ثم أما بعد ..
موضوعنا لهذا اليوم أيتها الحبيبات .. موضوع دسم!
حديثنا سيكون عن عبادة ، هي من أحب
العبادات إلى الله ..
و سبحان الله من يسرها فهي لا تشترط طهارة و لا استقبال قبلة .! ، و ليس لديها زمان أو مكان ، نقوم بها في كل الأحوال ..
و من عظم أجرها انظروا ما قال فيها الذي لا ينطق عن الهوى :
( ألا أخبركم بخير أعمالكم ، و أزكاها عند مليككم ، و أرفعها في درجاتكم ، خير لكم من إنفاق الذهب و الفضة ، و خير لكم من أن تلقوا عدوكم فتضربوا أعناقهم و يضربوا أعناقكم ) ، قالوا : ( بلى يا رسول الله ) قال : ( ذكر الله ) [ رواه الإمام أحمد و الترمذي و إبن ماجه بإسناد صحيح ] .
إنه [ ذكر الله ] .!
و في الحديث القدسي يقول ربنا جل و علا :
عن أبي هريرة – رضي الله عنه – قال : النبي
– صلى الله عليه و سلم – : يقول الله تعالى : { أنا عند ظن عبدي بي ، و أنا معه إذا ذكرني ، فإن ذكرني في نفسه ذكرتہ في نفسي ، و إن ذكرني في ملإ ذكرتہ في ملإ خير منهم ، و إن تقرب إليّ بشِبر تقربت إليہ ذراعاً، و إن تقرب إليّ ذراعاً تقربت إليہ باعاً ، و إن أتاني يمشي أتيتہ هرولہ }
[ رواهہ البخاري و مسلم ] .
و من هذا الصرح أبعث رسالة إلى :
( المحسود و المعيون ، من قلبہ مكلوم و صدرهہ مغموم و قد إمتلأت عليہ الهموم ) ..
إليك مني كلمات .. لـِ قلبك شافيات .. و لـِ همك و غمك مذهبات .. و من عيُون حاسديّك مُحصنات .!
ಌ اعطِ الله ما يُحبْ يُعطيكِ أَكثر مما تحبيّن ಌ
قال – صلى الله عليه و سلم – : ( أحب الكلام إلى الله
أربع ، لا يضرك بأيهن بدأت :
(سبحان الله ، و الحمد لله ،
ولا إلہ إلا الله ، و الله أكبر)
[ رواهہ مسلم ] .
أخواتيّ :
كم تمر علينا الساعات و نحن في لهو و غفلات ، و فتور عن ذكر ربِ البريات ..
قال عز و وجل :
{ و َلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ أُوْلَئِكَ هُمْ الْفَاسِقُونَ }
[ الحشر : 19 ] .
أرأيتم أخواتيّ : نسيّان الذكر يولد الفسقْ
و العياذُ بـِ الله .!
و لـِ نَعلم أن كثرة ذكر الله أمان من النفاق فـَ إن المنافقين يتميزون بقلة ذكرهُم لله عز و جل ،
قال تعالى :
{ و َلا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلاَّ قَلِيلاً } .
[ النساء : 142 ] .
و قال أيضاً :
{ وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى * قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنتُ بَصِيرًا * قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنسَى } .
[طہ : 124 – 126 ] .
إذاً :
حتى نُبعد أنفسنا عن دائرة النفاقْ ، و نسلم من ضنك العيش ..
نُسارع إلى ذكر الله و نقتدي بنبينا المصطفى عليه الصلاة و السلام ،
الذي كان يذكر الله في كل أحوالہ .!
قال رسول صلى الله عليه و سلم :
( مثل الذي يذكر رَبْہ و الذيّ لا يذكر ربہ كـَ مثلِ الحيّ و المَيّت )
[ رواهہ البُخاري ] .
حبيباتي في الله لـِ نعلم أن حياة قلوبنا في ذكر الله عز و جل ..
و إنہ الحصن الحصين و السدْ المَنيّع مِن الشيطان و وساوسہ الخبيثة .!
فـَ إن كنا نطمع في المغفرة و الأجر فـَ لنقرأ قولہ تعالى :
{ و َالذَّاكِرِينَ اللهَ كَثِيراً و َالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً }
[ الأحزاب : 35 ] .
فـَ يَا لكرم الله و رحمتہ إذ جعل لنا هذه العبادة البسيطة الميسرة ننال بها المغفرة و الأجر العظيم .!
مَن مِنا لا تريد أن تنال هذا الشرف و تكون من المغفور لهم .. ؟؟
إذن لماذا هذا التكاسل و التقصير في هذه العبادة الميسرة .. ؟؟!، و باب الذكر واسع و الأذكار عديدة و مُتنوعة لك أن تختاري منها ما تحبين ..
