أنا الأقصى المبارك… لاتخذلونيهل تعلمون من أنا ؟ أنا أولى القبلتين وثاني المسجدين وثالث مسجد تشد له الرحال .
أنا أولى القبلتين لأن محمد لما شرع في الصلاة ، كان قد اتخذني قبلة له ولصحبه الكرام ، قبل أن يولوا وجوههم شطر المسجد الحرام .
أنا ثاني المسجدين ، لأنني ولدت على الأرض بعد أربعين عاما من ميلاد المسجد الحرام ، فهذا الصحابي أبو ذر يسأل رسول الله عن أول بيت بني لله في الأرض أولا ، فقال له رسول الله المسجد الحرام ، ثم سأله أبو ذر عن البيت الذي بني بعده لله في الأرض ، فقال له رسول الله المسجد الأقصى ، فسأله أبو ذر عن الفترة التي كانت بينهما ، فقال له رسول الله أربعون عاما ، فأنا ثاني بيت بني لله في الأرض بعد المسجد الحرام ، فواعجبي كل المساجد بنيت بعدي ، فكيف يرضى المسلمون في كل العالم أن تطهر كل المساجد الا أنا ؟ كيف يرضى المسلمون في كل العالم أن تحرر كل المساجد الا أنا ؟ كيف يرضى المسلمون في كل العالم أن تعصم دماء المصلين في كل المساجد الا أنا ؟ نعم أنا المحروق محرابي وأبوابي فأين المسلمون ؟ أنا الذين قتلوا عباده صغارا وكبارا ورجالا ونساء ، فأين المسلمون ؟ أنا الذي يحفرون الأنفاق من تحتي فأين المسلمون ، أنا الذي تداس أرضه بأحذية الجنود المحتلين، فأين المسلمون ؟ أنا الذي يدبر له كي يهدم ليغدو أثرا بعد عين، فأين المسلمون ؟
أنا ثالث تشد له الرحال، فصلاة في المسجد الحرام تعدل مئة الف صلاة فيما سواه ، وصلاة في المسجد النبوي الشريف تعدل الف صلاة فيما سواه الا المسجد الحرام وصلاة في محرابي يا احبابي تعدل خمسمائة صلاة فيما سواه الا المسجد الحرام والمسجد النبوي الشريف فواعجبي هل من مشمر للجنة ؟ فلماذا لا يشدون الرحال إلي ؟ الا يعلمون أن الساعة رباط في حرمي تعدل خمسمائة ساعة رباط فيما سواي الا المسجد الحرام والمسجد النبوي الشريف ؟ فأين المرابطون في حرمي وفي جواري ؟ انتصر بهم وينتصرون بي والناصر هو الله تعالى !! أين القاهرون لعدوهم الذين ما زادهم جمع الناس لهم الا أن قالوا حسبنا الله ونعم الوكيل ؟ الا يعلمون ان ساعة اعتكاف تحت قبابي وفي ظلال مآذني تعدل خمسمائة ساعة إعتكاف فيما سواي الا المسجد الحرام والمسجد النبوي الشريف ؟ فأين ورثة حبيبي محمد ؟ أين أحفاد عمر بن الخطاب رضي الله عنه ؟ أين أتباع صلاح الدين الأيوبي رحمه الله ؟ أنا الأقصى المبارك فلا تخذلوني !! نعم أنا الأقصى المبارك ولا فخر
ساحة البراق والجدار الغربي للمسجد الاقصى
ما الذي يجري عند حائط البراق والجدار الغربي للمسجد الأقصى؟!
أعمال إنشائية واستيلاء اسرائيلي متواصل وافتتاح مزيد من الكنس اليهودية والمخفي أعظم!!
