غدر الرحم وحمل لم يكتمل 2024.

لم يعرف الإنسان منذ بدء الحياة وبداية الخلق مسكنا آخر أكثر أمانا من الرحم. يلجأ إليه نطفة لم تدب فيها الروح بعد. ثم علقة تنغرس فى دفء جدرانه تنقسم خلاياها وتكاثر لتنمو وتنمو فى نسق محكم بديع.

تخص الخلايا، كل منها لما خلق له. منها من سيشكل الملامح ومنها من سيحد الصفات. منها من يتهيأ لمكان الصدارة والريادة ومنها من يستعد للأدوار الصغيرة والوظائف الدقيقة التى لا تكتمل الصورة إلا بها.

الكل يتهيأ للحظة أن تدب الروح فى تمثال الجسد. ويتحرك الجنين فى ظلمة الرحم الذى يعرف قدره لدى أمه فيتكمل بكل مسئولياته على حسابها. يمده بالطعام والمناعة والقدرة على التنفس والنمو إلى حد اكتماله ويرعاه حتى لحظة ولادته وخروجه إلى النور فينقبض ليقذف بلطف وحنو بالغ.

فماذا يحدث لو أصابت الرحم لوثة فقر أن يلفظ الجنين قبل موعد اكتماله؟الإجهاض هو أن يلفظ الرحم الجنين قبل اكتماله فى أى لحظة تسبق لحظة الميلاد التى تحدث عادة بين الأسبوعين السادس والثلاثين إلى الأربعين من الحمل. قد يحدث الإجهاض جراحيا لرغبة فى التخلص من الجنين.

أو نتيجة التعرض لحادث ما، لكن الإجهاض المتكر أو التلقائى هو ما يحدث نتيجة أن ينقبض الرحم دون أى تدخل خارجى ليلفظ الجنين قبل اكتماله وقبل انقضاء عشرين أسبوعا على بداية الحمل وأن يتكر لثلاث مرات على الأقل مع كل حمل جديد. قد يحدث الإجهاض التلقائى فى بدايات مبكرة للحمل وبعد توقف الدورة الشهرية مباشرة حتى يختلط الأمر على فلا تعرف إن كان هذا إجهاضا أم يوما مكملا لدورتها الشهرية.

أسباب الإجهاض التلقائى
تشكل العوامل الوراثية جانبا مهما من أسباب حدوث الإجهاض التلقائى فالمعروف من دراسات علمية سابقة تعتمد على دراسة أنسجة الجنين الذى لفظه الرحم قبل موعده أن هناك خلا جنينيا جعل من الجنين كيانا غير قابل للاكتمل. هذا الخل فى الكروموسومات يمكن ان يأتى من الأم أو الأب أو هما معا. لذا فدراسة البصمة الوراثية للأم والأب معا والخريطة الكروموسومية لهما قد تكون الحل وحجر الزاوية فى معرفة نوع الخل وعلاجه متى كان ذلك مكنا.

السب الآخر المعروف هو العيوب الخلقية التشريحية فى الرحم ذاته مثل وجود حاجز من الانسجة داخل تجويف الرحم نفسه يقسم إلى جزءين ما لا يفسح للجني مساحة كافية لنمو طبيعى واكتمال فيسقط. أيضا وجود الأورام العينة التى تحتل مكانا يختلف وفقا لجسم الورم وضعه والالتصاقات التى تحول دون استقرار الحمل هناك أيضا احتمالات توسع عنق الرحم إما لأسباب خلقية أو نتيجة لتكرار ولادات متعسرة فيعمد الطبيب إلى ربط عنق الرحم حتى موعد الولادة.

قد تتدخل المناعة أيضا فى أسباب الإجهاض المتكر. إصابة بأحد أمراض خل المناعة الذاتية كالذئبة الحمراء يؤدى إلى أن يهاجم الجهاز المناعى ذلك الجسم الغريب (الجنين) فيطلق عليه خلاياه لتدمره. وقد ينتج عن ذلك أيضا خل فى آلية تجلط الدم ما يتسب فى حدوث جلطات متكرة خاصة فى المشيمة.

العدوى بأمراض تسبها فيروسات أو بكتيريا أو فطريات وطفيليات منها على سبيل المثال الإصابة بالحصبة الألمانى والتوكسوبلازما التى تنقلها الحيوانات الأليفة (القط) والعدوى المتكرة بفيروس الهربس. العدوى بميكروبات تصيب المهبل من أكثر الإصابات حدوثا وقد تتسب فى ولادة مبكرة طبيعية إذا اكتمل الجنين.

