تخطى إلى المحتوى

انها النار 2024.

  • بواسطة

النار موعد المجرمين المكذبين ، والمعاندين ، والمستهزئين كما قال الله : { وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمَوْعِدُهُمْ أَجْمَعِينَ، لَهَا سَبْعَةُ أَبْوَابٍ لِّكُلِّ بَابٍ مِّنْهُمْ جُزْءٌ مَّقْسُومٌ }
إذا كُبّوا فيها على وجوههم أغلقت أبوابها وأوصدت فلا سبيل للهرب أو الخروج .. قال الله : { إنَّهَا عَلَيْهِم مُّؤْصَدَةٌ ، فِي عَمَدٍ مُّمَدَّدَةٍ }
يحاولون الخروج فتتصدى لهم { مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ }
قال الله : { وَأَمَّا الَّذِينَ فَسَقُوا فَمَأْوَاهُمُ النَّارُ كُلَّمَا أَرَادُوا أَن يَخْرُجُوا مِنْهَا أُعِيدُوا فِيهَا وَقِيلَ لَهُمْ ذُوقُوا عَذَابَ النَّارِ الَّذِي كُنتُم بِهِ تُكَذِّبُونَ } .
سيشاهدها الجميع ، وسيؤتى بها على مرأى ومسمع من الخلائق أجمعين..
في ذلك اليوم الذي سيجمع الله فيه الأولين والآخرين { ذَلِكَ يَوْمٌ مَّجْمُوعٌ لَّهُ النَّاسُ وَذَلِكَ يَوْمٌ مَّشْهُودٌ }
سيشهد الناس قدوم جهنم..
وسيرونها عياناً..
وسيسمعون تغيظها والزفير ..
قال الله { إِذَا رَأَتْهُم مِّن مَّكَانٍ بَعِيدٍ سَمِعُوا لَهَا تَغَيُّظاً وَزَفِيراً ، وَإِذَا أُلْقُوا مِنْهَا مَكَاناً ضَيِّقاً مُقَرَّنِينَ دَعَوْا هُنَالِكَ ثُبُوراً ، لَا تَدْعُوا الْيَوْمَ ثُبُوراً وَاحِداً وَادْعُوا ثُبُوراً كَثِيراً } .
عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال 🙁 يؤتي بجهنم يومئذ لها سبعون ألف زمام ، مع كل زمام سبعون ألف ملك يجرونها )
لو تركت على أهل المحشرعباد الله ..
لو تركت النار على أهل المحشر عباد الله لأتت على برهم وفاجرهم ..
فلا إله إلا الله ..
كيف سيكون حالي وحالك إذا اشتد الفرق، وسال العرق ؟؟!!
كيف سيكون حال وحالك { إِذَا دُكَّتِ الْأَرْضُ دَكّاً دَكّاً ، وَجَاء رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفّاً صَفّاً ، وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الْإِنسَانُ وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرَى } ؟؟!!
أي والله ..لن ينفع الندم ، ولن تنفع الذكرى..
سيندم العصاة على ما سلف من المعاصي والذنوب ..
بل وسيندم أهل الطاعات ويتمنون أن لو زادوا في الأعمال الصالحة والقربات ..
سيؤتى بجهنم .. وسيندم كل جبار عنيد ..
فإذا جاءت بأمر الله تبارك وتعالى جاءت بالهول الأكبر ، والفرغ الأعظم..
سيخرج من نَفَسِهَا وهج شديد..
ويُسمع من جوفها دوي سلاسل وحديد ..
ويسمع الخلائق الشهيق ، ويرون الحريق ..
فإذا نظرت في أهل المعاصي ثارت ، وفارت ، وتفلتت من الملائكة الذين يسحبونها تنادي وتقول غاضبة لغضب ربها :
لأنتقمنَّ اليوم ممن خلقته وعبد سواك ..
لأنتقمنَّ اليوم ممن أكل رزقك وعصاك ..