مؤسسة الأقصى
حذرت مؤسسة الأقصى خلال العامين الماضيين أكثر من مرة من أعمال إنشائية تقوم بها المؤسسة الاسرائيلية "سراً" أسفل حائط البراق وفي المنطقة المجاورة للجدار الغربي للمسجد الأقصى ، معتمدة على مشاهدات عن بعد رصدتها مؤسسة الاقصى ، وقد عمدت المؤسسة الاسرائيلية وأذرعها المختلفة التكتم على هذه الأعمال وإخفائها بستار بلاستيكي أسود سميك حجب الرؤية لفترة طويلة من الزمن
يوم الأحد الأخيرة كُشف المستور وبحضور رئيس الدولة " موشيه كتساب" وشخصيات دينية وسياسية يهودية وبمراسيم احتفالية في الموقع تم افتتاح ما أطلقوا عليه "قاعة صلاة كبيرة وإدخال كتب توراة "، حيث طالب "كتساب" خلال المراسيم الاحتفالية بتنفيذ مخطط لربط طرفي طريق ما سماه بالطريق الهرودياني ابتداء من أسفل حائط البراق وانتهاء بحي سلوان المحاذي للجدار الجنوبي للمسجد الأقصى المبارك .
تصريحات كتساب هذه وهو المحسوب على الفريق الذي يدعو الى تقسيم المسجد الأقصى بين اليهود والمسلمين ، أضاءت مزيدا من الضوء الأحمر ودفعت مؤسسة الأقصى المسارعة لزيارة منطقة حائط البراق وبالتحديد الى الموقع الذي أفتتح يوم الأحد ، وطبعا ليس من السهل لمسلم عربي فلسطيني أن يدخل الى هذه المنطقة المحاطة من جهاتها الثلاث بقوات وحواجز شرطية مكثفة ، هناك في الحاجز الشمالي آخر شارع الواد يدخل الوافدون من يهود وسياح أجانب الى منطقة حائط البراق بكل سهولة ويسر ، أما نحن فقد استوقفنا الشرطيون ، استجواب وتعليق ومساءلة لنا عن هويتنا وهدفنا من زيارة حائط البراق ووجهتنا المحددة ، الجواب صريح وواضح نحن اعلاميون قرأنا خبرا عن "افتتاح" قاعة للصلاة في منطقة حائط البراق والمكان مفتوح للجمهور العام حسب ما ذكر في وسائل الاعلام الاسرائيلية ، ونريد أن نعّد تقريراً عن الموقع ، "الأمر غريب بالنسبة لهم " ، ولذلك طلبوا منا باللغة "المتدارجة" عندهم عندما يتكلمون مع مسلم عربي فلسطيني وبالنبرة الاستعلائية الوقوف جانبا :" من الناحية المبدئية لا يسمح لكم بالدخول الى هذا الموقع ولو كنتم صحفيون، " أجبناهم اننا بصفتنا صحفيون ونحمل بطاقة الصحافة فيجوز لنا أن ندخل الى الموقع وأن نكتب عنه ، لجوابهم :" دعنا نسأل الضابط وهو الذي سيقرر وعلى أغلب الظن فلن يسمح لكم بالدخول " ، تعتلي نبرة النقاش بيننا وبين الشرطيون على الحاجز البوليسي ، الا أنه بعد نصف ساعة بالتقريب يأتي الجواب من الضابط بأنه لا مانع من دخولنا الى منطقة حائط البراق ، يتم تفتيشنا وأغراضنا ونتقدم الى الأمام ، عبر اقواس تنكز – أو ما اشتهر عربيا بأقواس " ام البنات" – الحاملة للمدرسة التنكزية المشهورة من العهد المملوكي – دخلنا الى ساحة حائط البراق ، حيث احتشد المئات من اليهود المتدينين وغير المتدينين في الساحة وعند حائط البراق – الذي يسمونه حائط المبكى زورا وبهتانا- وعلى الجهة اليسرى شمالاً وعبر باب ليس بالكبير دخلنا الى الموقع الذي وقف فيه قبل أيام رئيس الدولة وعدد من رجال الدين والساسة اليهود ووضعوا عددا من أسفار التوراة ، والموقع هو استمرار لحائط البراق وجزء لا يتجزأ من الحائط الغربي للمسجد الأقصى ويقع أسفل المدرسة التنكزية وهي الأخرى جزء لا ي تجزأ من المسجد الأقصى المبارك ، والموقع عبارة عن قناطر واسعة وأقواس وفناء واسع يشكل روعة من البناء المعماري الاسلامي بطول نحو خمسين مترا وارتفاع نحو 15 مترا وعرض نحو 10 أمتار ، المكان محتشد بيهود يؤدون " الصلوات" ويحملون أسفار التوراة في أنحاء الفناء كله ، الأعمال الإنشائية الجديدة واضحة للعيان ، شبكات الإنارة والمكيفات الجديدة ، خزانة التوراة الكبيرة وأخرى صغيرة ، الأقمشة الفاخرة على طاولات القراءة ، الكتب الدينية اليهودية في كل ناحية ، والمعنى أن المكان الجديد هو عبارة عن كنيس يهودي بكل معنى الكلمة ، فحسب التعريف المشهور للكنيس هو عبارة عن قاعة صلاة تتضمن خزانة مقدسة تحوي أسفارا من التوراة تُؤدى فيها الصلوات ، فالمكان اذا هو كنيس يهودي في منطقة حائط البراق والجدار الغربي من المسجد الأقصى ، والمكان وقف اسلامي وجزء لا يتجزأ من المسجد الأقصى المبارك .
