تخطى إلى المحتوى

أطفال زواج القربى أكثر عرضة للأمراض الوراثية 2024.

قيل وكتب الكثير عن زواج الأقارب وخاصة بين أبناء وبنات العم والخال ، ومخاطره الوراثية المحتملة. ولكن في ما قيل وكتب الكثير مما يطمس حقيقة المشكلة من خلال توظيفها لوصم جماعات عرقية معينة وتسليط الضوء على قضايا لا تمت بصلة الى الموضوع مثل الهجرة والدين والسياسة.
زواج الأقارب يبقى في واقع الأمر قضية صحية أدت الى نسبة وفيات بين الرضع أعلى من المتوسط في مدن بريطانية مثل برمنغهام وبرادفورد حيث يكثر المسلمون. ولا يعرف على وجه الدقة معدل الوفيات ولكن من المؤشرات التي تعطي فكرة عنه عدد طلبات العلاوة بسبب الاعاقة بين الأطفال في هذه المناطق.

وتكون حالات الإعاقة فوق المعدل بين الاشخاص ذوي الاصول الجنوب آسيوية وخاصة الباكستانين ولكن هذه المشكلة يمكن ان تطاول ايضا جماعات أثنية اخرى وبالتالي ينبغي ان تكون موضع اهتمام من الجميع.

تبين الأرقام ان احتمالات الاصابة بأمراض وراثية نادرة بين أطفال الأزواج الذين لا تربطهم صلة قربى تبلغ 2 الى 3 في المئة في كل حالة حمل. وترتفع هذه النسبة الى 4 الى 6 في المئة بين أبناء وبنات العم أو الخال من الدرجة الاولى وأعلى إذا استمرت هذه الزجيات عبر أجيال متتالية.

يقول خبراء اننا جميعا نحمل طفرات في خريطتنا الوراثية التي يتقاسم الأب والأم تصاميمها الأولية لأجسامنا مناصفة. وتكون احتمالات الطفرة لدى الأثنين في الوقت نفسه متدنية ولكنها أعلى بين ابناء وبنات العمومة والخؤولة من الدرجة الأولى وبين الذين يتزوجون داخل جماعات متلاحمة قرابيا. وإذا كانت لدى الأب والأم الطفرات نفسها تصبح احتمالات انجاب طفل مصاب بهذه الطفرة 25 في المئة. ويمكن أن يعني ذلك وجودطائفة واسعة من المشاكل تتراوح بين الحالات المرضية المعتدلة والحالات الكارثية أو حتى الإسقاط. والأهم من ذلك ان احتمالات انجاب طفل ليس مصابا بالطفرة لكنه حامل لها تصبح 50 في المئة.
ويحذر خبراء من ان الزوجين القريبين الذين لديهما طفل سليم يمكن ان يقعا ضحية إحساس كاذب بالطمأنينة قد تشجع الاستمرار في الزيجات دون فحوص تسبق الزواج أو الحمل. وخير وسيلة وقائية الى جانب طلب مشورة الطبيب هي تفادي الزواج بين أبناء وبناء العمومة والخؤولة من الدرجة الأولى أو بين أفراد الجماعات المنغلقة على نفسها.
ويشد الطبيبان رضوان اليدينا ومحمد ولي على العواقب الناجمة عن مثل هذه الزيجات ليس على الطفل المصاب فحسب بل وعلى أشقائه وشقيقاته والديه وأقاربه المباشرين جميعا. إذ يتعين على احد الوالدين ان يتفرغ للعناية بالطفل المصاب بما يترتب على ذلك من مصاعب مالية ومشاكل نفسية وعاطفية. تضاف الى ذلك الصدمة الناجمة عن تلقي النبأ خلال الحمل والعلاج المنهك الذي يخضع اليه الطفل بعد ذلك.
لا أحد يشك في حق الأفراد في حرية الاختيار حين يتعلق الأمر بالانجاب ولكن هذه الخيارات يجب ان تستند الى استشارة طبية متخصصة ومعرفة موثوقة.

يسلموؤوؤوؤوؤوؤ

نورتوا صفحتي …

:icon_eek:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.