لأنتقمنَّ اليوم ممن أسبغت عليه نعمك ونساك ..
ستزفر زفرة فتصيح الخلائق بأعلى صوتها :
يالله ..
تزفر زفرة فتصيح الخلائق بأعلى صوتها :
يالله ..
ثم تزفر زفرة ثانية فتجثو الأمم على ركبها ..
ثم تزفر ثالثة فتتساقط الخلائق على وجوهها ..
ثم تتابع المشاهد والأهوال في ذلك المنظر ، وفي ذلك اليوم العظيم ..فيفر الناس إلى آدم ، وإلى نوح ، وإبراهيم ، وموسى ، وعيسى ، وكلهم ينادي : نفسي نفسي لا أسألك غيرها .. نفسي نفسي لا أسألك غيرها ..
ثم يأذن الجبَّار بفصل القضاء بعد شفاعة الحبيب صلى الله عليه وسلم ، فينادي الجبَّار جلَّ جلاله : لقد اشتدَّ غضبي على من قلّ حياءه معي ..
ولسان حال العصاة :
ما اعتذاري ؟ .
وما أقول لربي في سؤالي ؟ وما يكون مقالي ؟.
فينادي الجبار : يا آدم .. يا آدم _ على مسمع من الخلق أجمعين _ يا آدم أخرج بعث النار ..
فيقول :يا ربي لبيك وسعديك ، وما بعث النار ؟!.
قال من كل ألف أراه قال تسعمئة وتسعة وتسعون إلى النار فحينها{ تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُم بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ })
( حينها في تلك اللحظات { تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُم بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيد } ).
وإذا الجنين بأمه متعلقٌ
هذا بلا ذنب يخاف لهوله
خوف الحساب وقلبه مذعور
كيف المقيم على الذنوب دهور
عندها والله ..
تعظم الخطوب..
وتظهر القبائح والعيوب..
ويندم أهل المعاصي والذنوب ..
عباد الله ..
مهما قلنا ، ومهما وصفنا ، فلن يبلغ العقل معرفة اتساعها ..
إنها محرقة هائلة..
دركات بعضها فوق بعض..
تُلقى فيها النجوم والشموس كما تلقى الأحجار الصغيرة في البئر العظيمة..
وتتضخم أجساد أهلها حتى إنه ليكون ضرس أحدهم كجبل أحد..
وما بين منكبيه مسيرة ثلاثة أيام ..
وسمك جلده مسيرة ثلاثة أيام ..
فيكون جثمان الواحد من أهل النار كأعظم جبل من جبال الدنيا..
عند مسلم قال صلى الله عليه وسلم : ( ضرس الكافر أو ناب الكافرمثل أحد ، وغلظ جلده مسيرة ثلاثة أيام ) .
وعند البخاري قال صلى الله عليه وسلم : ( ما بين منكبي الكافر مسيرة ثلاثة أيام للراكب المسرع ) .
وعند الترمذي قال صلى الله عليه وسلم : ( إنَّ مجلس الكافر من جهنم كما بين مكة والمدينة ) .
ومع أنه يلقى فيها من كل ألف تسعمئة وتسعة وتسعون على ذلك الوصف و الضخامة فإنهم لا يملأونها :{ يَوْمَ نَقُولُ لِجَهَنَّمَ هَلِ امْتَلَأْتِ وَتَقُولُ هَلْ مِن مَّزِيدٍ } ..
{ يَوْمَ نَقُولُ لِجَهَنَّمَ هَلِ امْتَلَأْتِ وَتَقُولُ هَلْ مِن مَّزِيدٍ } ..
{ يَوْمَ نَقُولُ لِجَهَنَّمَ هَلِ امْتَلَأْتِ وَتَقُولُ هَلْ مِن مَّزِيدٍ } ..
فحرها شديد ..
وقعرها بعيد ..
يهوي الحجر فيها سبعين عاماً لايبلغ قعرها ..
فيها جبال من نار ، وكهوف ، وتهاويل ..
فيها أنهار من قيح وصديد ..