فتحات زجاجية في الموقع تبين حفريات اسرائيلية في الاسفل
في صدر المكان وضعت خزانة يعتبرونها " الخزانة المقدسة" وقد نقش عليها بخط عبري وبأحرف بارزة " وكانت عيوني وقلبي ترنو إليك في كل يوم " ويقصدون أن أعينهم وقلوبهم منذ غابر السنين كانت تتجه الى الهيكل ، ولعها الجمل التي تعبر عن أطماعهم وأحلامهم ببناء الهيكل الثالث على حساب المسجد الاقصى المبارك ، إلاّ أن الملفت للنظر أنه في الطرف الشمالي للموقع قد وضع حاجز زجاجي على طول الواجهة الشمالية يحجب الرؤية الى الداخل مما قد يشير الى أعمال أخرى تجري خلف هذا الحاجز الزجاجي ولعلها أعمال متواصلة يبتغون من ورائها ربط هذا "الكنيس" برباط الكرد القريب من المنطقة والذي يطلق عليه اليهود زورا وبهتانا "المبكى الصغير"، ليس هذا فحسب وإنما يلفت النظر أن هناك فتحات زجاجية موضوعة على أرضية الموقع والعجب أن هذه الفتحات الزجاجية تطل الى أسفل حائط البراق يُرى عبرها أعمال حفريات جارية الى وجهة غير معلومة ، وفي المنطقة نفسها هناك فتحات علوية يسلك اليها بدرج لا يمكن الصعود إليه وهي الأخرى تشير الى أعمار حفرية متواصلة .
درج وفتحة غير معلومة الجهة تشير الى حفريات في الموقع
حصيلة الأمر ان المؤسسة الاسرائيلية تستولي على المنطقة بأسرها تدريجيا وتقوم بتغيير المعالم الاسلامية يوما بعد يوم ولعلها الخطوات الأولى لبناء الهيكل الثالث المزعوم اذ أنه قبل سنتين تم افتتاح موقع صلاة خاص لما يطلقون عليه "المتدينون الجدد" في المنطقة الواقعة أقصى جنوب حائط البراق بالقرب من طريق باب المغاربة ، وبعد وقت قليل تم تركيب جسر خشبي جديد ، يقتحم عن طريقه اليهود والشرطة الاسرائيلية وعبر باب المغاربة الى داخل المسجد الأقصى ، وأعلن حينها عن مخطط لهدم المعالم الأثرية الاسلامية أسفل باب المغاربة ، في حين أعلنت الحكومة الاسرائيلية قبل اشهر تخصيص مبلغ 68 مليون شيقل لأعمال إنشائية في منطقة حائط البراق وأسفل المسجد الأقصى ، ويأتي تصريح موشيه كتساب المطالب بتنفيذ مخطط واستكمال اعمال الحفريات لربط مقطعي الطريق الهرودياني ، فإذا كنا قد علمنا أن احد سيناريوهات بناء الهيكل الثالث هو إقامة أربعة أعمدة كبيرة وطويلة في ساحة البراق وبناء الهيكل الثالث " المؤقت " فوق الأعمدة هذه ليطل من خلالها على المسجد الأقصى فإن الوجهة الاسرائيلية تتجه نحو مزيد من إيقاع الأذى والسيطرة على المسجد الأقصى وعلى حائط البراق وكل محيط المسجد الأقصى المبارك ، فالتساؤل الذي يطرح نفسه هذا ما استطعنا أن نراه أو أن نطلع عليه ولكن المخفي غير المعلوم هو أكثر بكثير ؟!