أى نقص أو خل مفاجئ فى نسبة الهورمونات المتعلقة بالحمل واستقراره قد تسب إجهاضا متكرا إذا لم نتنبه إليه.

تكيس المبايض أحد الأسباب الشائعة للإجهاض إذ ينتج المبيض المصاب بويضة مشوهة ينجم عنها حمل مشوه وجنين لا يكتمل. قد يحدث تكيس المبايض دون تأثير خارجى لكنه أيضا يحدث نتيجة اختلال عمل الغد الدرقية والنخامية.

قد يحدث الإجهاض التلقائى أىضا يحدث نتيجة لتلوث البنية المحيضة بالسيدة الحامل. التدخين والكحوليات والتسم بعض المركبات الكيماوية.

احتمالات الإجهاض التلقائى واردة أيضا عند الإصابة بأمراض مزمنة تهتك قدرة الجسم وتستنفدها كالسرطان. كذلك أثناء تناول العلاجات الكيماوية والأدوية المثبطة للمناعة.

الحمل الحويصلى رغم ندرة حدوثه فى بلادنا وانتشاره فى جنوب شرق آسيا إلا أنه يمثل خطورة على الحامل سواء تكرار حدوث الإجهاض أو التحول إلى ورم سرطانى سريع الانتشار.

قد يتكر الإجهاض التلقائى بلا أى أسباب معروفة رغم إجراء كل الأبحاث وتعد وسائل التشخيص المتاحة.

تعد أسباب الإجهاض التلقائى وتختلف بصورة محيرة قد يعجز الطبيب أحيانا عن ملاحقتها إلا إذا أعلن السب عن نفسه رغم أنه يحتفظ لنفسه فى حالات كثيرة بحق أن يظل مجهولا فيزيد الأمر حيرة.

لذا يجب أن تنتبه الحامل لكل تفاصيل حملها وكل الظروف التى يمكن أن تؤدى لتكرار إجهاضها.
من تاريخ الحامل يمكن قراءة إذا ما تعرضت لملوثات أو مواد كيماوية كان لها أثر على حملها مثل التدخين والكحوليات وغاز التخدير أو الفورمالين والرصاص والزرنيخ. تعرضها أيضا للأشعة أو تناولها أدوية لها ذلك الأثر على الجنين. الصدمات النفسية والتوتر المرضى عوامل أيضا حاضرة بقوة بين الأسباب التى تؤدى للإجهاض.

دراسة الشأن الوراثى أول ما يلجأ إليه الطبيب لمعرفة إذا ما كانت كروموسومات الأب والأم مسئولة عن تكرار الإجهاض.

أيضا دراسة وفحص الجنين المجهض تفيد فى استنتاج ومعرفة سب عدم اكتماله.
محض الرحم بكل الوسائل المتاحة: الأشعة الملونة بالصبغة، الموجات فوق الصوتية والمنظار الحمى.

كلها تعطى صورة واضحة ومتكاملة عن وجود أى عيوب خلقية أو تشريحية فى الرحم وتدل عن امكانية إصلاحها جراحيا ما قد يأتى بنتائج باهرة ترضى رغبة الأولى فى الحياة: الأمومة.

إجراء أبحاث الدم بقياس نسبة الهورمونات ورصد أى خل مناعى أو عيب فى آلية سيولة وتجلط الدم بحقن تحكما سريعا فى المشكلة وحلها.

عينات طبية من المهبل وعنق الرحم كافية للكشف عن وجود ميكروبات وجراثيم قد تكون السب.
الحالات التى يغيب عنها سب واضح قد يجرى معها وبصورة قد تدهش الدعم النفسى للمرأة. حضور قوى للزوج إلى جوار زوجته واهتمام من العائلة ورعاية طبية واهتمام من حكيم متمرس كلها عوامل قد تقدم حلا سعيدا دون الحاجة لقائمة من الأبحاث والأدوية.

الإجهاض التلقائى المتكر بلا شك أمر مخيب للآمال باعث على القلق. يبد فى أغلى مقدراتها لكنه أيضا قد يكون رحمة بها. تمام الحمل واكتماله فى جنين مشوه يعانى من خل فى صفاته الوراثية يأتى للحياة بكيان غير قادر على مواجهتها، ويلقى بظل ثقيل على أسرة بأكملها.

مشكورة حبيبتى

يعطيكى العافيه

خليجية
مشكوره يا قمر
تسلمى على المواضيع المميزه
خليجية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.