فهذه كلمة تشتمل على ذكر بعض فضائل الحج:
الحج عبادة من العبادات التي افترضها الله وجعلها إحدى الدعامات الخمس التي يرتكز عليها الدِّين الإسلامي والتي بينها الرسول -صلى الله عليه وسلم- بقوله: «بني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحج البيت»[متفق عليه[.
وقد حج رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بالناس في السنة العاشرة من الهجرة حجته التي رسم لأمته فيها كيفية أداء هذه الفريضة، وحث على تلقي ما يصدر منه من قول وفعل، فقال -صلى الله عليه وسلم-: «لتأخذوا مناسككم فإني لا أدري لعلي لا أحج بعد حجتي هذه» (مسلم 1297/943/2).
فسميت حجته -صلى الله عليه وسلم- حجة الوداع، وقد رغب -صلى الله عليه وسلم- أمته في الحج وبيّن فضله وما أعده الله لمن حج وأحسن حجه من الثواب الجزيل، فقال -صلى الله عليه وسلم-: «من حجَّ فلم يرفث، ولم يَفسُق، رجع من ذنوبه كيوم ولدتهُ أمٌّه»[متفق عليه[.
وقال -صلى الله عليه وسلم-: «العمرةُ إلى العمرة، كفارةٌ لما بينهما، والحج المبرورُ ليس له جزاءٌ إلا الجنة»[متفق عليه[.
وقد سُئل -صلى الله عليه وسلم-: أيٌّ العملِ أفضلُ؟ قال: «إيمانٌ باللهِ ورسولِهِ» قيل: ثم ماذا؟ قال: «الجهادُ في سبيل الله» قيل: ثم ماذا؟ قال: «حجٌ مبرور»[متفق عليه[.
وعن ابن شماسة قال: حَضَرنا عَمرو ابنَ العاصي وهو في سياقة الموت، فبكى طويلاً، وقال: فلما جعل الله الإسلامَ في قلبي أتيتُ النبيَّ -صلى الله عليه وسلم-، فقلت: يا رسول الله، ابسُط يمينك لأبايِعكَ. فبسطَ يده، فقبضتُ يدي. فقال: «ما لكَ يا عمرو؟» قال: أردتُ أن أشترطَ. قال: «تشترطُ ماذا؟» قال: أن يُغفر لي. قال: «أما علمتَ يا عَمرُو أن الإسلام يَهِدمُ ما كان قبله، والهجرة تَهدِمُ ما كان قبلها، وأنَّ الحج يهدمُ ما كان قبله؟»[رواه مسلم، وهو في صحيح الترغيب رقم 1097[.
وعن عائشة -رضي الله عنها- قالت: قلت: يا رسول الله، نرى الجهادَ أفضلَ الأعمال، أفلا نجاهد؟ فقال: «لكنَّ أفضل الجهادِ حجٌ مبرور»[البخاري [ ] 3/302[.
جزاك الله خيرا