لماذا تحرص على الاستمرار في الحياة الزوجية رغم ما تتعرض له؟
——————————————————————————–
ما الذي يجعل التي تخضع لممارسة العنف معها من زوجها البقاء في منزل الزوجية والاستمرار تحت وطأة العنف والأضرار الناجمة عنها؟ فقد أجرى مركز بتلكو لرعاية حالات العنف الأسري بمناسبة مرور ستة أشهر على بدء العمل بالمركز دراسة ميدانية على عينة من 450 حالة من النساء المصنفات تمت خلالها دراسة جميع العوامل المرتبطة بالعنف الأسري والداعية الى استمراره وتم تحليل هذه العوامل لمعرفة أجواء الصمت والصبر التي أحاطت بها رغم الأضرار والإصرار على العنف.
ثبت من تحليل هذه العوامل أن الأسباب التي تدفع الى الاستمرار في حياتها الزوجية رغم الاضرار التي تتعرض لها من أهمها الآتي:
حرص على أسرتها:
تتحمل عنف الرجل وايذاءه لها في الكثير من الاحيان حفاظا على سمعة أسرتها، وحفاظا على مصلحة أبنائها وحمايتهم، إذ يهد بعض الرجال إن تركت المنزل بحرمانها من رؤية ابنائها، وحب لابنائها يجعلها تتحمل اهانات الرجل وعدوانه وتسلطه حماية لابنائها.
عدم وجود بديل آخر أمام :
قد تكون ربة منزل، أو ليس لها عمل أو دخل مستقل أو من مناطق أخرى، فلا تستطيع هجر منزل الزوجة لعدم وجود بديل آخر، فكثير من الاسر خاصة محدودة الدخل ترفض استقبال بناتها وأبنائهن بعد الزواج في حالة فشل العلاقة الزوجية، بل انها ترغم بناتها على الاستمرار في العلاقة الزوجية لعدم مقدرتهم على إعالتهم ماديا، فليس هناك دور بديلة لاستضافة التي تتعرض للعنف وحمايتها من عنف الزوج كما هو سائد في الكثير من الدول المتقدمة.
والذي آمل انشاءه لاهميته القصوى حتى تستطيع الزوجة البقاء فيه فترة حتى تدبر شئونها وتحل مشكلاتها.
اعتقاد بأنها تستطيع أن تغير الرجل:
يعتقد الكثير من النساء ان الرجل يمكن ان يتغير مع الوقت وان يقدر لهن تضحياتهن، فيتحلين بالصبر ويتحملن اهانات الرجل على أمل تغيره وتحسن طباعه مع الوقت.
كثرة تعرض للعنف يؤثر في ثقتها بنفسها:
تعرض للعنف من قبل الاهل او الزوج يؤثر في ثقة بنفسها وبقدراتها، وتصبح انسانة مريضة نفسيا، فكثرة العنف يجعلها تشعر بالعجز والضعف عن اتخاذ قرار الانفصال، فتستسلم لوضعها.
عدم وجود استقلالية مادية للمرأة:
يلعب العامل المادي دورا هاما في تحمل للعنف، فمعظم الحالات التي تعرضت للعنف في المستشفى لا يعملن، ويعتمدن على الرجل سواء كان أبا أو زوجا أو أخا على اعالتهن، لذا فان عدم عمل وعدم وجود استقلال مادي كثيرا ما يدفعها الى تقبل العنف والسكوت عليه.
عدم وجود قوانين تحمي :
تضطر في الكثير من الأحيان على تحمل العنف الأسري لإحساسها بالعجز وعدم وجود قوانين لحمايتها، فمعظم الحالات التي تعرضت للعنف لم يوقع فيها أي عقوبات على الرجل إذ ان الإجراءات التي تتم إذا لم يكن هناك جريمة قتل هي كتابة تعهد بعدم فعل ذلك مرة أخرى.
وحتى في حالة فشل العلاقة الزوجية ورغبة في الطلاق فانها تدخل في دوامة طويلة من مراجعة المحاكم طلبا للطلاق، وهذه القضايا كثيرا ما تستغرق وقتا طويلا لاثبات عنف الرجل، وكثيرا ما يطلب القاضي منها إثبات إيذاء الرجل لها بوجود شهود، فكيف لها أن تثبت ذلك ومعظم حالات العنف تتم داخل جدران المنزل وبعيدا عن أعين الناس. وهذا ما يجعل تستسلم للعنف والخضوع له.