¤¤¤¤¤¤¤¤
أخطار تهدد المسجد الأقصى المبارك
وضع اليهود والمنظمات الصهيونية نصب أعينهم إقامة هيكلهم المزعوم على أنقاض المسجد الأقصى المبارك بعد تدميره، وذلك منذ أن نشأت المسألة اليهودية في أوروبا في أواخر القرن التاسع عشر الميلادي . ولقد بذل اليهود في سبيل ذلك كل الجهود التي تمكنهم من ذلك وعلى مختلف الصعد العملية والعسكرية
التضليل الإعلامي :
حرصت وزارة السياحة ومنذ احتلال إسرائيل لمدينة القدس الشرقية عام 1967م على تضليل الأفواج السياحية القادمة من مختلف أنحاء العالم وتغييب التاريخ الإسلامي الممتد على مدار 14 قرناً من الزمان في المدينة بشكل عام وفي المسجد الأقصى بشكل خاص، حيث منعت المرشدين السياحيين من العرب من مزاولة مهنة الإرشاد السياحي وعدم إعطاء رخصة مزاولة المهنة إلا للمرشدين السياحيين من اليهود، وفي ذلك يقول أحد القادة الإسرائيليين :-
"يمكن للعربي أن يصبح طياراً في سلاح الجو الإسرائيلي، لكن لا يمكن أن يصبح مرشداً سياحياً"
وفي ذلك بدأ اليهود تضليل الرأي العام العالمي، والأفواج السياحية بمرافقتهم بمرشدين سياحيين إسرائيليين داخل المسجد الأقصى المبارك والترويج لأساطير التوراة والتلمود وحول ما يسمونه بجبل الهيكل المزعوم . وعن اغتصاب العرب المسلمين لهذه المنطقة وهدمهم لتراثهم الديني الذي يثبته أي أثر تاريخي أو معماري طوال ثلاثين سنة من التنقيب عن الآثار .
وقد منعت وزارة السياحة الأفواج السياحية من التجول في البلدة القديمة في القدس، حيث يسمح للسياح بالدخول من باب المغاربة فقط ويخرجون منه وبذلك لا يزورون أي حي عربي في البلدة القديمة . وبذلك استطاعت إسرائيل وعلى مدار 33 سنة من الاحتلال أن توجد رأياً عالمياً لها في إقامة الهيكل على أرض المسجد الأقصى المبارك بوصفه حقاً دينياً مقدساً لا يمكن التنازل عنه تحت أي ظرف من الظروف
الاعتداءات على المسجد الأقصى :
قامت إسرائيل ومنذ اليوم الأول في احتلالها للقدس الشرقية عام 1967م بتغيير الوضع القائم في المسجد الأقصى، وإيجاد وضع قائم جديد يكرس سيطرة اليهود على المسجد فقامت بما يلي :-
في الحادي عشر من حزيران عام 1967م قامت إسرائيل بهدم حارة المغاربة المجاورة للحائط الغربي للمسجد الأقصى بعد مهلة 24 ساعة أعطيت للسكان لإخلاء الحي، حيث تم طرد 650 عربي من حارة المغاربة التي أوقفها عليهم الملك الأفضل الأيوبي في القرن الثالث عشر الميلادي، كما تم طرد 3000 عربي من حارة الشرف، التي أطلق عليها فيما بعد حارة اليهود . وبهدم حارة المغاربة استولى اليهود على الحائط الغربي للمسجد (حائط البراق) وأطلقوا عليها زوراً وبهتاناً حائط المبكى . وتوسيع الساحة الملاحقة له .
قام اليهود وفي نفس الفترة من عام 1967م بهدم الزاوية الغربية للمسجد الأقصى والمعروفة بالزاوية الفخرية وهدموا 14 منزلاً فيها .
