تخطى إلى المحتوى

الرضا بقضاء الله 2024.

جلس مؤلف كبير أمام مكتبه و أمسك بقلمه ، و كتب : "في السنة الماضية.. أجريت عملية إزالة المرارة ، و لازمت الفرا ش عدة شهور.. وبلغت الستين من العمر فتركت و ظيفتي المهمة في دار النشر التي ظللت أعمل بها ثلاثين عاماً.. و توفي والدي.. و رسب ابني في بكالوريوس كلية الطب لتعطله عن الدراسة عدة شهور بسبب إصابته في حادث سيارة.. وفي نهاية الصفحة كتب : يالها من "سنة سيئة للغاية !!" ، ودخلت زوجته غرفة مكتبه ، و لاحظت شروده.. فاقتربت منه ، ومن فوق كتفه قرأت ما كتب.. فتركت الغرفة بهدوء ، من دون أن تقول شيئاً.. لكنها و بعد عدة دقائق عادت وقد أمسكت بيدها ورقة أخرى ، وضعتها بهدوء بجوار الورقة التي سبق أن كتبها زوجها.. فتناول الزوج ورقة زوجته وقرأ منها : "في السنة الماضية.. شفيت من آلآم المرارة التي عذبتك سنوات طويلة وبلغت الستين و أنت في تمام الصحة.. و ستتفرغ للكتابة و التأليف بعد أن تم التعاقد معك على نشر أكثر من كتاب مهم.. وعاش والدك حتى بلغ الخامسة و الثمانين من غير أن يسبب لأحد أي متاعب و توفي في هدوء من غير أن يتألم.. و نجا ابنك من الموت في حادث السيارة و شفي بغير أية عاهات أو مضاعفات.. ، و ختمت الزوجة عبارتها قائلة : "يالها من سنة أكرمنا الله بها و انتهت بكل خير "، لاحظوا… نفس الأحداث لكن بنظرة مختلفة.. دائماُ ننظر إلى ما ينقصنا .. لذلك لا نحمد الله على نعمه.. دائماُ ننظر إلى ما سُلِبَ منا.. لذلك نقصر في حمده على ما أعطانا…. قال تعالى : "۞ وإنّ ربَّكَ لذو فضلٍ على الناسِ و لكنَّ أكثرَهم لا يشكرون"
اللهم أجعلنا من الشاكرين الذاكرين

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.