خرج هارون الرشيد يوما في رحلة صيد فمر برجل يقال له بهلول فقال هارون عظني يا بهلول
قال يا امير المؤمنين اين اباؤك واجداك من لدن رسول الله الي ابيك
قال هارون ماتوا
قال اين قصورهم قال تلك قصورهم
قال واين قبورهم ؟
قال تلك قبورهم
فقال بهلول تلك قصورهم وهذه قبورهم فما نفعتهم قصورهم في قبورهم
قال صدقت زدني يا بلهول فقال بهلول
اما قصورك في الدنيا واسعة فليت قبرك بعد الموت يتسع
فبكي الخليفة هارون وقال زدني فقال يا امير المؤمنين
هب انك ملكت كنوز كسري زغمرت السنين فكان ماذا؟
اليس القبر غاية كل حي وسال بعده عن كل هذا؟
فقال هارون بلي
ثم رجع هارون وانطرح علي فراشه مريضا ولم تمض عليه ايام حتي نزل به الموت وعاين السكرات .. صاح .. اجمعوا جيوشي
فجاؤوا بهم بيسوفهم ودروعهم لا يكاد يحصي عددهم الا الله كلهم تحت قيادته وامره فلما راهم بكي ثم قال يا من لا يزول ملكه ارحم من قد زال ملكه
ثم لم يزل يبكي حتي مات فلما مات حمل هذا الخليفه الي حفرة ضيقه حالنا جميعا ما اغني عنه ملكه ولا ماله
كتاب العالم الاخير
سأقص عليكم قصه مبكيه عن هارون الرشيد