، هو أكثر موثوقية للنساء.

– تصوير تضيق الشرايين التاجية: أشعة إكس التي تصور انسدادات الشرايين التاجية تُعتبر المعيار الذهبي للتعرف على مواقع الانسدادات لدى الأشخاص الذين جاءت نتائج اختبار الإجهاد لديهم إيجابية، إلا أن ذلك لا ينطبق على النساء، لأنهن يعانين أكثر انسدادَ الأوعية الميكروية المغذية لعضلة القلب.

– تصوير الأوعية بالموجات فوق الصوتية IVUS يشمل إدخال مرسلة مستجيبة نحو الشريان التاجي لتصوير مقاطع من جدرانه، وبمقدور هذه الوسيلة العثور على التضيقات التي حدثت بسبب الترسبات المرتبطة بتصلب الشرايين.

– دراسات احتياطي تدفق الدم عبر الشريان التاجي التي تجرى بقياس التغير في تدفق الدم استجابة لزيادة الطلب عليه، يمكنها أن تؤشر إلى قدرات الأوعية الدموية الميكروية في تجهيز القلب بالدم الكافي لها. الاختلافات في العلاج

– للنساء اللاتي لديهن تضيقات متجانسة على طول الشرايين التاجية أو مرض الأوعية الميكروية، يكون تغيير نمط الحياة مع تناول الأدوية الخيار العلاجي الوحيد.

أما للنساء اللاتي لديهن مناطق متضيقة محددة تسد الشرايين التاجية فان فتح مجاز موازٍ للشرايين المسدودة أو عملية إزالة التضيقات جراحيا ستقوم بفتح الشرايين، إلا أن هذه الوسيلة لا تعرض على النساء بل على الرجال.

والنساء اللاتي يخضعن لهاتين العمليتين يكُنّ بعمر 10 سنوات أكبر عادة من الرجال الذين تجرى لهم.

الخلاصة
لا تزال أمراض القلب من الأمراض القاتلة الأولى رغم أن معدل الوفيات بها انخفض بنسبة 25 في المائة عما كان علية نهاية التسعينات في القرن الماضي، وذلك بفضل السيطرة على عوامل الخطر: ضبط الكولسترول وارتفاع ضغط الدم، وتحسن العناية الإسعافية، وتطوير الأدوية ووسائل العلاج.

الرسالة الموجهة إلى الرجال: كل الوسائل متوفرة لكم، والنظام الغذائي والتمارين الرياضية هما الأفضل، ثم إجراء الفحوصات وتناول الأدوية.

الرسالة الموجهة إلى النساء: نمط الحياة الصحي هو الأساس خصوصا إن كانت في الوزن في الخصر حالات التهاب أو زيادة.

إن كنتن مصابات بالكآبة اطلبن المساعدة. وإن كنتن تشعرن بالتعب، أو الوجع، أو تقطع النفس، اطلبن المساعدة أيضا.

:15_6_26[1]:

خليجية

اختي ملكة القلوب

يسلم
يمنااك

على المرور العطر

والله

يعطيك العاافيه

على التواجد

دمت

بحفظ الرحمن

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أمراض تصيب قلوب الأطفال

:10_14_3[1]::icon_neutral::icon_evil:

أسباب وراثية ومكتسبة تؤدي إليها.. صعوبة الإرضاع وتعب اليافعين من أهم علاماتها

أطفالنا هُم زهرة حياتنا والمحافظة على حياتهم أمر مهم، وقد يتعرض الأطفال لبعض الأمراض مثل أمراض القلب، التي تعتبر من الأمراض الخلقية منذ الولادة،

:15_2_102v[1]::11_1_209[1]:

والتي قد تكون مكتسبة أو وراثية أو نتيجة عوامل أخرى. والأطفال الذين يولدون بتشوّهات قلبية قد تتحسن حالتهم إذا اكتشف المرض مبكراً عن طريق التشخيص الصحيح، الذي يمكن علاجه بنجاح بعد التطور المذهل في طرق العلاج، لذا من الواجب على الأهل الانتباه لأي أعراض قد تصيب الطفل وعدم السكوت عليها، لأنها قد تكون المفتاح الأول للكشف والتشخيص الصحيح للمرض القلبي الولادي، الذي يمكن أن يعالج في أسرع وقت ممكن. وأوضح الدكتور أمجد قواتلي، استشاري قلب أطفال بمستشفى الملك فيصل التخصصي مركز الأبحاث بجدة، أن أمراض القلب عند الأطفال تنقسم إلى قسمين، هما: أمراض قلب خلقية (ولادية)، وأمراض قلب مكتسبة، أي حدثت لاحقاً أثناء تطور الحياة والنمو. وأن نسبة مصادفة تشوهات قلبية خلقية هي نحو 10 لكل 1000 مولود حي، أي بنسبة 1 في المائة، وهي نسبة غير قليلة على الإطلاق.

وبين د. قواتلي، أن هناك ثمانية أمراض تصيب الأطفال، وهي الأكثر شيوعاً من غيرها وتشكل نسبة 80 في المائة من مجمل الحالات، وهذه الأمراض هي: ثقب بين البطينين، بقاء القناة الشريانية مفتوحة، ثقب بين الأذينين، رباعي فالو، التضيق الرئوي، تضيق برزخ الأبهر نازل، التضيق الأبهري (الأورطي)، وتشوه تبادل الشرايين الكبيرة TGA. أما ال 20 في المائة الباقية، فهي تشمل تشوهات قلبية مختلفة ونادرة نسبياً.

* أسباب الإصابة

* إن أسباب الإصابة لها علاقة بالأم، وبالطفل نفسه، وثالثة وراثية تؤهله لهذه الأمراض الخلقية. والأسباب التي لها علاقة بالأم عديدة، نذكر منها على سبيل المثال، في حال أن الأم مصابة بداء السكري وغير مسيطر عليه، أو مرض الذئبة الحمامية Lupus Erythematous، كذلك بعض الأمراض التي تصيب الأم الحامل، خاصة خلال الأسابيع الأولى من الحمل مثل الحصبة الألمانية، الهربس، النكاف، لها علاقة كسبب مباشر لولادة طفل مصاب بمرض قلب منذ الولادة. وهنا أؤكد أهمية تطعيم الفتيات ضد الحصبة الألمانية والنكاف MMR، كإجراء وقائي لمستقبل أطفالهن، عندما يصبحن في سن النشاط التناسلي، إضافة إلى أن هناك الكثير من الأدوية والمركبات الكيمائية التي يشكل إعطاؤها للأم الحامل عامل خطورة لتشوه قلب المولود مثل الفينتوتين، اليثيوم، الكحول، وهذه الأخيرة عادة ما تكون في دول أوروبا وأميركا. واضافة إلى ما سبق ذكره، هناك أسباب أخرى متعلقة بالجنين بشكل مباشر، ويأتي على رأسها الخلل الكروموسوماتي، حيث إن 30 في المائة من المواليد الذين يولدون بخلل كروموسومي ما يكون لديهم مرض قلب ولادي، وفي مقدمتها التثلث الصبغي 21 (المنغولية)، ومن أسبابه تقدم عمر الأم كعامل مؤهل لهذا الخلل الكروموسومي عند الجنين، كذلك أيضاً التوائم، خاصة وحيدة البيضة معرضة مرتين أكثر من غيرها للإصابة بأمراض القلب الولادية. الأسباب الوراثية تلعب دوراً مهماً في الإصابة بعض أمراض القلب الولادية عند الأطفال، كمرض اعتلال العضلة القلبية Cardiomyopathy، والتضيق فوق الأبهري، وتناذر مارفان، كذلك انسدال الصمام التاجي. وإذا كان لدى الأم مرض قلب ولادي تكون معرضة أكثر من غيرها بولادة طفل يحمل مرض قلب ولاديا أيضا، لذلك فنسبة وجود طفل ثان في العائلة مصاب ترتفع بشكل واضح للعائلة التي لديها طفل مصاب بتشوه القلب الولادي، وفي كثير من الأحيان ما يحمل الإخوة تشوهات متماثلة في القلب. هذا بشكل عام عن الأسباب المحتملة لولادة طفل لديه مرض قلب ولادي. اما الأسباب المكتسبة التي تؤدي للإصابة بأمراض القلب، فتحدث بعد ولادة الطفل بأشهر أو سنوات، ويأتي على رأسها الحمى الروماتيزمية الناتجة عن التهاب الحلق والوزتين بجرثومة (ستربتوكوكس)، الذي كثيرا ما يُهمل أو يعالج معالجة ناقصة، وبالتالي تكون النتيجة إصابة صمامات القلب إصابة دائمة مدى الحياة، لذا نؤكد على التشخيص الصحيح والعلاج الوافي لالتهاب الوزتين عند الأطفال (لمدة لا تقل عن عشرة أيام).

