«أتمنى من خلال هذا الكتاب تحقيق هدفين اثنين. أريد أولاً أن يكون مفيداً لكِ، أنت القارئة. أريدكِ أن تجدي في هذا الكتاب عددا وافراً من المعلومات التي تساعدكِ في التغلب عليه وتحمّل العلاجات المختلفة مهما كانت شاقة. وأريد ثانياً أن أثير نقاشاً في وسط المجموعات العلميّة والطبيّة نفسها، فجوهر العلم يكمن في التشكيك الدائم بالحقائق التي تعتبر ثابتة. وإن يكن هذا الكتاب يتناول موضوع سرطان الثدي والبروستات من زاوية مختلفة، فإنه مع ذلك يرتكز على مؤلفات علميّة تعتبر مراجع يقتدى بها.» (ص 11)
بشكل عام، يجب على النساء المصابات بالسرطان أن يجتزن المراحل التالية: العملية الجراحية والعلاج الإشعاعي والعلاج الكيميائي. وقد أجريتُ عمليّة جذرية لاستئصال الثدي بكامله، تبعتها ثلاث عمليات أخرى، وخمس وثلاثون جلسة من العلاج الإشعاعي، وخمس جلسات أشعة للمبيضين بغية قطع الحيض نهائياً ووقف عملية إفراز هرمون الأستروجين كلياً، وأخيراً اثنتي عشرة جلسة من العلاج الكيميائي. من المهم أن تفهمي منذ بداية المرض ماهيّة الضريبة الكبيرة التي سيدفعها جسمك جراء العملية والتخدير والإشعاع والمواد الكيميائية (ص 33). «منذ بدأت بدراسة الطب البديل لاحظت أن العديد من الأطباء الذين يعتمدون على المواد الطبيعية في علاجاتهم يعتقدون أن عليهم البحث عن السبب الكامن وراء المرض في الجزء المريض نفسه من الجسم. فسرطانات الرئة مثلاً تنجم عن تنشق دخان التبغ، والرذيذات المشعّة كغاز الراديوم او غاز المْيَنتيت، في حين يظهر سرطان الجلد غالباً نتيجة التعرض طويلاً لأشعة الشمس، وسرطان عنق الرحم نتيجة عدوى فيروسيّة ثؤلوليّة. بإمكاننا الافتراض إذن ان الافراط في استهلاك الحليب المستخرج من الغدّة الثديية لأحد الأجناس الحيوانية يرسل إشارات خاطئة ومغلوطة إلى غدد الثديية ويساهم بالتالي في نمو سرطان الثدي» (ص 114).
«اعتقد أن ما سمح لي بالشفاء هو أنني حددت العلاقة الممكنة بين سرطان الثدي والحليب ومشتقاته، وثانياً أني وضعت نظاماً غذائياً يتناسب مع حالتي الصحيّة والتزمت به حرفياً. وجدت صعوبة في البدء – ولعلكِ مثلي – في تقبّل الفكرة القائلة بأن مادة «طبيعية» كالحليب يمكن أن تؤدي إلى نتائج وخيمة ومؤذية للصحة». «تشير دراسات حديثة إلى أنه بإمكاننا خفض احتمالات الإصابة بسرطان الثدي إذا ما تناولنا كمية من الخضار تعادل ضعفي كمية البروتينات الحيوانية التي نستهلكها» (ص 118).
«إذا قارنا بين تركيب حليب البقر وحليب البشر نلاحظ اختلافات عديدة. يحتوي حليب البقر كمية من البروتينات أكبر بنحو ثلاث مرات من الحليب البشري وعلى كمية أكبر من الكالسيوم وهو أمر لا يخلو من الخطر على الكليتين. إذا كان حليب البقر ممتازاً للعجول التي تنمو بسرعة (نحو كيلوجرام واحد في اليوم) فهذا لا يعني بالضرورة أنه غذاء يحتاجه الأطفال والبالغون!» (ص 120).
«اعتقد أن استهلاك الحليب ومشتقاته ولحوم الأبقار – كذلك استهلاك المنتجات الخالية من الدهون كالألبان – يزيد من خطر الإصابة بسرطان الثدي أو البرستات لدى الأشخاص المعرّضين لذلك. فالورم الذي انتقل ليبلغ جهازي اللمفاوي – والذي يتعذر شفاؤه حسب رأي الأطباء – قد اختفى بعد بضعة أسابيع من امتناعي عن تناول الحليب ومشتقاته» (ص 130).
«مع ازدياد حالات التهاب الضرع (ضرع البقرة) وامراض أخرى تصيب حلمة الأبقار تظهر بعض التحاليل بانتظام وجود القَيْح في الحليب. فهل تعلمون أن دول الاتحاد الأوروبي تسمح بالاتجار بالحليب المعدّ للاستهلاك البشري بشرط ألاّ يحتوي على أكثر من 400 ألف خليّة من القيح الجسدي في كل ملليلتر. بالتالي فإن ملعقة صغيرة من الحليب قد تحتوي على مليوني خليّة من القيح!!» (ص 128).
شريفة محمد العبودي
شكرا
شكرا على مرورك وعلى اهتمامكي بموضوعي