قامت الشرطة الإسرائيلية بتاريخ 31/8/1967م بالاستيلاء على مفتاح باب المغاربة (وهو من أبواب المسجد الأقصى) .
قامت إسرائيل في عام 1969م وبحجة المحافظة على أمن اليهود في حائط البراق الشريف (المبكى) بالاستيلاء على المدرسة التنكزية والمطلة على ساحة المسجد الأقصى المبارك وقاموا بطرد 105 أشخاص من 10 منازل إلى جانب المدرسة، وقاموا بتحويل المدرسة إلى مقر لحرس الحدود الإسرائيلي .
قام اليهودي الأسترالي وينس دوهان وفي وقت لاحق من عام 1969 بإحراق الجزء الجنوبي من المسجد الأقصى المبارك حيث تم إحراق منبر صلاح الدين الأيوبي والحائط الجنوبي الذي تعود زخارفه إلى العهدين الأموي والعباسي، وقد اعتقلته الشرطة الإسرائيلية وقامت بترحيله بحجة أنه مختل عقلياً !!!
في عام 1975 سمحت إحدى المحاكم الإسرائيلية بالسماح لليهود بالصلاة في المسجد الأقصى بالتعاون مع الشرطة الإسرائيلية في ساحات المسجد .
قامت الشرطة الإسرائيلية بالاستيلاء والسيطرة على بوابات المسجد الأقصى المبارك ومنع المصلين من الدخول إلى المسجد بحجة المحافظة على الأمن داخل المسجد .
قام اليهود بعدد من المجازر والمذابح ضد المصلين في المسجد الأقصى المبارك، كان أشهرها المذبحة التي قامت بها القوات الإسرائيلية بتاريخ 8/10/1990م والتي أدت إلى استشهاد 18 مصلياً وإصابة مئات الجرحى داخل المسجد .
تقوم إسرائيل ومنذ احتلالها عام 1967م بمنع أي محاولة للترميم داخل المسجد للأبنية الإسلامية فيه من مساجد وقباب وسبل في محاولة لجعلها تسقط لانعدام الترميم فيها، فهي تقوم بمنع إدخال أي مواد للبناء أو الإصلاح إلى المسجد .
إن الاعتداءات الإسرائيلية على المسجد الأقصى المبارك بدأت تتكرر وبصورة شبه يومية في السنوات الأخيرة وفي ظل تصاعد الحديث عن المرحلة النهائية في المفاوضات السلمية بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية
الأنفاق في محيط المسجد الأقصى المبارك :
قامت سلطة الآثار الإسرائيلية ووزارة الأديان بجهود حيثية للتنقيب عن الآثار اليهودية المزعومة وحفر الأنفاق على طول الحائط الجنوبي والغربي للمسجد الأقصى المبارك ويصل طول النفق الذي يمتد اليوم من باب المغارة وحتى المدرسة العمرية، ما يقرب من 591 متراً . وقد أدت هذه الحفريات إلى تصدع جميع الأبنية الإسلامية من مساجد وزوايا على الحائط الغربي للمسجد وسقوط بعضها .
ويقيم اليهود مجموعة من الكيس والمعابد في هذه الأنفاق ويحاولون بشكل مستمر التسلل إلى داخل المسجد عبر هذه الأنفاق للوصول إلى قبة الصخرة المشرفة . وما تزال هذه الحفريات مستمرة منذ 33 سنة وحتى يومنا هذا
الحركات الصهيونية المتطرفة والهيكل المزعوم :
قامت الحركات اليهودية بإقامة عدد كبير من المخططات للهيكل وفق نصوص التوراة والتلمود . كما أنها فرغت من إعداد جميع الأدوات اللازمة للهيكل حتى ملابس الكهنة والحاخامات . ويخطط اليهود لإقامة هيكلهم في الوقت الحالي في عدد من الأماكن التالية :-
– على طول الحائط الشرقي وفوق الباب الذهبي بشكل خاص .
– على طول الحائط الشمالي في موقف الأوقاف الإسلامية ويشمل المدرسة العمرية المطلة على المسجد الأقصى المبارك .
