ولأن الزوج هو العنصر الأساسي في العلاقة فحالته المزاجية بالطبع تؤثر علي العلاقة الحميمية مع زوجته فلو كان مهموما أو مكتئبا أو مصابا بأحد الأمراض النفسية فهذا كفيل بأن يجعله يحجم عن إقامة العلاقة الجنسية ولذلك يقع علي الزوجة عبء التخفيف عنه ومساعدته حتي يجتاز تلك المرحلة فهي أقدر علي امتصاص الحالة النفسية له خصوصا إذا علمنا أن هذه العلاقة في المقام الأول والأخير علاقة مشتركة بينهما وأن أغلب المشكلات الأسرية تحل بالعلاقة الحميمة.
العلاقة الحميمة بين الزوجين يحكمها عدة عوامل أهمها قول الله تعالي ‘وجعل لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها’ هكذا بدأ حديثه الدكتور محمد عبد المنعم شعيب أستاذ الذكورة والعقم و عميد كلية الطب جامعة المنوفية قائلا: لو علم كل من الزوجين أن كلا منهما سكن للآخر فلن تكون هناك مشكلات, وبالطبع الحالة المزاجية للزوج تؤثر علي العلاقة الحميمة والعكس صحيح أي أن الحالة المزاجية للزوجة تؤثر علي العلاقة الحميمية،
ولكن إذا ما قارنا أيهما أكثر في التأثير سنجد أن حالة الزوجة المزاجية تؤثر في العلاقة الحمييمة أكثر من الزوج , فهي تؤثر في العلاقة بطريق مباشر وغير مباشر ,لأن الزوج خلق بطبعه لكي يكدح ويكافح, والزوجة لها دور أساسي وهو العناية بالزوج والأولاد والبيت. فلو حدث أن أحدا منهما فقد دوره ووظيفته الأساسية فهنا يحدث خلل في العلاقة الحميمة, ولكن تجدر الإشارة إلي أن الزوجة أقدر علي امتصاص الحالة النفسية للزوج وتفهم المشاكل التي تلم بالزوج،
ولذلك فهي أقدر علي امتصاص المشاكل الزوجية, فالزوجة هي الصدرالحنون للزوج فإذا عاد الزوج وحالته النفسية أو العصبية أو المزاجية غير سليمة واستوعبت الزوجة ذلك فهنا ستحقق العلاقة الحميمية المراد منها وكم من المشاكل الأسرية تحل بالعلاقة الحميمية, فكلا الطرفين مسئول عن أن العلاقة الحميمية تكون سوية وسليمة وجيدة .ومع ذلك فإننا لاننكر أن الزوج عليه دور مهم لأن الحالة النفسية يمكن أن تؤدي الي انطوائية الزوج واكتئابه أو بعده عن زوجته.
ويضيف مما لاشك فيه أن الحالة النفسية ترتبط ارتباطا وثيقا بالرغبة لأن الأخيرة تتولد عنها أحاسيس ومشاعر وهرمونات فإذا ساءت الحالة النفسية انعدمت الرغبة وتقل الرغبة ايضا بفعل عدة عوامل منها عدم التجديد وتتحكم في الرغبة عدة عوامل منها الود والأحاسيس والمشاعر الفياضة والتفرغ والتأمل والصفاء الذهني فلا يمكن أن يكون هناك إنسان لديه الكثير من المشاكل ويمارس العلاقة الحميمية.
ويقول الدكتور محمد شعيب إن العلاقة الحميمة تمر بعدة مراحل الأولي هي مرحلة فطرية ‘مرحلة المراهقة’ والثانية مرحلة مكتسبة تحكمها المشاعر’مرحلة الشباب’ والثالثة تحتاج إلي عوامل مساعدة ‘مرحلة ما قبل الشيخوخة ‘ وتجدر الإشارة إلي أنه إذا زاد معدل الثقافة الجنسية قلت الرغبة الجنسية ,’ والمقصود بالثقافة الجنسية هنا الثقافة الجنسية الخاطئة ‘مثل مشاهدة الأفلام الإباحية أو الممارسات غير الشرعية ‘فهذه الأشياء تقلل الرغبة في الممارسة مع الزوجة وفي النهاية أود أن أوضح أن الجنس في العلاقات الحميمية عبارة عن سمو روحي واستمتاع وإرضاء للطرف الآخر وليست غريزة حيوانية .
