السؤال هو :
ما هي الحكمة من تحريم الموسيقى ؟
وهل إذا كنت أستمع إلى أخبار ونحوها وكانت الخلفية موسيقى هل هي حرام أم لا ؟
أفيدونا مأجورين
الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وفَّقَك الله لِكُلّ خَيْر .
في تحريم الأغاني والموسيقى حِكَم كثيرة ، منها :
1 – أنها مِزمَار الشيطان ، وهي صوته الذي يُغوي به بني آدم ، قال تعالى : (وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ) .
مجاهد : باللهو والغناء ، أي : اسْتَخِفُّهم بذلك .
قال القرطبي : في الآية ما يَدُلّ على تحريم المزامير والغناء واللهو ، لقوله : (وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِمْ) .
2 – أنها تَصُدّ عن ذِكْر الله ، فلا يَجْتَمِع كلام الرحمن وكلام الشيطان في قَلْبٍ بحيث يَنْتَفِع به صاحبه .
قال تعالى : (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ الَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ (6) وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آَيَاتُنَا وَلَّى مُسْتَكْبِرًا كَأَنْ لَمْ يَسْمَعْهَا كَأَنَّ فِي أُذُنَيْهِ وَقْرًا فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ) .
ولاحِظ الترابط بين اتِّخاذ اللهو – وهو الغناء – وبين الصَّدّ عن سبيل الله وأنَّ صاحبه لا يتأثَّر بِكلام الله تبارك وتعالى .
ولذا قال ابن القيم :
حُبّ الكِتاب وحُبّ ألْحَان الغناء _______ في قلب عَبْد ليس يَجْتَمِعانِ
وليس المقصود أنه لا يُوجَد مَن يقرأ القرآن وهو يَستمع إلى الغِناء ، بل يُوجَد ولكنه لا ينتفع به .
3 – أن الغناء رُقيَة الزِّنا ، كما قال غير واحد مِن السَّلف .
أي أنه يَدْعو إلى ذلك .
وهذا صحيح . فهل رأيت مُطرِبا يَدعو إلى فضيلة ؟!
4 – أنَّ الغناء يُنْبِت النِّفاق في القلب ، كما قال ابن مسعود رضي الله عنه
قال ابن القيم رحمه الله : فالغناء يُفْسِد القلب ، وإذا فَسَد القلب هَاج في النفاق . اه .
ولابن القيم كلام جميل حول هذه المسألة ، فانْظُره في كتابه : " إغاثة اللهفان " .
5 – ما يُحْدِثه الغناء مِن نَشْوَة وطَرَب ، وقد أثْبَتَتْ دِراسات علمية تأثير الغناء على السائقين !
كَما أثْبَتَت دِراسات علمية أيضا تأثير القرآن في جَلْب السَّكِينَة ، وكانت تجارب أُجْرِيَتْ على مسلمين وكُفَّار أثْبَتَتْ ذلك !
6 – ما يُحْدِثه الغناء مِن قَسْوة في القلب ، وقد اسْتَعاذ النبي صلى الله عليه وسلم مِن قَلْب لا يَخْشَع . كما في صحيح مسلم .
قال الضحاك : الغناء مَفسدة للقلب مَسخطة للرَّب .
ولا يجوز استماع الموسيقى سواء كانت مع غناء وطَرَب ، أو تَخلل الأخبار ، أو البرامج الأخرى .
وسُئل شيخنا الشيخ ابن باز رحمه الله هذا السؤال :
ما حكم استماع بعض البرامج المفيدة كأقوال الصحف ونحوها التي تتخا الموسيقى ؟
فأجاب رحمه الله :
لا حرج في استماعها والاستفادة منها مع قفل المذياع عند بدء الموسيقى حتى تنتهي ، لأن الموسيقى مِن جملة آلات اللهو ، يَسَّر الله تركها والعافية مِن شرها . اه .
وسُئل أيضا :
هل سماع ومشاهدة الأغاني بالراديو أو التلفزيون حرام في الإسلام في بعض الأوقات من ليل أو نهار أفيدونا أفادكم الله ؟
فأجاب رحمه الله :
نعم سماع الأغاني والملاهي حرام في الإسلام كما قال الله عز وجل : (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ الَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ) الآية ، ولَهْو الحديث قال أكثر العلماء : إنه الغناء ، ويُضَاف إليه أيضا أصوات الملاهي كالطنبور والعود والكمان وشِبه ذلك ، فهذه كلها تَصُدّ عن سبيل الله ، وتُقَسِّي القلوب وتُنَفِّرها من سماع القرآن الكريم ، وقد أخبرنا الرب عز وجل أن ذلك من أسباب الضلال والإضلال ومِن أسباب الاستكبار والبعد عن سماع كتاب الله ، فالقلب إذا اعتاد سماع الأغاني ومشاهدة المغنين فإنه يقسو بذلك وتصده عن الحق إلا من رحم الله ، كما أنها تشغله عن طاعة الله ورسوله وعن سماع القرآن والمواعظ ، حتى قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه : إن الغناء يُنْبِت النفاق في القلب كما يُنْبِت الماء الزرع . اه .