– على الحائط الغربي للمسجد وفوق المدرسة التنكزية التي أقامها الأمير تنكز الناصري في عهد المماليك .
– في ساحة البراق نفسها حيث يخططون لرفع الهيكل على أعمدة ضخمة بحيث يكون أعلى من قبة الصخرة المشرفة وأضخم منها .
واليهود لا يرون في هذا الواقع سوى حل مؤقت فقط تمهيداً للاستيلاء على المسجد جميعه وحرمان المسلمين من دخوله، وفق ما أظهرت مفاوضات كامب ديفيد الأخيرة في الولايات المتحدة الأمريكية .
والمسلمون في مدينة القدس بشكل خاص وفي فلسطين بشكل عام وبالتعاون مع وزارة الأوقاف الإسلامية يبذلون كل ما في وسعهم لرد الاعتداءات عن المسجد الأقصى المبارك ومنع اليهود من تهديده بشتى الوسائل والسبل، وهم ينتظرون في سبيل ذلك دعم إخوانهم المسلمين في كل أنحاء العالم شعوباً وحكومات ومنظمات أهلية .
¤¤¤¤¤¤¤¤
صورة لانهيار في طريق المغاربة بسبب الحفريات الاسرائيلية المتواصلة في المكان
الحفريات تحت الأقصى خطر داهم ورسالة مزيفة لغسيل الأدمغة
الشبكة الإسلامية
يُثار من حين لآخر حديث حول الحفريات التي يقوم بها الجنود الصهاينة تحت المسجد الأقصى الشريف؛ بدعوى العثور على آثار قديمة تعود إلى آلاف السنين، تثبت أنَّ لهم حقّاً تاريخيّاً في هذه البقعة المباركة.
وبما أنَّ قضية فلسطين والتي نعدُّها رأس القضايا الإسلاميَّة التي ينبغي على جميع المسلمين مناصرتها والوقوف في وجه من يراغمها ويناكفها، ومن ذلك هجمة الصهاينة على المسجد الأقصى المبارك فقد اتَّجهنا إلى رئيس الحركة الإسلاميَّة في الداخل الفلسطيني، ورئيس مؤسسة «إعمار الأقصى والمقدَّسات الإسلامية» الشيخ رائد صلاح، لاستجلاء الحقيقة حول هذه الهجمة وأبعادها الخطيرة، فتفضل قائلاًَ:
قد يتساءل بعض الناس: كيف استطعنا كشف أمر بناء كنيس يهودي تحت المسجد الأقصى المبارك؟ وإجابة عن هذا السؤال: فإنَّه في البداية تسربت إلينا معلومات حول وجود حفريات خطيرة تقوم بها جهات يهوديَّة تحت المسجد الأقصى المبـارك، ووصلتـنا من ثَـمَّ معلـومات بأن هذه الحفريات أخطر من التي تقوم بها سلطات الاحتلال منذ سنوات طويلة. وعلى ضوء ذلك بدأنا في مؤسسة «إعمار الأقصى والمقدسات الإسلامية في المناطق الفلسطينية المحتلة عام 48م»، بمحاولة للوصول إلى موقع الحفريات والوقوف على صورة ما يجري هناك، بطرائق وأساليب معينة لا يمكن الحديث عنها.
وبالفعل نجحنا في الوصول إلى موقع الحفريات المحدد، وقمنا بتوثيق ذلك بتصوير عدة أجزاء لهذا الموقع بالصور الفوتوغرافيَّة وكذلك بالفيديو، إضافة إلى تصوير مواقع كثيرة مليئة بالحفريات والأعمال العدائية الصهيونيَّة التي تجري حالياً تحت المسجد الأقصى الشريف مباشرة.
وبناءً على ذلك قمنا بتحديد موقع هذه الحفريات على الخارطة، ومكانها بالتحديد بالنسبة للمسجد الأقصى المبارك، وقد اتَّضح من خلالها ما يلي:
قامت المؤسسة اليهوديَّة ببناء سبع غرف بهدف أن تكون مركزاً لتجسيد التاريخ اليهودي قديماً وحديثاً. وقد وُضع في كل غرفة مجسم يرمز إلى هذه المراحل التاريخية، وفي إحدى الغرف وجد مجسم يرمز إلى ما يسمونه «خراب الهيكل»، وجميعها تحت المسجد الأقصى.
