المرأة احتلت مساحة واسعة في عالمنا المعاصر:
في أول استطلاع عام مفتوح يجريه موقع "تيرا" البرازيلي على الانترنت لعام 2024 مع النساء البرازيليات ، قال خبراء برازيليون نظموا هذا الاستطلاع تحت عنوان "ماذا تتوقّع المرأة من الرجال عام 2024؟" إنه ممّا لاشك فيه بأنّ الخمسين سنة الماضية شهدت تسارعاً في وتيرة المشاركة النسائية في جميع أوجه الحياة، الأمر الذي اعتبره كثير من الرجال نوعاً من التحدي لعالم الذكور الذي بقي مسيطراً لآلاف السنين. وأضاف الخبراء أنّ ذلك الشعور بالمنافسة أدّى إلى زعزعة حالة الاحترام المتبادل بين الرجل والمرأة، وبدل أن تتعزّز العلاقة بين العالمين الأنثوي والذكري نتيجة التلاحم لبناء مجتمع قوي فإنّ منغّصات كثيرة تدخّلت لتفسد أعمدة تلك العلاقة.
وأضاف الخبراء البرازيليون أنّ استقلالية المرأة في العصر الحديث لم تعجب الكثير من الرجال، وهو عامل أدّى إلى زعزعة الاحترام المتبادل. وأوضحوا أنه مهما كانت استقلالية المرأة كبيرة أو تامة فإنها تبقى ذلك المخلوق الأنثوي الذي يتطلّع دائماً إلى مديح الرجل واحترامه لها.
الاحترام ثم الاحترام:
رداً على السؤال الذي طرحه موقع "تيرا" على النساء البرازيليات حول ما يتوقّعنه أو يردنه من رجال عام 2024، أكّدت نسبة خمسة وتسعين بالمائة منهنّ أن مايردنه هو الاحترام. وقالت نسبة كبيرة من النساء اللواتي أدلين برأيهن للموقع إنه بالرغم من أنها كلمة ككل الكلمات فإن للاحترام مغزى كبيراً يملأ قلب المرأة بالبهجة. وأعربت النساء عن أسفهنّ لمعاملة عدد كبير من الرجال لهنّ وكأنهنّ أشياء وليس بشراً.
وقالت نساء أخريات إنه لابأس أن تقلّ الرومانسية عند الرجال في عصرنا الحالي، ولكن من غير المسموح أبداً أن يقلّ احترامهم لهنّ. وأوضحن بأن المرأة يمكن أن تتغاضى عن غياب رومانسية الرجل باعتباره ذكراً، ولكنها لايمكن أن تتغاضى عن فقدان الاحترام لها.
بعض الرجال بدأوا يعودون لفكرة أنه لارأي للمرأة:
أكّدت نسبة أربعين بالمائة من النساء اللواتي أدلين برأيهن في الاستطلاع أنّ عدداً كبيراً من الرجال بدأوا يعودون إلى تفكير سلبي جداً، وهو أنه لا رأي للمرأة؛ وأوضحن أن هذا يعتبر من المواقف المقلقة جداً بالنسبة للمرأة. وأضفن أنّ هؤلاء الرجال يخطئون عندما يفكرون بأنّ المرأة يمكن أن تقبل بذلك. فالمرأة أصبحت متواجدة بقوة في جميع الميادين السياسية والاقتصادية والاجتماعية، بل إنّ كثيرات منهنّ يقدن بلاداً كثيرة كرئيسات أو وزيرات.
وطلبت النساء من رجال عام 2024 أن يراجعوا حساباتهم ويعطوا المرأة الاهتمام والانتباه اللذين تستحقهما. وقلن إنه لامجال للعودة إلى الوراء، لأنّ العالم قد تغيّر. وأكّدت نسبة كبيرة من النساء أنّ الرجل الذي لايحترم المرأة لايتمتع بالأمان اللازم للتنازل عن تفكيره المتعجرف ليمنح قليلاً من الاحترام لشريكته في الحياة.
المديح أيضاً:
قالت نسبة كبيرة من النساء في تفاعلهن مع الموقع البرازيلي إنّ عالم الذكور لايعرف سوى توجيه الانتقادات للمرأة، ويتناسى رجال كثيرون أنّ المرأة هي أكثر حاجة إلى المديح لتشعر بأنوثتها وبكيانها. وأضفن أنّ المديح للمرأة لايتمّ إلا لغايات وأهداف معيّنة، فإن زالت تبخّرت معها كلمات المديح. ووصفن ذلك بأنه نوع من الزيف في مواقف الرجال. فالمديح يجب أن يتمّ عندما لاتكون هناك غايات وأهداف يريد الرجل الحصول عليها من المرأة، لينسى بعدها حتى وجودها ككيان يستحق الاحترام والمديح. وأكّدت نسبة خمسة وسبعين بالمائة من هؤلاء النساء أنّ المديح بالنسبة للمرأة لايقلّ أهمية عن الاحترام؛ لأنّ المديح هو في حدّ ذاته إشارة إلى الاحترام، لأنك إذا لم تحترم أحداً فلن تمدحه.