فيها حياتٌ كأمثال أعناق البخت ، وعقاربٌ كأمثال البغال يسري سمها في أجسام أهل النار يعمل عمل النار أو أشد من ذلك النار..
فيا ويل من هذا حاله ..
ويا خيبة من هذا مآله ..
اسمع وقل : يا الله ..
اسمع وقل : يا الله ..
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال بينما نحن جلوس عند النبي صلى الله عليه وسلم في المسجد مع أصحابه قال : ( لو كان في هذا المسجد مئة ألف أو يزيدون وفيهم رجل من أهل النار فتنفس فأصابهم نَفَسه لاحترق المسجد ومن فيه )
إنها دار الخزي والبوار ..
إنها دار الخزي والبوار ..
خلقها الله لعصاة الجن والإنس وبهما تمتلئ .. قال الجبَّار :{ وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لأَمْلأنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ } ..
أُمرنا بالتعوذ منها صباح مساء ، وفي أدبار الصلوات فإنها بئس المثوى وبئس القرار..
ليس لأهلها فيها إلاَّ التوبيخ والتقريع والذل والهوان ..
فإذا قضى الله بين العباد ، وحكم على عبد من عباده بالنار بعد أن قرره بذنوبه وآثامه ، ثم نادى الجبار :
يا ملائكتي خذوه ، ومن عذابي أذيقوه ، فلقد اشتدَّ غضبي على من قلَّ حياؤه معي ، فيقول سبحانه { خُذُوهُ فَغُلُّوهُ ، ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ ، ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعاً فَاسْلُكُوهُ } ..
وقال سبحانه:{ خُذُوهُ فَاعْتِلُوهُ إِلَى سَوَاء الْجَحِيمِ ، ثُمَّ صُبُّوا فَوْقَ رَأْسِهِ مِنْ عَذَابِ الْحَمِيمِ }
قال المفسرون : فيبتدره سبعون ألفاً منهم – أي من الزبانية – فيسوقونه سحباً ودفعاً إلى وسط الجحيم ، فيأتيه ملك من ملائكة النار فيضربه بمقمعة من حديد فتفتح دماغه ، ثم يصب الحميم على رأسه ، فينزل في بدنه فيسلت ما في بطنه من أمعائه حتى تمرق من كعبيه ، ثم يقال له على وجه التهكم والتوبيخ { ذُقْ إِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ }.. قال ابن عباس : أي لست بعزيز ولا كريم .
هناك في قعر جهنم ليس لهم من طعام إلا الضريع الذي { لَا يُسْمِنُ وَلَا يُغْنِي مِن جُوعٍ }
ليس لهم إلا القيح والصديد ..
وليس لهم شراب إلا من حميم..
عند أحمد عن أبي أمامة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى : ( { وَيُسْقَى مِن مَّاء صَدِيدٍ ، يَتَجَرَّعُهُ وَلاَ يَكَادُ يُسِيغُهُ } قال : يقرب إليه فيكرهه ، فإذا أُدني منه شوى وجهه ، ووقعت فروة رأسه ، فإذا شربه قطَّع أمعاءه حتى يخرج من دبره ).
أما قال الله واصفاً ماءهم : { وَسُقُوا مَاء حَمِيماً فَقَطَّعَ أَمْعَاءهُمْ } ..
أما أخبر الله عن صياحهم واستغاثتهم فقال :{ وَإِن يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاء كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءتْ مُرْتَفَقاً }..
لا يشرب برضاه بل قهراً وقصراً، وتضربه الملائكة بمطارق من حديد ..
وليت الحال ينتهي عند القيح ، والصديد ، والشراب ، والطعام الذي لا يستساغ..
بل من وراء ذلك العذاب عذاب وعذاب ..
صنوف وأنواع كما قال الله : { وَمِن وَرَآئِهِ عَذَابٌ غَلِيظٌ } أي وله من بعد هذه الحال عذاب آخر غليظ صعب أشد وأغلظ من الذي قبله وأدهى وأمر ..
