تخطى إلى المحتوى

¤•!¦[•.مناهج التعليم في ظل العولمة.•]¦!•¤ 2024.

تشهد البشرية اليوم ظاهرة عالمية غربية تسمى ( العولمة ) تسعى لتوحد فكري ثقافي واجتماعي واقتصادي وسياسي؛ تحمل تحدياً قوياًً لهوية الإنسان العربي المسلم خاصة بما يستهدف الدين والقيم المثل والفضائل من خلال التركيز على الناحية الثقافية وتوظيف وسائل الإتصال ووسائل الإعلام ، والشبكة المعلوماتية (الإنترنت) والتقدم التكنولوجي بشكل عام لخدمة ذلك مما حول العالم إلى قرية صغيرة كما يقولون، فلم يعد هناك أي حواجز جغرافية..تاريخية..سياسية أو ثقافية ، و اصبح العالم يخضع لتأثيرات معلوماتية وإعلامية واحدة تحمل قيم مادية وثقافية ومبادئ لا تتلاءم مع قيمنا ومبادئنا ؛ منافية للدين الإسلامي كما أن هناك توجه استهلاكي مفرط نحوها .. دون وعي أو تمييز لنوعية المادة المستهلكة وتأثيرها على تربية وثقافة الأفراد المستهدفة تحت تأثير إغراء لا يقاوم من التدفق الصوري والإعلامي المتضمن انبهاراً يستفز ويستثير حواس ومدارك الأفراد بما يلغي عقولهم ويجعل الصورة التي تحطم الحاجز اللغوي هي مفتاح الثقافة الغربية الجديدة الذي تستهدفه العولمة، الأمر الذي يدعو إلى ضرورة سرعة مقاومة ذلك الغزو لحماية الهوية الثقافية العربية لحمايتها والإسلامية ، والعناية بالتربية والتعليم في مختلف مستوياتهما وأشكالهما هي الحصن المنيع.
ويرى د. الحامد ( 1419هـ: 105) " إن على التربية في المدرسة والبيت والمجتمع أن تتصدى لهذه الإشكالية، وأن توجد الوسائل المناسبة لحماية أجيالنا الصاعدة ، وأن توعيهم إلى مخاطر هذه القنوات الغازية ، وان تحصنهم من الداخل ، وتزودهم بالمهارات العقلية وبالقيم الأخلاقية القادرة على الوقوف في وجه الثقافات الدخيلة ."
ويدعو عشقي (1420هـ : 85) إلى إعادة بناء الشخصية الثقافية للأمة العربية والإسلامية بتجديد الفكر القومي وتحويله على الانتماء الثقافي والعودة لتراث الأمة القائم على الكتاب والسنة حتى نستطيع الحوار مع العولمة ونضمن عدم التأثر بمغرياتها .ويضيف السنبل (1420هـ: 8) " وإن تطوير التربية والتعليم لرهن بإصلاح عميق شامل طموح يتناول الأهداف فيدققها ، والطرائق والأساليب والوسائل فيجددها ويكيفها مع مقتضيات عصر العولمة وضرورة مواكبته ، والمحتويات فيحدثها ويجددها ، والمعلم فيزيد تدريبه والرفع من شأنه ، والمتعلم فيغرس في ذهنه ووجدانه ضرورة التعلم الذاتي والمستمر مدى الحياة. "
يقول د. يماني (1419هـ: 35) "إن القرن القادم قرن يتميز بأهمية المعلومات فيه ومن يملك المعلومة يملك عنصراً قوياً من عناصر القوة، ومن واجبنا أن نأخذ في عين الاعتبار أهمية العناية بالمعلومة في القرن القادم ، ونأخذ بيد أولادنا وناشئتنا ومدارسنا ومؤسساتنا للاستفادة من ثورة الاتصالات في العالم والإقبال على استخدام الكومبيوتر والاتصالات الإلكترونية "
ويرى الطرابلسي (1420هـ: 81 ) " مواجهة الغزو الثقافي والإعلامي لقوى العولمة، مؤسسة على ثوابت الهوية العربية وسماتها الإيمانية والحضارية الجامعة، ومسلحة بعقلية انفتاحية على كل منجزات الفكر والعلم والتكنولوجيا، تقرأها قراءة نقدية وتتفاعل معها لتطويعها بما يتناسب مع قواعد وضوابط فكرنا، فلا نرفضها بداعي الخوف والعداء لكل ما هو أجنبي، ولا نذوب فيها بتأثير عقد النقص تجاه الآخرين."
وإذا كان للثورة المعرفية تأثيرات إيجابية وسلبية فإنها ستخدم من يحسن الاستفادة من المعلومات والتقدم التكنولوجي والتغيير الثقافي في ظل الهوية العربية و الإسلامية ، وتوظيفها لزيادة القوة والثروة القومية.
ويؤكد شحاتة (1419هـ: 23) " أن النهضة الحقيقية في المجتمع لا تتم بدون إعادة النظر في المناهج الدراسية من حيث المحتوى والهدف لأن التعليم هو السبيل الوحيد للتحكم في مسار التنمية ورسم خريطة المستقبل، ولقد أثبتت التجارب دائماً .. أن التقدم قرين العلم والمعرفة، وأن رفاهية الشعوب لابد أن تعتمد على نظام تعليمي رشيد."
من هذا المنطلق اصبح التعليم حجر الزاوية في هذه المرحلة التي تستوجب توجيه الجهود وتسخيرها لتطوير عملية التربية والتعليم وتحسين مناهجها الدراسية في مختلف المراحل التعليمية مع الاهتمام بالنوعية وما يوافق متطلبات العصر واحتياجات المتعلمين في ظل العولمة إعداداً للتصدي لها والمواجهة، ويعتبر المنهج (المحتوى والطريقة) من أهم المداخل ضمن الإمكانيات التطويرية في التربية والتعليم يشمل عناصره : الأهداف والمعارف وأنشطة التعلم والتقييم، والتطور في المحتوى يلزمه تطور في الطريقة وتحسين استراتيجيات التعليم والتقويم في المدارس ويستلزم ذلك تطوير مهارات المعلمين أولاً من خلال التنمية العلمية التربوية والتقنية للمعلومات وتوظيفها في عملية التعليم والتعلم، مرتكزين على أسس ومبادئ التربية الإسلامية.
ويستوجب للتنمية والتربية أولا خلفية فلسفية وسياسية عامة، تتوافق والتصور الإسلامي مع اعتبار طبيعة المعرفة والإنسان واتجاهاته الأخلاقية ، أن تتصف التربية المستقبلية التنموية المنشودة بخصائص تلبي حاجة الإنسان العربي إلى النمو الشخصي والاجتماعي ، والوعي والمشاركة والفكر النقدي، والكفاية الاقتصادية والإنتاجية واستمرار هذه التربية مدى الحياة حسب الحاجة دون إضرار بالآخرين وبالبيئة الطبيعية والاجتماعية .

م/ن
خليجية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.