إسحاق بن محمد حرسي
إن "ثقافة العيب" تجذرت في أعماق مجتمعنا فقد وصلت إلى حد ساهمت فيه لصناعة البطالة بين الشباب؛ فهناك الكثير من المهن الشريفة لا يزال المجتمع ينظر لها بانتقاص وازدراء مع أن الأنبياء عليهم السلام احترفوا مهناً مختلفة؛ فآدم كان مزارعاً ونوح نجاراً وإدريس خياطاً وإبراهيم بزازاً(تاجر أقمشة) وداود صناعاً ونبينا محمد عليه الصلاة والسلام راعياً. وكلنا نعرف قصة الأعرابي الذي جاء للنبي عليه السلام يشكو الفقر، ويتكفف الناس، فأمره أن يشتري فأساً ويحتطب ففعل واغتنى، ولعل قصص السلف مليئة بالنماذج، ولكن المؤلم أنَّ المجتمع يرى بأنهُ مختلف، ويضع هذه المهن الشريفة في خزانة العيب، ويظن الفرد أنَّ الانخراط ببعض المهن عيب وسيحط ذلك من شأنهِ واعتباره وأهله وعشيرته، وبسببها إن احتجنا إلى من يمارس هذا العمل وجدنا فقرًا ونقصًا كبيرين وأصبحنا بسبب ذلك نضع أعناقنا على مقصلة الوافد، إننا بحاجة إلى برنامج توعوي تأهيلي يجتث ثقافة العيب من جذوره وزرع حب العمل مهما كانت المهنة، والأكل من كسب اليد والاعتماد على الذات.