تخطى إلى المحتوى

أهل البيت كما وصفهم نبينا محمد صل الله علي وعلى أهل بيته وصحبه 2024.

بسم الله الرحمن الرحيم.

الحمد لله على ما أنعم و له الشكر على ما ألهم .

و أفضل الصلاة و أزكى التسليم على خير الخلائق أجمعين محمد و آله الطاهرين .

و اللعن الدائم المؤبد على أعدائهم أجمعين إلى قيام يوم الدين .

أهل البيت (عليهم السلام) عنوان مضيء في حياة الإنسانية، وعنوان شامخ في حركة التاريخ والمسيرة الإسلامية، نطق به الوحي الإلهي، ونطق به رسول الله (صلى الله عليه وآله)، ولهج بذكره المسلمون من جميع المذاهب، وهم أعلام الهدى وقدوة المتقين، وهم مأوى أفئدة المسلمين من جميع أقطار الأرض، عرفوا بالعلم والحكمة والإخلاص والوفاء والصدق والحلم، وسائر صفات الكمال في الشخصية الإسلامية، فكانوا قدوة للمسلين، وروّاد الحركة الإصلاحية والتغيرية في المسيرة الإسلامية.

وأهل البيت (عليهم السلام) هم المنقذ والمنجي الوحيد للإنساية في الدنيا والآخرة، كما وصفهم رسول الله (صلى الله عليه وآله): (ألا إنّ مثل أهل بيتي فيكم مثل سفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلّف عنها غرق)(1).

وهم أمان للإنساية وللأمة الإسلامية، قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): (النجوم أمان لأهل الأرض من الغرق وأهل بيتي أمان لأمتي من الاختلاف فإذا خالفتها قبيلة من العرب اختلفوا فصاروا حزب إبليس)(2).

ووصفهم أمير المؤمنين (عليه السلام) : (هم عيش العلم وموت الجهل، يخبركم حلمهم عن علمهم وظاهرهم عن باطنهم، وصمتهم عن حكم منطقهم، لا يخالفون الحقّ ولا يختلفون فيه، وهم دعائم الإسلام ولائج الاعتصام؛ بهم عاد الحقّ إلى نصابه… عقلوا الدين عقل وعاية لا عقل سماع ورواية)(3).

وهم الميزان والمعيار لتقييم وتقويم الأشخاص والوجودات والمواقف، ومعرفة مدى قربهم وبعدهم عن المنهج الإلهي في الحياة.

قال أمير المؤمنين (عليه السلام): (نحن النمرقة الوسطى، بها يلحق التالي، واليها يرجع الغالي)(4).

ودور أهل البيت (عليهم السلام) في الحياة الإنسانية هو دور القدوة والحجّة، وكل الأدوار الباقية متفرعة عن هذا الدور، ودور القدوة والحجّة هو دور الوصل بين السماء والأرض، والوصل بين الله تعالى والإنسان، فهم (عليهم السلام) حج الله على العباد إلى يوم القيامة، وإنّ الواجب على المسلمين هو الإقتداء بهم في جميع مقومات الشخصية الإنسانية وهي: الفكر والعاطفة والسلوك، وفي جميع مجالات الحياة العملية، وهم سفن النجاة في الدنيا وفي الآخرة لمن اقتدى بهم، بعد إيمانه بإمامتهم وقيادتهم للإنساية جمعاء.

والإقتداء بهم يستلزم ربط الناس بهم فكرياً وعاطفياً وسلوكياً قبل كل شيء، والذي يتوقف منطقياً على إحياء ذكرهم، وقد وردت روايات متظافرة ومتواترة على أهمية هذا الإحياء، وكما ورد عن الإمام جعفر الصادق (عليه السلام) أنّه قال:(اتقوا الله وكونوا أخوة بررة متحابّين في الله متواصلين متواضعين متراحمين، تزاوروا وتلاقوا وتذاكروا وأحيوا أمرنا)(5).