وهذا المبنى خطير جداً، ورسالته أكثر خطورة، حيث تحاول المؤسسة اليهوديَّة من خلال هذه الغرف أن تقول إن تاريخ اليهود يمتد تحت المسجد الأقصى المبارك، وهذا اعتداء صارخ ورسالة مزيفة ومضللة وخادعة لكافة أهل الأرض.
وفي موقع آخر مجسم يرمز إلى «جبل بيت المقدس» يضـعون على قمـته مجسـماً لقبة الصخرة. ويقوم المسؤولون عن هذـه المواقع بعرض إزالة قبة الصخرة المشرفة أمام الزائرين، ومن ثم وضع مجسم «يرمز إلى هيكلهم المزعوم». ويـجـرون هـذه العــملية أمـام الســائحين الذيـن يـأتـون بـهم مـن كـافة الدول. ويهـدف اليهود من خلال هذا الموقع بالذات إلـى إجـراء غسـيـل دمـاغ، وتهـيـئة العـالم لهـدف يطمـعون فـي تحقيقه، وهو بناء الهيكل المزعوم على حساب المسجد الأقصى المبارك.
وفي الموقع الثالث: مجسم كبير لهيكل بحجم غرفة، وتحيط به كراسٍ على شكل مدرج دائري، ويقوم المسؤولون عن هذا الموقع باستقبال الزائرين الذين يتم انتقاؤهم، واستجلابهم إلى هذا المكان؛ لغسيل أدمغتهم وإقناعهم بأسطورة الهيكل المزعوم، وتحريضهم لمخطط إقامة وبناء الهيكل.
فـي الموقـع الرابـع تم اكتــشاف بنـاء كنـيـس يهـودي مـن طابقين، لا يبعد عن قبة الصخرة سوى (97) متراً، ويوازي قبة الصخرة المشرفة .
وإلى جانب هذا الموقع كشفنا أمراً غاية في الخطورة؛ حيث تبين لنا خلال الجولات التي قمنا بها، أن هناك حفريات تجري تحت المسجد الأقصى مباشرة، وفي أكثر من اتجاه، وعلى أعماق مختلفة وجميعها تتركز تحت المسجد الأقصى مباشرة.
وأمَّا عن تأثير هذه الحفريات والاكتشافات الجديدة على بنية المسجد الأقصى فلا ريب في ذلك، بدليل أن هناك تصدعات في المباني القائمة في المسجد الأقصى، وبعد الفحص تبين أن السبب الوحيد في ذلك هو الحفريات الإسرائيلية المتواصلة منذ عام 1967م العام الذي احتلَّ فيه اليهود الصهاينة مدينة «القدس».
كما أنَّ هذه الحفريات يقف وراءها من يطمحون للوصول إلى المسجد الأقصى القديم الذي يقع تحت الأرض، وإلى المصلى المرواني الموجود تحت الأرض، وهما مبنيان تابعان لبناء المسجد الأقصى الظاهر فوق الأرض، فهذه الحفريات مقدمة خطيرة للسيطرة على هذين المبنيين الجزء تلو الآخر.
اعتداء صارخ
ولا ننسى أنَّ هذه الحفريات والمجسمات التي أقيمت مؤخراً، تعتبر اعتداءً صارخاً على ما يرمز إليه المسجد الأقصى المبارك بالنسبة للمسلمين، فهو مسرى الرسول –، وهو الأخ الشقيق للكعبة المشرفة، وقد جرت هذه التوأمة في آيات سورة الإسراء، كما أنَّه حق ديني وتاريخي وحضاري للمسلمين.