الخوف:
كثيرا ما تتحمل العنف الاسري نتيجة للخوف، الخوف من الزوج ومن بطشه لو حاولت الهروب، والخوف من الاب، والخوف من كلام الناس، والخوف على أولادها، والخوف من فقدان مركزها الاجتماعي إذا ما طلقت.
…
المعتقدات الدينية:
تشجع القيم السائدة في المجتمع البحريني على التحمل والصبر على ايذاء الرجل لها، وفي الوقت نفسه لا يربى الرجل على ضرورة احترام وحسن معاملتها. بل ان بعض الرجال يؤمنون أن ضرب حق من حقوقهم الشرعية التي يمكن ممارستها ضد في حالة عصيانها أمره.
العادات أو التقاليد:
تشجع بعض العادات والتقاليد السائدة على تحمل العنف الأسري لانها بنت أصول، ويجب أن تتحمل ايذاء زوجها أبو أولادها فلا تفضحه خوفا على سمعة أسرتها وأولادها.
وعود الزوج بالاعتدال والعزوف عن الضرب:
كثيرا ما يحاول الزوج اقناع الزوجة بالتحمل والصبر وتقديم الوعود بعدم استخدام العنف مرة أخرى، فتقتنع على مض، وتتحمل على أمل انها ستكون الاخيرة.
وتقول رئيسة مركز بتلكو لرعاية حالات العنف الأسري د.بنة بوزبون انه لما كانت ظاهرة العنف الاسري ترجع الى مفاهيم خاطئة في المجتمع لمفهوم الرجولة والى النظرة الدونية للمرأة، فان الخطوة الاولى لمواجهة هذه الظاهرة هي تغيير النظرة الدونية الى من خلال المناهج الدراسية وسائل الاعلام ومنابر المساجد.
وادخال مواد تربية أسرية كجزء من المناهج التربوية التي تدرس للجنسي في المدارس والجامعات تعلمهم كيفية احترام العلاقة الزوجية، وحقوق واجبات كلا من الزوج والزوجة والابناء، مع تمكين واعطائها الكثير من الفرص التعليمية والوظيفية التي تساعدها للمساهة في مختلف مجالات العمل المتاحة لتحسين وضعها المادي واستقلاليتها، وانشاء مكاتب استشارات أسرية تساعد في التخفيف من التوتر بين الزوجين، وانشاء أسر بديلة لإيواء التي تتعرض للعنف وحمايتها وتوفير الرعاية لها ولأولادها، وادخال مادة جديدة في المناهج الدراسية تهتم بتدريب الطلبة على كيفية السيطرة على الغضب كما تتضمن كذلك الوسائل المختلفة التي يمكن للفرد ان يستخدمها في حل المشكلات والمنازعات، فالسيطرة على الغضب وحل المشكلات أصبحت مادة تدرس في الكثير من الدول الغربية لمساعدة الطلبة على حل مشكلاتهم بأنفسهم، وضع قوانين صارمة لحماية ، ولا يكتفي بأن يوقع الرجل على تعهد بعدم ضرب مرة أخرى، لانه في معظم الحالات يكرر الرجل الضرب لعدم وجود رادع له، وانشاء مكاتب خاصة لمتابعة قضايا في المحاكم الشرعية. فكثيرا ما تضيع حقوق في المحاكم الشرعية نتيجة لمساندة بعض القضاة للرجل حتى ان كان على خطأ، وهذا قد يرجع الى تأثر بعض القضاة بثقافة مجتمعهم، أو لكراهية بعضهم للطلاق حفاظا على مصلحة الابناء. وتحلل د.بنة بعض العوامل المرتبطة بالعنف ضد الزوجة في المجتمع البحريني منها:
النظرة الدونية للمرأة:
ينظر الكثير من الاهالي للمرأة نظرة دونية، فهي بالنسبة الى هؤلاء مخلوق قاصر يحتاج الى وصاية، فمهما بلغت من علم ومركز وظيفي واستقلال مادي تظل في نظر المجتمع مخلوقا قاصرا غير قادر على اتخاذ قراره بنفسه، وهذا ما يعطي الحق للزوج أو الاب أو الاخ بالاعتداء على لتقويمها لانها من ضمن متلكاتهم التي يمتلكون حق التصرف فيها كيفما يشاءون.