وأفضل مواسم الإحياء المكثفة هي مواسم عاشوراء وصفر، وإن كان المطلوب هو إحياء ذكرهم في كل وقت، ولكن لعاشوراء وصفر ظروفاً خاصة تشعر الإنسان والمجتمع الموالي بأنه يعيش الإحياء المندك بكل كيانه وأعماق نفسه.

ولعاشوراء أهمية استثنائية و للإما الحسين (عليه السلام) أهمية استثنائية لان دمه الزكي أبقى للإسلام وجوده وكيانه ومعالمه، ولولا دمه الزكي لتمكن يزيد والحكم الأموي من طمس معالم الدين وإعادة الجاهلية بلباس إسلامي أولاً ومن ثم الانسلاخ من هذا اللباس نهائياً.

وهذه الأهمية الاستثنائية لم تأت اعتباطاً، فقد جاءت بعد أحاديث شريفة عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) تؤكد هذه الأهمية حيث ركزت على شخصية الإمام الحسين (عليه السلام) وعلى خصوصيات ثورته وتضحياته، واعتباره محي الدين والشريعة، وقد ورد ذلك في قوله (صلى الله عليه وآله): (حسين مني وأنا من حسين)(6).

وردت روايات عديدة عن أمير المؤمنين (عليه السلام) بحق الإمام الحسين (عليه السلام) ومنها قوله (عليه السلام): (كلنا سفن النجاة وسفينة الحسين أسرع) (كلنا أبواب النجاة وباب الحسين أوسع).

وقد تناقل الصحابة والتابعون الكثير من الروايات التي تؤكد استشهاد الإمام الحسين (عليه السلام) وجوب نصرته وثواب إحياء ذكراه وزيارته ، وإضافة إلى ذلك أكدّ أهل البيت (عليهم السلام) على إحياء هذه الذكرى وكانوا يقومون بإحيائها في بيوتهم وبيوت أصحابهم.

وخلاصة ما تقدّم إنّ المصداق الأوسع والأشمل والأظهر لإحياء أمر أهل البيت (عليهم السلام) هو إحياء الإمام الحسين (عليه السلام) واقعة الطف وما تبعها من أحداث كالسبي ودور العقيلة زينب (عليها السلام) في إحياء وتجديد الذكرى بكل أبعادها.

وإحياء الذكرى ينبغي أن يكون إحياءً حقيقياً ينسجم مع تعاليم وتوصيات وإرشادات أهل البيت (عليهم السلام) وينسجم مع دورهم في الحياة باعتبارهم أئمة وقادة وحج وقدوة للناس أجمعين، وكل لون من الإحياء هو أمر محبوب ومرغوب،ولكن الإحياء الأنسب والأصوب هو إحياء لجميع ما تعلق بأهل البيت (عليهم السلام) وكلّ مثاب عليه.

قال الإمام جعفر الصادق (عليه السلام): (نفس المهموم لنا المغتم لظلمنا تسبيح وهمّه لأمرنا عبادة وكتمانه لسرنا جهاد في سبيل الله).

وإحياء ذكرى أو أمر أهل البيت (عليهم السلام) سواء كان في عاشوراء أو في بقية الأشهر والأيام، أو إحياء ذكرى الإمام الحسين (عليه السلام) ينبغي أن يكون إحياءً شاملاً متكاملاً، وينبغي أن يعمل كل إنسان ما بوسعه من أجل هذا الإحياء كل حسب طاقته وامكاناته، وكلّ حسب فهمه وعيه، فكل مظهر من مظاهر الإحياء محبوب مرغوب فيه مادام منسجماً مع ثوابت الشريعة الإسلامية واقعاً في أحد دوائر أو مجالات أو أقسام الحكم الشرعي: الواجب، أو الاستحباب أو الإباحة

فأيننا نحن عن هؤلاء العظماء الذي يصفهم النبي صل الله عليه وعلى أله وصحبه
(ألا إنّ مثل أهل بيتي فيكم مثل سفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلّف عنها غرق)

خليجية
بارك الله فيك
خليجية
خليجية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.