في مخدع العروس
ملاطفة الزوجة عند الدخول بها
عن أسماء بنت يزيد بن السكن : قيّنت(1) عائشة لرسول الله صلى الله عليه و سلم ثم جئته ، فدعوته لجلوتها ، فجاء إلى جنبها فأتى بعس ((قدح)) لبن ، فشرب ، ثم ناولها النبي صلى الله عليه و سلم فخفضت رأسها و استحيت (2) ، قالت أسماء : فانتهرتها و قلت لها : خذي من يد النبي صلى الله عليه و سلم .قالت : فأخذت فشربت شيئا ثم قال لها : أعطي تربك (صديقاتك) " (3) (رواه أحمد في المسند و غيره و هو صحيح)
(1) الجلوة عادة عربية و إسلامية ، و قد جلا النسوة عائشة رضي الله عنها للنبي صلى الله عليه و سلم ، و دخول أم الزوجة أو أم الزوج معهما إلى مخدع العرس بعض الزمن ، من الفائدة بمكان كي تستأنس العروس و تزول وحشتها بعض الأحاديث و المداعبات . و الحذر من ادخال غيرهما !!!
(2) و لعل في تصرف عائشة رضي الله عنها نوعا من الدلال بالإضافة إلى الخجل . و الدلال ضروري ! و هو يثير عاطفة الرجل و يزيد من قوتها و نشاطها ، على أن لا يزيد هذا الدلال على حد الاعتدال ، و إلا سبب نفور الرجل و ظنه بغض زوجته له . و في تصرف الرسول صلى الله عليه وآله و سلم درش للشبا الذين يسيؤون التصرف في الليلة الأولى من العرس ، فيتخطون حدود اللياقة و الكِياسة فيتعجلون تحقيق الاتصال الجنسي دون مقدمات لاستئناس الزوجة و إبعاد الخجل عنها بصورة تدريجية
(3) و هكذا تمت حفلة الزفاف و انتهت بدون تكلف و بكل بساطة : غناء متزن و دف لإعلان النكاح و قدحكبير من اللبن ، و هو ما تيسر! فأين هذا مما يفعله اليوم الكثيرون فينفقون الأموال الضخمة و ربما استقرضوا بالربا للرياء و الفخر ، فيكبدون الرجل النفقات الباهضة التي تثقل كاهله سنين و سنين ، و قد تطوح بمستقبله و مستقبل أسرته أيضا بسبب مطالبة صاحب الدين و حجره على أمواله! زد على ذلك ما يرافق هذه الحفلات من محرمات كاختلاط الرجال و النساء و هن شبه عاريات ، و احضار المغنيات الفاسقات …و كل ذلك لإرضاء الناس و لو بغضب الله تعالى ! و هكذا قد جعلنا من أفراحنا –بسبب الإسراف- سببا في شقائنا …