* الأعراض والتشخيص

* وبالنسبة للأعراض السريرية، أكد الدكتور أمجد قواتلي، أنه ربما قد تنذر الأعراض السريرية بوجود مشكلة قلبية عند الطفل، وهي في الحقيقة لها علاقة مباشرة بعمر الطفل AGE-SPECIFIC. فمثلا صعوبات الإرضاع عند الرضع من أهم العلامات والدلائل، وما يرافقه أيضاً من سرعة في التنفس وإعياء سريع أثناء الرضاعة، وهذا ما يشكل شكوى للأم عن طفلها لقلة وزنه والبطء في النمو، وهناك اعراض مهمة وهي التهابات الرئة والشعب الهوائية المتكررة عند هؤلاء الرضع، التي كثيرا ما تظهر بشكل ربو وتعالج على هذا الأساس بشكل خاطئ، بينما يكون السبب الأساسي وراءها زيادة حمل السوائل على الرئة التي تعطي أعراضا تنفسية بالدرجة الأولى، أما الأطفال الكبار فتبرز شكواهم أكثر، بشكل تعب سريع أثناء العب وعدم قدرتهم على مجاراة أقرانهم وحاجتهم المتكررة لاستراحة طويلة بعد عودتهم من المدرسة. والخطوة الأولى في تشخيص المرض عند الطفل، تبدأ بالفحص السريري، الذي يختلف حسب عمر الطفل، فمثلا في سن المواليد قد تكون نوبات الزرقة وضيق النفس أو حتى الصدمة Chock، هي الأعراض البارزة بغض النظر عن وجود أو غياب لغط قلبي Murmur. ويلاحظ بعد اختلاف لون الجلد والأغشية المخاطية، وبطء نمو الطفل، إضافة إلى فحص القلب لسماع أصوات إضافية أو نغمة قلبية أو اختلاف في شدة أصوات القلب أو سماع أصوات لا تسمع عادة عند الطفل الطبيعي.

ويجب ألا نسى التأكيد على سرعة النبض وقياس ضغط الدم الشرياني وقياس ضغط الدم كإجراء روتيني لكل طفل يزور عيادة الأطفال بصرف النظر عن شكواه الأصلية، لأن هناك كثيراً من أمراض القلب التي يكون مفتاح كشفها خاصة في سن المدرسة هو الخلل في قيمة الضغط الشرياني الانقباضي والانبساطي ونسبتها لبعضها.

أما الخطوة التشخيصية الثانية، فهي الاستعانة بتخطيط القلب الكهربائي ECG، مع صورة شعاعية بسيطة للصدر، وإجراء سونار للقلب Echo، الذي يعطي في الحقيقة التشخيص الدقيق والنهائي. وهي تختلف حسب نوع المرض وعمر المصاب، فمثلا هناك إجراءات تشخيصية وحتى علاجية للجني في بطن أمه، ومن ثم المولود لتحسين وظيفة القلب، وهناك أيضا إجراءات إسعافية تقتضي إجراء توسيع لثقبٍ بين الأذينين لتحسين تروية القلب والجسم عند المواليد الذين لديهم التشوه الولادي المسمى بتبادل موقع الأوعية الكبيرة TGA، وإذا لم يُشخص مباشرة بعد الولادة، يمكن أن يتسبب بوفاة الطفل لا سمح الله. ومع العلم أن المعالجة تكون دوائية أيضا عند هؤلاء المواليد لإبقاء القناة الشريانية عند الجنين مفتوحة بعد الولادة لضمان استمرار تدفق الدم لكل أعضاء الجسم والجهة اليسرى من القلب في العمر الأكبر، وخلال السنين الأولى من العمر. ويتابع الطفل بعد تشخيصه لمراقبة مدى تحمل جسمه مشكلة القلب الموجودة لديه، كأن يراقب معدل النمو عند هؤلاء الأطفال ونوبات الزرقة وضيق التنفس ومشاكل التهابات الرئة المتكررة، وهناك أدوية داعمة لعضلة القلب ومدرة للبول وغيرها وتختلف حسب شدة الحالة ونوع الإصابة.