وبالنسبة لمطالبنا حول ذلك فلقد أعلنَّا من خلال مؤتمر صحفي عن كافة هذه المعلومات السابقة، وقمنا بشرحها أمام وسائل الإعلام، ونشرنا كل ما لدينا من صور وخرائط إلى جميع العالم. كما سنقوم بتوصيل هذه المعلومات والوثائق إلى جميع من يهمه الأمر في العالمين العربي والإسلامي، وإلى رابطـة العـالم الإسـلامي، واتحـاد المسـاجد فـي العـالم، وكـافة من نستـطيع إيصــالها إليه من رؤساء الدول والملوك، على أمل أن تكـون هـذه المواد أمـانة في أيـدي كل مـن تصله، من أجل أن يأخذ كل مسلم دوره في سبيل دفع هذه الاعتداءات الخطيرة على المقدسات الإسلامية.
دور العلماء والخطباء
كما نقوم بإعداد رسالة تتوجه إلى علماء المسلمين وخطبائهم، من أجل حثهم على التحدث عن موضوع الأخطار والحفريات التي تهدد المسجد الأقصى، من على كافة منابر الأرض، وخاصة على منبر المسجد الحرام في مكة المكرمة، والمسجد النبوي الشريف في المدينـة المنـورة، وكـل ذلك مـن أجـل ربـط المسلـمين بـكافـة ما يحدث في القدس، ومن أجل أن يظل الأقصى والمقدسات الإسلامية حية في نفس كل مسلم؛ لأن أهم أهداف الاحتلال إبعاد قضية الأقصى والقدس عن قلوب المسلمين ونفوسهم.
كما أنَّ هناك خطوات جدية من أجل التوجه إلى الجاليات العربية والمسلمة، في أوروبا وأمريكا، وهناك خطة لعقد مؤتمر على مستوى القارة الأوروبية من أجل كشف المخاطر المحيطة بالمسجد الأقصى واستنهاض العالم كاملاً لردِّ هذه الهجمة، وكذلك مؤتمر مماثل على مستوى القارة الأمريكية يتم تنظيمه للجاليات العربية والمسلمة هناك، وهناك مساع لتنظيم مظاهرة ضخمة في أمريكا أيضاً من أجل مناصرة القدس.
مواصلة شد الرحال
وأمـا على الصعيد الفلسطيني، فنحن نؤكد ـ بإذن الله ـ أنـنا سـنواصـل شـد الرحال إلـى المسـجد الأقصـى المبارك، من خلال قوافل الأهالي في مناطق «المثلث والجليل والنقب»، وكذلك المدن الساحلية: «عكا وحيفا واللد ويافا والرملة»، وذلك بشكل يومي، استمراراً لمسيرة «البيارق» التي بدأت منذ أعوام، والتي تسعى إلى إيجاد رابط دائم بين الفلسطينيين القاطنين في المناطق المحتلة عام (48م) تعويضاً عن منع فلسطينيي الضفة الغربية وقطاع غزة من الوصول إلى المدينة المقدسة.
وإننا نرى في هذا الرباط الدائم الذي يقوم به عشرات الآلاف من المصلين يومياً حزام أمان يحافظ على المسجد الأقصى المبارك، ويدرأ عنه محاولات اعتداء يهودية متطرفة بشكل يومي، ومن شأن هذا أن يساهم في دفع خطر كبير، ويرد كيداً كبيراً عن المسجد الأقصى.
وعلى الرغم من أننا في فلسطين المحتلة عام (48م) نلتمس العـذر لإخواننا في الضفة الغربية وقطاع غزة، بسبب منعهم مـن الوصـول إلى القدس، وفرض الحصار والحواجز عليهم، إلا أن كل هذا لا يعفي السلطة الفلسطينية ولا الأحزاب والقوى الفلسطينية المختلفة من أن تجعل قضية القدس الشريف قضيتها الأساسية، خاصة في هذا الوضع الراهن.
وإنَّني أقول ـ هنا ـ: يجب على جميع المسلمين التحلي باليقظة الدائمة؛ لأن هذه السنوات ستحمل عدة محاولات لاعتداءات كثيرة على المسجد الأقصى، وعلى مستقبله، ومن ثَم علينا أن نكون ـ كمسلمين ـ على مستوى الأمانة التي نحملها في أعناقنا، باستنهاض الهمم والقيام بواجبنا تجاه مقدسات المسلمين، واستجابة للشعار الذي أطلقناه منذ سنوات والقائل بأن
"الأقصى في خطر".
لقد هجر الاقصى ومليار ونصف من المسلمين احياء