كما ان نظرة لنفسها تأثرت كثيرا بنظرة المجتمع من حولها، فهي ليست لديها الثقة في نفسها وفي قدراتها وهي كثيرا ما تضع الرجل في مكانة أعلى من نفسها وتقدمه عن نفسها في كثير من الامور.
المفهوم الخاطئ لمفهوم القوامة:
هناك فهم خاطئ لدى الكثير من الرجال في مجتمعنا لمفهوم القوامة في الاسلام فهم يفهمون القوامة على انها تسلط وسيطرة من قبل الرجل على ، في حين ان القوامة في الاسلام تكليف وليست تشريف، وهي مسئولية ملقاة على الرجل للصرف على والحط من قيمتها، فهم يعتقدون ان الدين أعطى لهم حق السيطرة على وضربها ان احتاج الامر.
الضغوط الاقتصادية:
ساهمت الظروف الاقتصادية القاسية والمتمثلة في محدودية الدخل من جهة وزيادة الاحتياجات من جهة أخرى في ازدياد معدلات العنف الاسري في مجتمعنا، وما يزيد الطين بلة وجود ظاهرة تعدد الزوجات وارتفاع عدد أفراد الاسرة، فرغم عدم مقدرة الرجل على اعالة أسرة واحدة فقط، نجده يرتبط بامرأتين، ولا يستطيع توفير احتياجات أي منهما.
إذ لاحظت ان بعض الآباء يتخلون عن مسئولياتهم كأولياء أمور، ويهملون ابنائهم بمجرد ان يرتبط بزوجة جديدة وربما يترك مسئولية تربية الابناء للابن الاكبر، وهذا ما يشكل عبئا كبيرا على الولد ما يدفع بعض …
ما يدفع بعض الابناء الى تحويل غضبه ونقمته من أبيه الى اخوته فيكيل لهم الضرب والسب لاتفه الاسباب.
المشكلات الأسرية:
تعتبر الخلافات الاسرية عاملا هاما من عواملالعنف ضد ، وأهم أسباب الاختلاف زيادة التوتر النفسي لاحد الزوجين او كليهما، تدخل الاهل، تعدد الزوجات، الغيرة، الشك، عدم احترام الطرف الآخر، عدم قيام احد الطرفين بالادوار المتوقع منه أداؤها.
الإدمان على الكحول أو المخدرات:
يعتبر الادمان وتعاطي المخدرات او المشروبات الكحولية احد عوامل العنف الاسري في مجتمعنا، فمجرد ما يفقد الرجل عقله يظهر كل ميوله العدوانية على زوجته وابنائه فهناك العديد من الحالات التي ادخلت المستشفى بسبب ادمان الرجل سواء كان هذا الرجل هو الاب او الزوج او الابن بسبب تطاوله على أفراد أسرته مثل الحالة التي ورد ذكرها سابقا.
الأمراض النفسية:
يعتبر المرض النفسي من الاسباب التي تدفع الفرد الى استخدام العنف ضد الآخرين فبعض الازواج الذين استخدمو العنف ضد زوجاتهم او بناتهم في مجتمع الدراسة كانوا من المرضى الذين يراجعون العيادات النفسية، وفي حالة عدم انتظامهم في العلاج او انقطاعهم عنه يستخدمون العنف. فعادة ما يكون هؤلاء الافراد شكاكين غيورين سريعي الغضب والانفعال ولديهم أمراض عصبية، ومرضهم يلعب دورا كبيرا في استخدامهم العنف.
وتقول د.بنة بوزبون انه بناء على تحليل جميع هذه العوامل يبدأ المركز عقب عطلة عيد الفطر المبارك في تنظيم دورة تحت رعاية وزيرة التنمية الاجتماعية د.فاطمةالبلوشي وبالتنسيق مع المجلس الاعلى للمرأة دورة للعلاج الجماعي للنساء المعنفات، تشمل الدورة 30 امرأة
:017:
وايضا انما الحياه صبر ومجاهده وحتى لو لم ينفع صبرها عليه في الدنيا فلاتنسي اجرها في الاخره قال تعالى (انما يوفى
الصابرون اجرهم بغير حساب) اي تصب الحسنات صب في ميزان اعمالهم