صنوف من الطعام ، وصنوف من الشراب ، وصنوف من العذاب ..
أما سمعت عن شجرة الزقوم ..
والله قد سمعنا ، وجاءنا من خبرها ، فأين أثر ذلك في قلوبنا !!!أعطني سمعك واسمع كلام ربك : { أَذَلِكَ خَيْرٌ نُّزُلاً أَمْ شَجَرَةُ الزَّقُّومِ ، إِنَّا جَعَلْنَاهَا فِتْنَةً لِّلظَّالِمِينَ ، إِنَّهَا شَجَرَةٌ تَخْرُجُ فِي أَصْلِ الْجَحِيمِ ، طَلْعُهَا كَأَنَّهُ رُؤُوسُ الشَّيَاطِينِ ، فَإِنَّهُمْ لَآكِلُونَ مِنْهَا فَمَالِؤُونَ مِنْهَا الْبُطُونَ ، ثُمَّ إِنَّ لَهُمْ عَلَيْهَا لَشَوْباً مِّنْ حَمِيمٍ ، ثُمَّ إِنَّ مَرْجِعَهُمْ لَإِلَى الْجَحِيمِ }
قال صلى الله عليه وسلم عن هذه الشجرة : ( لو أنَ قطرة من الزقوم قطرت في دار الدنيا لأفسدت على أهل الدنيا معايشهم فكيف بمن تكون طعامه ( ..
فإذا أكلوا منها وقطعت أمعاءهم من نتنها ، وشدة حرارتها أرادوا الماء .. أرادوا الماء لإطفاء ذلك النار الذي اشتعل في بطونهم وأمعائهم فلا يجدون إلا شراباً من حميم يزيد من النار ناراً ، فيشربون منه كما تشرب الناقة الهيماء التي تشرب ولا ترتوي من شدة عطشها ومرضها .. فوصف الله ذلك فقال : { ثُمَّ إِنَّكُمْ أَيُّهَا الضَّالُّونَ الْمُكَذِّبُونَ ، لَآكِلُونَ مِن شَجَرٍ مِّن زَقُّومٍ ، فَمَالِؤُونَ مِنْهَا الْبُطُونَ ، فَشَارِبُونَ عَلَيْهِ مِنَ الْحَمِيمِ ، فَشَارِبُونَ شُرْبَ الْهِيمِ ، هَذَا نُزُلُهُمْ يَوْمَ الدِّينِ ، نَحْنُ خَلَقْنَاكُمْ فَلَوْلَا تُصَدِّقُونَ }.
ليت الأمر ينتهي على طعام وشراب..
بل تعذيب جسدي أيضاً لا يستساغ ولا يطاق..فتُشوى وجوههم في النار ، كلما نضجت تلك الجلود بدلوا غيرها ، فتحرق النار صدورهم حتى تبلغ قلوبهم كما قال الله : { نَارُ اللَّهِ الْمُوقَدَةُ ، الَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى الْأَفْئِدَةِ }أي التي يدخل لهيبها إلى الفؤاد ،
كيف لو أبصرتهم .. كيف لو أبصرتهم وهم على وجوههم في النار يسحبون ..
يا الله..
كيف لو سمعت صراخهم وعويلهم وهم لا يسمعون ولا يبصرون ..
إنها النار.. عباد الله ..
دار الذل والهوان ..
دار العذاب والخذلان..
إنها.. دار الشقاء والندامة والبكاء..
فاتقوا الله عباد الله..
اتقوا الله حق التقوى …فإنَّ أجسادنا على النار لا تقوى ..
اللهم أعتق رقابنا ورقاب والدينا وأهلينا والمسلمين من النار يا عزيز يا غفار..
اللهم أجرنا من النار .. اللهم أجرنا من النار .. اللهم أجرنا من النار ..
الله يعطيك العافيه ع الموضوع
بوووركتي
سلمت انماك
بارك الله فيكم
اسعدني مروركم العطر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.