* اتجاهات حديثة في علاج تشوهات قلب الأطفال > إن الاتجاهات الحديثة في العلاج تميل للابتعد عن الجراحة ومحاولة إغلاق الثقوب الولادية من خلال القسطرة القلبية وتصوير الأوعية أي من دون شق جراحي، كإغلاق القناة الشريانية والفتحة بين الأذينين. وفي الآونة الأخيرة كان هناك كثير من المحاولات الناجحة لإغلاق الفتحة بين البطينين أو مثلا توسيع الشرايين المتضيقة بالبالون من خلال مسبار يدخل للقلب من خلال عملية تصوير الأوعية من دون أي شق جراحي. ان الطفل الذي يعاني من مرض قلبي وتم إجراء عمل جراحي له من خلال القسطرة، يمكن أن يتناول كل أنواع الأطعمة، شرط أن تكون مغذية وتحتوي على ما يلزمه من الخضراوات والفاكهة والبروتينات والحوم.. الخ، وينصح بالإقلال من الملح، خصوصا في الفترة الأولى بعد الجراحة، وذلك لتجنب حبس السوائل، لا سيما عند الأطفال الذين كان لديهم مرض مزمن مجهد للقلب والرئة. ولا بد من التأكيد على أهمية الفحوص الدورية للأطفال بالنسبة لهذه الأمراض (أمراض القلب لسن الطفولة)، والحقيقة أن هذه الفحوص تبدأ في عمر الجنين، لذا نصح الأم الحامل بإجراء (سونار) للجني داخل الرحم للكشف عن أي عيب ولادي في هذا العمر المبكر لأنه كما ذكرنا أحيانا يمكن البدء بالمساعدة الطبية حتى داخل الرحم للحصول على جنين بنمو جيد يتحمل الإجراءات العلاجية مستقبلا، وقد تكون هناك حالات ميئوس منها، وفي حالة وجودها نطرح موضوع الإجهاض على الأهل لتوفير العناء النفسي والمادي على الأم والعائلة، ثم إن الفحص الدوري للأطفال الذين في سن الدراسة، يتطلب معايرة وقياسا لمعدل شحوم الدم على الأقل مرة كل خمس سنوات لأطفال العائلات السليمة، لكن بفترات متقاربة أكثر عند العائلات التي تكثر فيها أمراض قلب إكليلية في سن مبكرة: سكري، ارتفاع في الضغط الشرياني، أو حتى عندما يكون النظام الغذائي والصحي للعائلة غير مراقب، كأن تكون هناك بدانة مع الإكثار من الدهنيات والشحوم وعدم متابعة النشاط الرياضي البدني، وزيارة الطفل لعيادة الأطفال. من ناحية أخرى، من الضروري زيارة عيادة الأطفال بفواصل زمنية متقاربة في السنة الأولى من العمر، ليس فقط لمراقبة النمو وإعطاء التطعيمات الأساسية، إنما أيضا لملاحظة ظهور أي علامات جديدة لم تكن موجودة سابقا، مثل نفحة قلبية وتغير لون الجلد أو الأغشية المخاطية ولأن هذه الموجودات قد تكون الخطوة الأولى لتشخيص أي إصابة قلبية لم تكن معروفة سابقا. وهنا نؤكد مرة أخرى على ضرورة إجراء قياس للضغط الشرياني عند الأطفال كروتين أساسي، اعتبارا من السنة الثالثة من العمر حتى عندما يراجع الطفل لشكوى مرضية عادية، لأن هذا الإجراء البسيط قد يكون مفتاحا يكشف مرضا قلبيا خطيرا قابلا للعلاج عند الطفل، قبل أن تتفاقم الأمور وتسبب تضخما في القلب وتأثيراً في وظيفته.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.