فقال : ( إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا في كتاب الله يوم خلق السماوات والأرض منها أربعة حرم ذلك الدين القيم فلا تظلموا فيهن أنفسكم )
فخصها الله بالتحريم دون غيرها .. قال ابن عباس رضي الله عنه : لا تظلموا أنفسكم في كلهن ، ثم اختص من ذلك أربعة اشهر ، فجعلهن حرما ، وعظم حرمتهن وجعل الذنب فيهن اعظم والعمل الصالح والأجر اعظم ..
أختي المسلمة : لقد اخبرنا رسول صلى الله عليه وسلم بما في صوم شهر المحرم من الأجر والمثوبة وانه من افضل العبادات التي يتقرب بها لله ..
فعن أبى هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم 🙁 افضل الصيام بعد شهر رمضان شهر الله المحرم وافضل الصلاة بعد الفريضة صلاة اليل ).
وفي إضافة شهر المحرم إلي الله دليل على شرفه وفضله ، فان الله عز وجل لا يضيف إليه إلا خواص مخلوقاته ، كما نسب محمد وإبراهيم وإسحاق ويعقوب وغيرهم من الأنبياء إلى عبوديته ،ونسب إليه البيت و الناقة جل و على .
ولما كان شهر الله المحرم مختصا بإضافته إلي الله تعالى وكان الصيام من بين الأعمال مضافا إلى الله تعالى فانه له من بين الأعمال وهو يجزي به ، ناسب إن يختص هذا الشهر المضاف إلى الله بالعمل المضاف إليه عز وجل المختص به وهو الصيام . قال الحسن البصري : إن الله تعالى افتتح السنة بشهر حرام _ أي المحرم _ وختمها بشهر حرام _ أي ذي الحجة _ فليس شهر في السنة بعد شهر رمضان اعظم عند الله من المحرم .. وكان يسمى شهر الله الأصم ، من شدة تحريمه .