فـَ عن أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنہ ، عن النبي صلى الله عليہ و سلم قال : " من قال لا إلہ إلا الله وحدهہ لا شريك لہ ، لہ الملك ، و لہ الحمد ، و هو على كل شيءٍ قديرٌ ، عشر مراتٍ ، كان كـَ من أعتق أربعة أنفسٍ من ولد إسماعيل " .!
[ متفقٌ عليہ ] .
و عن أبي هريرة رضي الله عنہ أن فُقراء المهاجرين أتوا رسول الله صلى الله عليہ و سلم فقالوا : ذهب أهل الدثور بـِ الدرجات العلى ، و النعيم المقيم : يصلون كما نصلي ، و يصومون كما نصوم ، و لهُم فضلٌ من أموالٍ : يحجون ، و يعتمرون ، و يجاهدون ، و يتصدقون . فقال : ( ألا أعلمكم شيئاً تدركون بہ من سبقكم ، و تسبقون به من بعدكم ، و لا يكون أحدٌ أفضل منكم إلا من صنع مثل ما صنعتم .. ؟؟ ) ، قالوا : ( بلى يا رسول الله ) ، قال : ( تسبِحون ، و تحمدون ، و تكبرون ، خلف كُل صلاةٍ ثلاثاً و ثلاثين ) .!
قال أبو صالح الراوي عن أبي هريرة ، لما سُئل عن كيفية ذكرهن ، قال : ( يقول : سبحان الله ، و الحمد لله ، و الله أكبر ، حتى يكون منهن كلهن ثلاثاً و ثلاثين ) .
[ متفقٌ عليہ ] .
و عنہ عن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال 🙁 من سبح الله في دبر كل صلاةٍ ثلاثاً و ثلاثين ، و حمد الله ثلاثاً و ثلاثين ، و كبر الله ثلاثاً و ثلاثين ، و قال تمام المائة : لا إلہ إلا الله وحدهہ لا شريك لہ ، لہ الملك و لہ الحمد ، و هو على كل شيءٍ قديرٌ ، غفرت خطاياهہ و إن كانت مثل زبد البحر " .!
[ رواهہ مسلم ] .
و عن سعد بن أبي وقاصٍ رضي الله عنہ قال : ( كُنا عند رسول الله صلى الله عليہ و سلم فقال : أيعجز أحدكم أن يكسب في كل يومٍ ألف حسنةٍ .! ) ، فـَ سألہ سائلٌ من جُلسائہ : ( كيف يكسب ألف حسنةٍ .. ؟؟ ، قال : ( يُسبح مائة تسبيحةٍ ، فـَ يكتب لہ ألف حسنةٍ ، أو يحط عنہ ألف خطيئةٍ " .!
[ رواهہ مسلم ] .
أخواتيّ :
ما قيل في ذكر الله صعب حصرهہ و فضلہ غيّر خفي عن أي مسلم .! :
( تلاوة القرآن )
أفضل الذكر على الإطلاق فلا تبخلي على نفسك بتلاوتہ آناء الليل و أطراف النهار ..
عليك أيضاً بـِ ( التسبيح و التهليل و التكبير و التحميد و الإستغفار ) .
أخواتيّ :
ذكر الله تعالى من أيسر الأعمال و لا يعذر أحد في تركہ .! ، و تأملوا معي الحديث :
عن عبدالله بن بسرٍ رضي الله عنہ أن رجلاً قال : " يا رسول الله ، إن شرائع الإسلام قد كثرت علي ، فأخبرني بشيءٍ أتشبث بہ " ، قال : " لا يزال لسانك رطباً من ذكر الله " .
[ رواهہ الترمذي و قال : حديثٌ حسنٌ ] .
و من هذا المنطلق أزف لكن بشرى :
بـِ صلاة الله تعالى و ملائكتہ على الذاكر ، و من صلى الله عليہ عز و جل قفد أفلح و فاز كل الفوز .!
قال تعالى :
{ يا أيها الذين آمنوا اذكروا الله ذكرا كثيرا (41) و سبحوہُ بكرة و أصيلا (42) هو الذي يصلي عليكم و ملائكتہ ليخرجكم من الظلمات إلى النور و كان بالمؤمنين رحيما (43) } .
أرأيتي ، @@
ثمار الذكر كم هي حلوة المذاق ، فماذا تنتظري إذا انطلقي .!
من الآن و سارعي لقطفها و تذوقها و التلذذ بحلاوتها و يكفيك فخراً أن تكوني ممن قال فيهم الله جل في علاهہ :
{ فَاذكُروني أَذْكُرْكُمْ }
[ البقرة ] .
***********..
و قبل الختام أسرد إليك قصة لفتاة نشأت في طاعة الله إنها ( سلمى ) ، فاستمعي لها ..
..
كانت سلمى فتاة مهذبة متدينة في الصباح تستيقظ مع أذان الفجر للصلاة و من ثم تقرأ القرآن ، و بعد ذلك تردد أذكار الصباح التي حفظتها في قلبها ، حتى تنير يوميها الجميل ..
