تتنوع أنشطة المراهقين ما بين المفيد منها والضار، والمصلح منها والمفسد، ولا يجد المراهق سوى رفاقه للاستدلال على وسائل السلامة ولا يعينه على اتخاذ القرارت سوى أقرانه ممن لا يزيدون عنه خبرة ولا دراية بشؤون الحياة. نحاول معا أن نضع أيدينا على السلوكيات والأنشطة الواجب الانخراط فيها ليس فقط للقضاء على الملل، وإنما لتفادي كل ما هو شائن ومضر من السلوكيات التي قد ينقاد إليها المراهق دون وعي.
يمثل الانخراط في أنشطة غير روتينية للقين على اختلاف أشكالهم وأحجامهم وسيلة رائعة للتعرف على أصدقاء جدد وممارسة أنشطة جديدة تساعدهم في اكتساب المزيد من الخبرات واستكشاف الذات والتعرف على مهارات شخصية لم يتعرف عليها المراهقون من قبل. بعيدا عن أسوار المدرسة وجدران المنازل، من المفضل أن يشترك المراهقون المتقاربون نفسيا وذهنيا في نشاطات تدعم تقاربهم وتسهم في التخفيف من أعبائهم النفسية الناتجة عن ضغوط الدراسة واضطرابات الحياة الأسرية.
عند تكوين شبكات متسعة من الأصدقاء في فترة الدراسة قبل الجامعية، تتضاعف فرص المراهق في الخروج من الأزمات الدراسية وتزداد مهاراته، خاصة عند التدارس مع الأصدقاء واستشارتهم عند التعرض لصعوبات في الفهم. أما أثناء الدراسة الجامعية، فيتدرب الشاب على كيفية مواجهة الحياة العملية وما قد يقابله من صنوف بشرية منها المحترم ومنها الخبيث.
أفضل الأنشطة الممكنة
نجتهد في الإشارة إلى أنسب الأنشطة المنصوح بممارستها للحد من حالة الملل عند المراهقين واستغلال أوقاتهم على خير وجه ممكن. هناك قائمة طويلة من الأنشطة المناسبة للقين من المرحلة الإعدادية حتى الجامعية، ومعظمها يشجع على التواصل الاجتماعي وتكوين علاقات قوية غير عابرة أو سطحية مع الأقران، ومنها إعداد المعسكرات وممارسة الأنشطة الرياضية والتدرب على العزف على الآلات الموسيقية والتدرب على الرقص. هناك أنشطة أخرى مثل تكوين فرق غنائية واستعراضية وفرق للرسم والنحت وتحرير صحيفة لنشر أخبار المدرسة، مما يدعم روح المشاورة وتبادل الخبرات وتناقل الثقافات.
كيفية المفاضلة بين مختلف الأنشطة
تعد الطريقة المثلى لاختيار الأنشطة لمن يود توسيع دائرة معارفه هي اختيار النشاط الأنسب مع مهاراته واهتماماته الشخصية. لا داعي للانخراط في نشاط لمجرد الإعجاب به ظاهريا أو لتقليد الآخرين. بدلا من الانهماك في ممارسة نشاط لمجرد التسلية، من الممكن الاستفادة من النشاط في تحويله لوسيلة لكسب العيش في فترات العطلات الدراسية. هناك أنشطة مثل التدرب على العزف أو التصوير أو إعداد المأكولات والحلوى أو تصفيف الشعر أو رسم الصور الزيتية تصلح أن تكون في المستقبل مهنا تعين صاحبها على تحسين دخله في حال تعسره.
تكوين صداقات قوية
أفضل ما تمنحه الأنشطة غير الروتينية للق إتاحة التشارك مع الأقران في أعمال تنتج عنها إبداعات خلاقة، وأول وسيلة للتفاهم مع الآخرين هو مشاركتهم نفس المشاعر.