ويؤكد الدكتور فاروق لطيف أستاذ الطب النفسي بكلية الطب جامعة عين شمس أن الحالة النفسية للزوج تؤثر علي العلاقة الحميمية بين الزوجين فهي تؤثر علي مقدرته الجنسية لأنها تقلل لديه الشهوة وهذه الأخيرة هي مفتاح المقدرة, ومن الأمراض النفسية التي إذا ما أصيب بها الزوج تؤثر في مقدرته الجنسية مرض الاكتئاب والفصام وهذان المرضان هما الأكثر شيوعا. ومما لاشك فيه أن العقاقير التي تؤخذ لعلاج بعض الأمراض النفسية تؤثر في المقدرة الجنسية, وهناك العديد من العوامل التي تقلل من الرغبة والمقدرة لدي الزوج منها المزاج المتقلب, وعدم التوافق الزوجي بين الزوجين, والخلافات الكثيرة بينهما ,
وعدم اهتمام الزوجة بنفسها وشكلها, وكثرة الضغوط الحياتية. وهناك العديد من الأمراض العضوية التي تؤثر علي المقدرة الجنسية أهمها مرض السكر والالتهابات الجلدية. وقد يلجأ البعض إلي استعمال الأدوية والمخدرات ظنا منهم أنهما تزيدان من المقدرة الجنسية ولكن هذه الزيادة زيادة جسدية بلا عاطفية. أما استعمال المنشطات فتستخدم كعلاج في المقام الأول والأخير أكثر منها منشطات, فهي تؤخذ لتحسين الأداء الزوجي والفسيولوجي وزيادة المقدرة،
وتواصلها أما الفياجرا فهذه ليست منشطات بقدر ما هي علاجات لكبار السن وليست علاجا للشباب فمع كبر السن هناك مواد معينة تدخل في زيادة كمية الدم في العضو الذكري لكي ينتصب فمما لاشك فيه أن الإنسان عندما يكبر تقل كفاءة جميع أجهزة جسده فلو علمنا أن العملية الجنسية مجهودها يساوي مجهود صعود ثلاثة طوابق, فبالطبع فهي عملية شاقة علي كبار السن , ولذلك فأنا أنصح الشباب بعدم تناول هذا العقار من تلقاء أنفسهم ولابد من استشارة الطبيب حتي لايعرضوا أنفسهم للمخاطر .
الاكتئاب وفقدان الرغبة
أما الدكتور إسماعيل يوسف أستاذ الطب النفسي بكلية الطب جامعة قناة السويس فيقول : لدينا في المجتمع المصري مشكلة كبيرة وهي عدم وجود الوعي المطلوب بالأمراض النفسية فيمكن أن تصاب الزوجة علي سبيل المثال بمرض الاكتئاب فور عملية الولادة ولا يعلم الزوج انها مريضة ولذلك نجده يتهمها بالتقصير والإهمال وفي الحقيقة أنها مريضة ويكون من نتيجة ذلك أن يلجأ الزوج إلي تطليقها ومر علي كثير من هذه الحالات في العيادة. فالكثير من المشكلات الزوجية يكون من أسبابها إصابة أحد الزوجين بمرض نفسي, ومن أكثر الأمراض النفسية التي تؤدي إلي فقدان الرغبة مرض الاكتئاب و القلق النفسي ،
ومرض الزهايمر المبكر الذي غالبا ما ياتي في سن من 40 :45 فهذا المرض يمكن أن يؤثر علي العلاقة الزوجية فلابد أن يكون لدينا وعي بأن الامراض النفسية موجودة ويمكن أن تؤثر علي علاقات الناس مع بعضهم البعض فلابد أن نبعد عن وصمة العار بالنسبة للمرض النفسي فمما لا شك فيه أن الأمراض النفسية مثلها مثل الأمراض العضوية تماما, ويجب أن لا توصم صاحبها بوصمة العار, فعندما تكون هناك خلافات بين الزوجين،
فإن أحد مخارجها العرض علي الطبيب النفسي فهذه خطوة مهمة لحل المشاكل النفسية. في النهاية أود أن أقول إن الوقاية خير من العلاج خصوصا في الأمراض النفسية, فالشخص يجب أن يكون لديه الكثير من العلاقات الاجتماعية والهوايات ويجب عليه أن يمارس الرياضة بشكل منتظم فهذه الأشياء تعمل علي حمايته من الأمراض النفسية كما أن التأمل و الرسم و الموسيقي من شأنها ايضا ان تقي من الأمراض النفسية, فنحن قمنا بعمل دراسة منذ 5سنوات ووجدنا ان 80% من الناس لديهم أعراض اكتئابية و20% منهم مصابون بمرض الاكتئاب.
الممارسة بدون استمتاع
ويري الدكتور أسامة رشاد أستشاري الجلدية والتناسلية والذكورة والعقم أن الحالة النفسية للزوج تؤثر علي العلاقة الحميمة تأثيرا سلبيا لأن هذه العملية, عملية مشتركة بين الزوجين فإن لم تكن علي ما يرام فيمكن أن تؤدي الي عزوف أحد الزوجين عنها, ومن المتعارف عليه أن الزوج السعيد في فراشه يكون سعيدا في حياته الزوجية , فانشغال التفكير في أشياء أخري عن العلاقة يجعل الممارسة بدون استمتاع ،
,فالممارسة لابد أن تكون بذهن صاف ولذلك نجد أن الضغوط الاقتصادية والمادية والخلافات الزوجية والتوتر تؤثر علي العلاقة الحميمة وأيضا الهواجس النفسية لها تأثير علي هذه العلاقة ولذلك فيجب استشارة الطبيب المختص حتي يفرق بين المرض النفسي والمرض العضوي ليتم العلاج المناسب فضعف الانتصاب له أسباب عديدة منها التهاب الأعصاب والالتهابات البكتيرية وضعف الشرايين وسوء الحالة النفسية ولذلك يجب الوقوف علي أسبابها حتي يتم العلاج المناسب.
تسلم يمناك ياغاليه