و بعد ذلك تساعد أمها في أعمال المنزل ..
لكن .! ، لسانها لا يتوقف عن الذكر و التسبيح .!
وهي تقول : " سبحان الله ، الحمد لله ، الله أكبر ، لا إلہ إلا الله وحدهہ لا شريك لہ الملك و لہ الحمد و هو على كل شيء قدير " .
كانت سلمى فتاة لا تضيع الوقت في كلام لا يرضي الله .! ، لأنها كانت تعلم بأن كل ثانية سوف تحاسب عليها .!
و سوف تندم أشد الندم يوم الحساب إذا لم تقضي هذه الأوقات في ذكر الله ..
كانت بعد ذلك تجلس على الحاسوب و تتراسل مع صديقاتها و تتصفح المواقع الإسلامية ، و تبحث عن كل شئ جديد يفيد إسلامها ..
و لكن .!
هل كانت سلمى أثناء جلوسها على الحاسوب ، تذكر الله .. ؟؟؟
نعم .! كانت أيضاً في مثل هذا الوقت لا تضيعہ كانت دائماً تحرص على إرضاء الله ..
كانت تحب أن تكثر من الإستغفار لأن الرسول – عليہ الصلاة و السلام – قال : " من لزم الإستغفار جعل الله له من كل هم فرجاً ، من كل ضيق مخرجاً ، و رزقہ من حيث لا يحتسبْ " .
و في يوم زارتها بعض صديقاتها المقربات لها ، و كانت سلمى شديدة الفرح لهذه الزيارة الجميلة ..
و أثناء الحديث الذي دار بينهن ، قالت آلاء : أنا أشعر بالملل و ضيق شديد ..
و من ثم مريم : أنا أشعر بـِ شيء مثل الصخرة فوق قلبي ..
نظرت سلمى إلى صديقاتها ، و قالت : " نعم يا أخياتي من لم يدخل إلى قلبہ ذكر الله و حصّن نفسہ بالأذكار لازمہ هذا الشعور " .
" و من جعل الدنيا همہ و انصرف عن الآخرة و نسيّ القرآن فإن الله يجعل قلبہ دائماً في ضيّق و هَم " ..
لذلك هيا بنا عبر هذه الكلمات نبحر في جنة الإستغفار ، دعونا نأخد نفساً عميقاً و نستشعر أن الله يرانا و يسمعنا ..
هيا بنا نهتف من أعماق قلوبنا و نردد : " أستغفر الله العظيم الذي لا إلہ إلا هو الحيّ القيُوم و أتوبُ إليہ " .
" اللهُم إني أسألك الرضا و العفو عما مضى" ، و غيرها من الأذكار ..
و قالت هل تريدون أكثر من ذلك إسمعن هذا الفضل :
قال الله تعالى :
{ يا إبن آدم إنك ما دعوتني و رجوتني ، غفرتُ لك على ما كان منك و لا أبالي ، يا إبن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ، ثم استغفرتني غفرت لك ، يا إبن آدم لو آتيتني بـِ قراب الأرض خطايا ، ثم لقيتني لا تشرك بي شيئاً ، لأتيتك بقرابها مغفرة } .
هينا بنا نقول : " أشهدُ أن لا إلہ إلا لله و أشهد أن محمدً رسول الله " .
و هيا بنا من اليوم لا نترك الأذكار و نحفظها و نُردِدَها في كل الأوقات ، فـَ بِها تزال الهُموم ، و تفرج القلوب ، و تزيدُنا قرباً إلى الله ..
قالت صديقاتها : " يا الله .! نعم لقد نسينا هذا الأمر من زمن بعيد .! ، جزاك الله خيراً أختنا سلمى على هذه النصحية ، فـَ أنتِ ذكرتينا بـِ الله فـَ نِعم الذكرى .! " ..
فـَ والله إنشرح صَدرنا و زال ضيقنا ..
اللهُم لكَ الحمد على نعمك ..
و في المساء عند غروب الشمس كانت سلمى تنظر إلى غروب الشمس الجميل و هي تقرأ اذكار المساء ..
هكذا كانت حياة سلمى جميلة في كل أوقاتها لأنها كانت لا تترك الأذكار و العبادات ، و كانت لا تضيع الوقت إلا في كلام يرضي رب السماء .
..
و ختاماً أودعكن على ، أمل اللقاء بكن ..
[ كلآم طيّبْ و جَميّل ، أعجبْنيّ و حبيّت أنقلہ ..
و أتمنى يعجبْكُم مثل مآ عجبْنيّ ، و إن عجبْكُم لآ تبْخلون عليّ بـِ آلدُعآآآآآءْ عن ظهرر غيّبْ بـِ آلتوفيّقْ و تحقيّقْ مرآدْيّ ]
جزآكُم الله خيّر ، ..
واحلى تقييم لعيونك